الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وباء كورونا وَحَّدَ العالم وفَرَّقَ المسلمين!

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2020 / 3 / 26
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


منذ جائحة الانفلونزا الإسبانية عام 1918التي قتلت حوالي 70مليون شخص، لم يرى العالم وباءً يفتك بالإنسان بهذه الشدة وينتشر بهذه السرعة، ولم يتوحد العالم في مواجهته بهذه الصورة من قبل ، رغم اختلاف طرق التعامل في الوقاية أو العلاج من دولة الى أخرى، الا ان الحالة ، وبعكس العالم، تختلف عند المسلمين كونهم يتبعون النصوص القرآنية بالدرجة الأولى في جميع أمورهم الحياتية و يعتبرونها حقائق مطلقة لا يجوز الحياد عنها، ومن بعد القرآن تأتي الاحاديث النبوية، وما هذا الوباء سوى أمرا معينا من أمور حياتهم لذا فان القرآن يرشدهم في كيفية التعامل معه .
وفقا لهذا المنطق، انقسم المسلمون في طريقة مواجهة هذا الفيروس الى فئتين :
الأولى تقول بأن هذا الوباء هو من مشيئة الله ولا راد لمشيئته وان ما كتبه الله على عباده يجب يحصل استنادا الى الآيات القرآنية التالية : ( قُل لن يصبنا الا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون – سورة التوبة ، الآية 51 ) ، ( فاذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون – سورة الأعراف ، الآية 34 ) ، ( أينما كنتم يُدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة – سورة النساء ، الآية 78 ) ، اذاً هذه الفئة تتبنى موقفها وفقا لهذه الآيات ولا تكترث أو تهتم بالإرشادات الصحية! وهو ما رأيناه في العديد من الدول التي تسمي نفسها بالإسلامية وما لاحظناه من فتاوى تؤيد التجمعات الدينية كصلاة الجمعة أو إحياء ذكرى الأئمة وزيارة المراقد.
أما الفئة الثانية فتَمتَثل الى الارشادات والتوجيهات الصحية وتطبقها وهي تتخذ موقفها هذا استنادا الى ما جاء في القرآن والحديث، (ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة - سورة البقرة، الآية 195)، ويتضرعون الى الله للنجاة من هذه الكارثة وفقا للآية القرآنية (واذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداعي اذا دعان – سورة البقرة، الآية 186)، أما بالنسبة للحديث فـ ( قال الحسن بن علي: علمني رسول الله كلمات أقولهن في الوتر، اللهم اهدني فيمن هديت، و ......... ، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، و............. رواه أصحاب السنن وأحمد وصححه الألباني.) ان الإشكالية في هذين الموقفين تتجلى بكون كلتا الفئتين تعتبر موقفها هو الاصح وكلتاهما تستندان الى نصوص من نفس الكتاب الذي يُعتبر دستور المسلمين جميعا بغض النظر عن الانتماء الطائفي . هنا لا بد من التأكيد على أن الفئة الثانية تتعامل مع هذا الحدث بواقعية أكثر وبمنطق مختلف تماما عن الفئة الأولى حفاظا على حياتها وسلامة الآخرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |