الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العمل المنزلي في زمن كورونا

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2020 / 3 / 26
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


الانترنت في زمن الكورونا، يصلح يكون عنوان هذه الحقبة التي تشهد حاليًا حربا عالمية على فايروس كورونا الذي غزى العالم دون سابق إنذار، كما فعلت النازية من قبل...هذا الفايروس تحدى النازية وأغلق باب الكرة الأرضية، فحبس البشرية وأجبر الجميع على التزام العزلة المنزلية، أو الحجر المنزلي...فيما عُرِفَ بالعمل من داخل المنزل...كيف جرى الأمر؟ وماذا نفعل الآن من داخل المنزل؟
قل لي ماذا تفعل في المنزل هذه الفترة، أقل لك من أنت؟!
بدأت تصيبنا هستيريا المنزل، البعض بالغضب ممن حوله، يفرغ شحنة العزلة التي لم يعتد عليها الرجل أو المرأة...هذا حدث للبعض بسبب فراغ أولًا وثانيًا بسبب ما يسمى بمرض الحجرة، وهذا عادة يصيب الذين قضوا سنوات في الحبس الاختياري بالغرفةبباعث حالات مختلفة منهاالرهاب من الناس أو الخجل وأسباب أخرى لست طبيبًا لأشخصها، أما أولئك الذين احتجزوا مؤخرًا بسبب كورونا ولم يعتادوا البقاء بالمنزل ليوم واحد، فقد وقع بعض منهم في هستيريا سببها التوتر والخوف والفراغ فيحدث أن يقع الشجار والخلاف وحتى التكسير وهذه نتيجة حالة طارئة غير متوقعة تمر لأول مرة بهذا الجيل...
لماذا تقع مثل هذه الحالات؟ بالطبع في دول غربية يتم علاج ذلك من خلال مختصين بمثل هذه الظروف الاستثنائية من علماء نفس وأطباء وخطوط ساخنة تعالج حالات الفزع والخوف والتوتر والغضب وبعضها يدفع بصاحبه للتورط في شجارات وخلافات داخل الأسرة...وعلى النقيض من ذلك هناك البعض يهدأ ويسترخي ويستغل الوقت لتقوية الروابط الأسرية والاجتماع على مائدة الطعام وقضاء الوقت بالأحاديث الهادئة والمرحة وخاصة أولئك الذين وقفوا وتأملوا الحالة الطارئة بحكمةٍ وحنكة/ مثل هؤلاء هم بسلامٍمع الحياة ومع غيرهم من الناس، تساعد خبرتهم في الحياة والتجارب على امتصاص توتر الآخرين ومساعدتهم على الاسترخاء بنقيض البعض ممن يزرع الفزع بسبب الضيق والعزلة وعدم الاعتياد على تفكير هادئ واسترخاء وتأمل المواقف بدلًا من محاربتها...
عني شخصيًا لم يتغير شيء بالنسبة للبقاء بالمنزل وممارسة حياتي العادية والطبيعية، فالقراءة والكتابة والتمارين الرياضة سواء مع الأجهزة أو الجسدية، بالإضافة لمشاهدة الأفلام العالمية والمسلسلات الأجنبية طبعاً...فالعربية مصيبة من الممكن أن تصيبك في هذا الوقت بالذات بحالاتٍ أخطر من كورونا!!
هذه محنة يمر بها العالم غير مسبوقة على الاطلاق بالعصر الحديث، حتى إبان الحرب العالمية الثانية ورغم فناء الملايين إلا أن الحياة كانت تسير بوتيرة مخالفة ولم يشهد العالم إغلاقًا بكلّ قاراته. لذلك لو اتسم بعضنا بالاسترخاء والتمعن في الحالة وتقبل الشروط التي فرضتها الحالة الطارئة وليست الأنظمة والحكومات، لفهم مغزى أن يجعلّ البقاء بالمنزل فرصة تاريخية لاستعادة نغم الحياة الذي قاطعتهُالعادات العصرية بضغوطها وزحمتها وما فرضتهُ من قمع لمشاعرنا وعواطفنا وجعلتنا أسرى غيرنا، نعيش بشروط غيرنا وبظروف مفروضة علينا قسرًا...
السؤال: هل سنتعلم من هذه الأزمة بعد انقشاعها وقريبًا كما يأمل الجميع؟
أم سوف نعود مرة أخرى لنظامنا السابق بمجرد أن يطير الضباب وتعود تركيبة الحياة لعهدها وصخبها ومعها ترجع كلّ العادات السيئة لتطفوا مرة أخرى وننسى ما تعلمناه من هذه المحنة الدولية؟
تنويرة:السير بالاتجاه المعاكس يُجدي عندما يصبح اتجاه السير، مختلفاً...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 59.39%.. نسبة المشاركة الأعلى منذ الدورة الأولى من انتخابات


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: لماذا الإقبال -القياسي- على ص




.. الانتخابات التشريعية في فرنسا.. ما دور الجمعية العامة؟


.. أميركا.. بايدن يجتمع مع عائلته اليوم لمناقشة مستقبل حملته ال




.. 3 قتلى من حزب الله في قصف إسرائيلي على بلدة -حولا- جنوبي لبن