الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كورونا الخفاش وشجرة الصنوبر الامريكية.

حسنين جابر الحلو

2020 / 3 / 27
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


ليس غريبا أن نطلق على شيء قبيح كلمة قبح ، ولكن الغرابة عندما نطلق كلمة قبيح على شيء حسن، والأكثر قبحا عندما نطلق على الحسن كلمة قبح ، فالأولى وهي محور حديثنا في هذا المقال في مستوى القبح عن تلاعب دول عظمى بمصائر دول أخرى ، وأنا هنا لا أتحدث في الجانب الغيبي عن المرض أسبابه ودوافعه ، وأترك هذا الحديث للمختص ، ولكني سأتحدث هنا عن شيء أهم يخص الواقع الحياتي في جانبه الاجتماعي والسياسي . نحن أمام صدام حقيقي لدولتين عظيمتين لهما من التجارب السياسية والاقتصادية الأثر الواضح في تداخلات كل مجتمع ، من الناحية الاقتصادية لا أعتقد أن هناك بلدا ًلم يدخلها المنتج الصيني اقتصاديا ، وكذلك أن بلدا من البلاد لم تحصل على فرصة التدخل الأمريكي سياسيا ، وقطعا اللعبة تختلف حسب الظرف الزمكاني لكل دولة و ظروفها وامكاناتها وتواجدها في هذا الظرف ، والشواهد كثيرة على ذلك ، ولكن ما يوقفنا هذه الأيام تنازع ونزاع الدول العظمى امام كورونا بتفاصيل سياسية واجتماعية ، اذ وصلت دول كثيرة لحافة الهاوية بعد الإصابات الحاصلة في ووهان الصينية بدءا الى سوريا مؤخرا ، بتفاوت النسب والاعداد الا ان هذا الامر لعب في ضياع اقتصاديات وسياسات دول ، ولاسيما في الصور الوردية المرتسمة في اذهان الناس عن عظمة الدول الكبرى وإمكاناتها ، ولكنها سرعان ما تلاشت امام فايروس صغير وتبدد حلم الشعوب المستضعفة ، فالخفاش الصيني الذي ظهر بقوالبه المختلفة في أسواق غربية وعربية بدأت صورته تتزعزع أمام ذات الحلم ، على الرغم من الانتصارات الجزئية الحاصلة في معركة الكورونا ، وقطعا سيحتاج الى وقت طويل ليستعيد ثقة السوق به ، ولاننسى محاولات شجرة الصنوبر الامريكية لاحتواء العالم كله وسط غصونها ، ولاسيما الخفاش ، وكما تحدث كيركجور الفيلسوف الدنماركي عن نفسه واصفا إياها ب (شجرة الصنوبر المتوحدة ، وليس ثمة سوى الخفاش وحده الذي يستطيع ان يبني عشه وسط غصوني ) ، ولا اعرف هل هو الصراع ام الاستحواذ أم الهروب ، ولعل تشكلات عش الخفاش تحت سيقان شجرة الصنوبر للاختفاء بمعنى الخسارة او هو اختباء الاشتراكية تحت عباءة الفتشية الصنمية الرأسمالية التي تريد الاستحواذ حتى على الظل ، وان كشر الظل عن انيابه فتحاربه بشتى الوسائل ، يبقى هذا الامر مجرد تكهنات في مجال التنازل والوثوقية ، فكورونا بهزتها الثقيلة غيرت الأمور وقلبت المعادلة ، والخوف من عودة الخفاش من عشه مرة أخرى اذا لم يحصل على ما يريد ، ليحصد ما تبقى من أشجار وثمار وأرواح تماشيا مع قاعدة فناء الكل أفضل من بقاء الجزء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتساع رقعة الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف فو


.. فريق تطوعي يذكر بأسماء الأطفال الذين استشهدوا في حرب غزة




.. المرصد الأورومتوسطي يُحذّر من اتساع رقعة الأمراض المعدية في


.. رغم إغلاق بوابات جامعة كولومبيا بالأقفال.. لليوم السابع على




.. أخبار الصباح | مجلس الشيوخ الأميركي يقر إرسال مساعدات لإسرائ