الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات كورونا من باريس 1.0

جوري الخيام

2020 / 3 / 28
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


.
الخميس 12:




لا أفهم لما لا يهتم أحد لهذا الفايرس؟ يطنون أنه سيمر مرور الكرام مثل فايروس الايبولا و كل الفايروسات التي جائت بعده؟؟
لكني أحس أن الامر أخطر من ذلك بكثير ...قرأت وشاهدت واستطلعت كثيرا عن الانفاوانزا الاسبانية و تفاجأت أنهم لم يدرسونا في حصص التاريخ أن الانسانية فقدت ما بين خميسين و مئة مليون شخص خلال سنة واحدة ( 1918.1919) بسبب فايروس واحد..و الامر يتكرر !! أكثر بكثير مما قتلته الحرب العالمية الاولى و الثانية معا!

إني غاضبة!محبطة!

ألم نتعلم شيئا من التاريخ؟؟؟؟؟؟؟؟

الجمعة 13:

زوجي ملًٌ مني ....ومن حديثي عن الكورونا و عن مستقبلنا الأسود!!
هل جُننت؟؟


السبت 14:

لم أتحدث طيلة اليوم عن شي آخر سوى الكورونا فايروس .تعجبت ولازلت أعجب من مبالاة زوجي القليلة و لا مبالاة الفرنسيين لحد الآن .احتفلوا جميعا بفوز فريق باريس سان جيرمان في كرة القدم.

أحس بالغثيان حين أراهم يرقصون و يتعانقون!!

الاحد 15:

خرج الكثيرون للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المحلية خرج أكثر منهم يحتكون ببعضهم البعض في الاسواق العمومية و الاسواق دون الاكثراث لوباء يفتك بنا واحدا تلو الاخر.
بكيت كثيرا فطفلتي تعيش بعيدا !! أحس اني اعيش في فيلم فيكشن لطوم كروز!
لا أحد يهتم! لا يريد ان يسمعني أحد! لا تسافروا ! لا اجرأ ان أقول أن لا تذهبوا إلى العمل و إلا جلدت كالكافرة !
الأمر خطير يا أصدقائي من فضلكم ..من فضللكم .من فضلكم !

أهلكت!أريد ان انام وغذا يوم آخر!


الإثنين16:

يبدأ الحجر الصحي اليوم على الساعة الثانية عشر ظهرا ،جن جن الناس،بدأوا باقتناء أشياء لن تساعدهم في شئ ضد فايروس الكورونا . صرنا جميعا أطباء و علماء في علم الكوفيد١٩.
مع ان الناس يموتون بالمئات في العالم و مع أن الرئيس ماكرون ألقى خطابا قال أننا في حرب طبية !وأن لا علاج لها حتى الآن و أن الدولة لا تتوفر على حلول ناجعة و لا على طاقة كافية لاستيعاب عدد الرضى المرتقب إلا أن الناس لازالوا يخرجون و يحتكون ببعضم البعض يستجمون تحت الشمس و البعض يسافر في القطار سواءا كان ذلك ضروريا او لم يكن .

الثلاثاء 17:

لا أتذكر كثيرا من التفاصيل ! مر اليوم طويلا شيئا ما ....طبخت كسكسا بالدجاج !كان لذيذا جدا ربما لاني تفانيت في تحضيره و أعطيته كل طاقتي ووقتي.لست معتادة على المكوث في البيت!

(17-24)

(ملل...نحاول تقبل و استيعاب المسؤولية..عندنا موظفون..السؤال الاكبر: كيف سوف ندفع أجورهم و كيف سوف ندفع ديوننا و مصاريفنا؟؟!!)
الأحاديث طويلة مع المحاسب و البنك!

الاربعاء 25:



الالمان و أصدقائنا من جمهورية التشيك فقد رجعوا الى عهد القرصنة و بدأوا يسرقون المعدات الطبية المتجهة الى إيطاليا و تونس بدون خحل!

وضعت آنجيلا مركيل نفسها في الحجر الصحي لأن طبيبها الخاص مصاب بالكورونا ..حتى الآن ليس من المؤكد أنها مصابة .

السيسي لا يهتم....يتصرف كأن المشكلة ليس ضخمة و كأنه أن ليس مسؤولا عن تأمين صحة الملايين من البشر في زمن الكورونا و مع أن مصر كانت اول دولة تعلن عن أول حالة في افريقيا إلا انها من اقلهم استعدادا للمضاعفات و العواقب!

في المغرب بدأوا باتخاد إجراءات أكثر صرامة لاجبار الناس على التزام بيوتهم .فبعد ان فشلت النصيحة بأداء المهمة أمروا بإخراج العسكر ، الشرطة و القياد بعصيهم ليردعوا المتجولين في الشوارع.
و في الحقيقة فأنا مع أن يلزم الناس بيوتهم و لكني اتساءل في قرارة نفسي : و كيف يعيش الفقير الذي يتكل على قوت يومه؟ أليست الدولة مجبورة على إعطاءهم قوت يومهم قبل ان تجبرهم بالكرباج على المكوث في المنازل؟؟؟؟؟؟
تبرع الملك و رجال الأعمال بمبالغ طائلة من الأموال .. أرجوكم أيها المغاربة ان تخافوا وتلزموا بيوتكم لتقشعر أبدانكم لأن هذا شئ مريب !
كذلك أصيب الأمير الإنجليزي تشارلز بالكوفيد19

الخميس26:

عيد ميلادي بعد يومين .استيقظت كئيبة بعض الشئ!

لم أفعل شيئا يذكر سوى مراقبة أرقام الكوفيد١٩ التي لاتتوقف عن التصاعد في كل أنحاء العالم .

ايطاليا و إسبانيا تغرقان ...وكعادته يغيب الإتحاد الأوروبي عن الصورة و لا يمد يده لهما!

تقول الصين انها حاصرت الفايروس و انها لم تسجل اي حالة اصابة منذ أمس... لا أثق بالحكومة الصينية !

أما ترامب فإنه يقلل من خطورة الوضع و يدعي السيطرة على الأمر .أحس انه مستعد للتضحية بجيل كامل لتفادي خسائر مالية أو أزمة اقتصادية . لا أثق بالحكومة الإميركية.

لا أثق بأي حكومة من الحكومات!و لا في قدرتهم على التصدي لهذا الوباء ..تضحيتهم بعدد كبير منا لإنقاذ اقتصادهما شئ وارد جدا !
أعداد كبيرة من الاطباء و الممرضين اصيبوا!

27 الجمعة:

اشتقت للسياقة...للسفر..المطار .. الباسبور..المال..البطاقة..الفواتير..العمل... بوغر كينغ..مقهى الحى !ريكاردو البرتغالي حين يقبل وجنتي و يعطيني فنجان قهوتي ... اشتقت ان اشعل سيجارتي في الهواء الطلق...حديثي القصير مع زملائي تحت شمس مارس الباردة... قنينة نبيذ مع حبيبي ... عشاء رومانسي و ليلة عشق ساخنة ..أمسية مجنونة مع أختي نحكي عنها سنينا طويلة!
اشتقت للحياة ..اشتقت الى الروتين و الرتابة ..اشتقت الى الوجوه الباريسية السمراء منها و الشقراء....اشتقت الى باريس و صخبها المزعج..الميترو ...صعوبة إيجاد مكان للصف السيارة .. الثلوت ..غلاء السعار .. الحديث عن سخافة الإنتخابات ،مشاكل العمل ،اشتقت إلى مشاكل الحياة اليومية......لدرجة البكاء!

لحد الآن لم يقترب فايروس الكورونا مني و مع اني اختنق من الحجر الصحي و لا أعرف كيف سيكون وضعي المادي بعد هذه الزمة إلا أنني أحتفظ ببعض أقراص من الأمل.... ابلعهم عند الحاجة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسكو تنفي اتهامات واشنطن باستخدام الجيش الروسي للكيماوي في 


.. واشنطن تقول إن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن صفقة التبادل ونتنيا




.. مطالبات بسحب الثقة من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف


.. فيضانات عارمة اجتاحت جنوب البرازيل تسببت بمقتل 30 شخصاً وفقد




.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات