الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بحر الحب والرغبات/ نص

محمود شقير

2020 / 3 / 28
الادب والفن


إنه بحرنا، بحر الشعوب، وثمة سفينة سياحيّة تخترق ماءه وتوغل في عتمة المساء.
اقتربتُ من امرأة على الشاطئ. تحدّثنا معًا وضحكنا ثم ركضنا مثل طفلين. خلعت ثيابها ونزلت في البحر: الماء دافىء.. تعال
سبحنا أنا وسوزان معًا، وقالت: ليتني أستطيع المشي على الماء. قلت: الناصري الذي مشى على الماء هو ابن بلادي. قالت: أعرف. خرجنا من حضن الماء واستلقينا على الشاطئ، ورحنا نصغي إلى وشوشات البحر والقمر يغمرنا بنوره الوضّاء.
نظرتُ إلى لجة الأضواء المنبعثة من مدينتها التي تستلقي عند ذراع البحر. تذكّرت مدينة أخرى تستلقي عند ذراع البحر نفسه، هي بيروت التي عشت فيها منفيًّا بضع سنوات، وتذكّرت تلك المرأة التي سمعت صافرات السفن، وخرجت من تحت الماء وهي تهذي: لو أن المدينة بلا ميناء. ارتدت فستانها وركضت في الشارع المليء بالأنقاض وآثار القصف، فقد ذكّرتها الصافرات أنّ موعد رحيلي القسري قد حان. أهدتني خصلة من شعرها، وتعاهدنا على اللقاء ولو بعد سنوات. أخذتنا السفن إلى منفى بعيد.
نظرت سوزان ابنة مرسيليا إلي. رأت غلالة حزن على وجهي: هل عدتَ إلى بلادك؟ عدت بعد منفى طويل، لكنّ بلادي لم تظفر بالحرّيّة بعد.
انتصبت مثل مهرة وتألّق جسدها العاري. اجتذبتني من يدي، رقصنا وغنّينا، وقالت إننا ننتمي إلى عائلة كبيرة واحدة.
اقترب منّا رجال ونساء من جنسيات شتى تعيش على شواطئ هذا البحر. توغّلت النساء في الماء ونهودهنّ المشرئبّة تترجرج على صدورهن بأناقة وبهاء، ثم تعانقن مع الرجال في مشهد شهواني مثير، ذكّرني بطقوس العهر المقدّس في معبد إلهة الفلسطينيين عشتار. أبدت سوزان ارتياحها للمشهد: إنّه يملأ ليلنا بالحبّ وبالاطمئنان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ


.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث




.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم


.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع




.. هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية