الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كورونا والانقلاب العسكري الامريكي

عدنان جواد

2020 / 3 / 28
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


كثر الحديث عن وجود انقلاب عسكري أمريكي في العراق وعلى وشك الوقوع، والمدن العراقية تعيش حظر تجوال شامل، ليس بسبب ذلك الانقلاب وإنما بسبب فايروس كورونا الذي ينتشر بسرعة وخاصة في المجتمع المتجمع والمتحرك، ويقال إن الصين واجهته بالعزل وحظر التجوال، هذا الفيروس الذي ادخل الرعب في الدول العظمى والمتقدمة ، ودخل القصور كما دخل الى السجون، تزامن مع هذا الأمر قيام واشنطن بمناورات عسكرية في الإمارات وإسرائيل تحاكي لمدن عراقية ، ويقال ان هناك قوات عراقية مشاركة، وانتشار كورونا في إيران والحصار الاقتصادي الخانق لها، دعم الكلام الذي يشاع عن وجود انقلاب عسكري،
ربما هذا الأمر يخدم واشنطن بالإقدام على تغيير موازين القوى في العراق لصالحها، خصوصا وان هناك أطراف سياسية مؤيدة لها ، ومناصب في الدولة مهمة تدين بالولاء لها كرئيس البرلمان، ورئيس الجمهورية، ورئيس جهاز المخابرات ، ورئيس جهاز مكافحة الإرهاب، واختيار الزرفي كمرشح لرئاسة الوزراء وهو يحمل الجنسية الامريكية، والتظاهرات التي اغلبها مدعومة من امريكا، ما يدعم هذه الشكوك التحركات العسكرية واعادة تموضع لقواتها وانسحابها من قواعد مكشوفة الى قواعد اكثر تحصينا ومزودة باسلحة دفاعية، والولايات المتحدة الامريكية لها تاريخ حافل في الانقلابات في الدول فهي احدثت اكثر من 84 انقلابا في العالم، وترامب اليوم وفي التنافس الانتخابي يحاول ان يحصل على مكاسب على الارض، كما حل قضية خاشقي بالاتفاق مع الاتراك، باتهام 20 شخصية سعودية بدون اتهام بن سلمان المحسوب عليه، والتفاوض مع حركة طالبان وسحب القوات من افغانستان، ويريد ان يحصل على منجز في العراق، خصوصا وان هناك ضجر شعبي وكره للاحزاب الحاكمة خاصة في المناطق الشيعية بعد فسادها وعدم خدمة مناطقها، وضعف المؤسسة العسكرية وعدم تزويدها باجهزة الرصد، وعدم احترامها من قبل القوات التابعة لتلك الاحزاب، وامريكا منذ 2003 تم تقسيم الجغرافية العراقية الى ثلاث مكونات ، مجاورة لدول مهمة مثل ايران وتركيا وسوريا والسعودية، والهدف من هذا منع قيام دولة قوية تهدد امن اسرائيل، فكيف وايران ومن خلال العراق تدعم سوريا ولبنان وفلسطين ضد اسرائيل فلابد من قطع هذا الدعم والتواصل.
ان مثل هذا الانقلاب العسكري لم نسمع له في الإعلام الأمريكي ولا التصريحات العسكرية، لذلك فالانقلاب العسكري وإشعال الحرب لا يخدم ترامب ولا إدارته، والحرب عندما تشتعل لا احد يتكهن متى تنتهي، وهي ليس على استعداد لخسارة جنودها في العراق، خصوصا وان هناك فصائل المقاومة المسلحة والمدربة والتي اشتركت في المعارك ضد داعش وانتصرت، وهي تمتلك اسلحة متنوعة وقد جربت القوات الامريكية قدرتها في ايقاع الخسائر بها، لذلك فهناك ترتيبات أمريكية لقلب الأوراق وهي تنصيب الزرفي لرئاسة الوزراء حتى لو رفضته تلك الفصائل ، وربما الرفض يصل الى مواجهة مع تلك الفصائل التي يتم عزلها عن المؤسسات الامنية والعسكرية، لكن هل تسمح الظروف لأمريكا بتنفيذ ما تريد، خصوصا وان هناك قوات ماسكة للأرض لديها عقيدة قتالية وهل تسمح ايران بذلك؟، ربما إيران في وضع لاتحسد عليه، وأمريكا في هذا الوقت تضغط على جميع الأطراف السياسية من اجل تشكيل حكومة مواليه لها وتهدد بالتقسيم، وهي تعلم ان الاكراد والسنة لا يرفضون لها طلب، وقسم من الشيعة معها قلبا ولسان وقسم بالقلب ويتكلم باللسان ضدهم، وهناك قبول من الجيل الصغير للوجود الأمريكي بعد أن عجزت الأحزاب الإسلامية من تقديم أي خدمة لهم والسيطرة على عقولهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وشاهدنا خروج المدارس والكليات وباعداد كبيرة للمشاركة في التظاهرات، لذلك فلانقلاب العسكري مستبعد لانه سوف يخلط الاوراق ، وعند الحروب تتوحد الشعوب، وكورونا غيرت الكثير من المفاهيم والتوازنات في العالم والحل سوف يكون بإيجاد تسوية وحل وسط بين إيران وأمريكا حول شخص مقبول من الطرفين يعبر هذه المرحلة، والتساؤل المشروع متى يحين المشروع الوطني ، والقائد الوطني الذي يحصر السلاح بيد الدولة ، ويفكر بالشعب مثل ما يفكر بنفسه وعائلته وحزبه، ويطبق القانون على الوزير مل ما يطبق على المواطن الصغير، وان كورونا اثبتت عجز البشر بكل قدراتهم الوقوف بوجه العلي القدير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل