الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوت يسير يسير ؛ سينه سينه!

صادق البصري

2020 / 3 / 28
كتابات ساخرة


فوت يسير يسير، سينه سينه!
في تسعينيات الحصار من القرن الماضي ،
صمم تويجر على أن يصعد بأقصر الطرق للوصول إلى الثروة والجاه ؛ بأستغلاله مأساة الناس في سنوات الحصار ؛ ولانه كان "ذكيا"
ركز على الصفقات السريعة التي يتحاشى بها السلطة انذاك ؛ وكان قبل كل صفقة يجتهد بالحصول على استخارة تبارك له صفقته ؛ وتقرأ له طالعه المستقبلي ؛ وكان يقصد بذلك شيخ معمم طاعن بالسن ، طول لحيته ثلاثة أشبار ويتخذ من باب الحضرة بالكاظمية مأوى له ؛ وكان ذلك التويجر الحويط يقصد ذلك الشيخ لأخذ الاستخارة وهي طريقة غيبية بائسة يتبعها المتدينون تغنيهم عن التفكير وأتخاذ القرار وتبعدهم عن المسؤلية امام انفسهم ؛ وقف قرب الشيخ والمعمم يجلس مطرق الرأس ؛ من يراه لأول وهلة يظن أنه نائم !
إذ يقف التويجر على رأسه مخاطبا إياه: شيخنا أفوت لو ما أفوت !؟
يرد الشيخ دون أن يرفع رأسه
ليقول : بصوت خفيض( يسير يسير ، سينه سينه )
يعني بالعامية - يصير يصير زينه زينه -
فينطلق تويجرنه الحويط منشرحا ؛
واثق الخطوة يمشي ملكا ؛ بعد أن استحصل على الضوء الأخضر من ذلك الشيخ المعمم في المضي في صفقته ؛ دون وجل أوخوف أو تردد ..
تعددت زيارات التويجر قبل كل صفقة للشيخ لطلب الأستخارة ؛ وفي كل مرة كان يرد الشيخ وهو مطرق الرأس بين اليقظة والنوم ليرد بعبارته المعهودة : - يسير يسير ، سينه سينه -
حتى جاءه التويجر يوما ليقول له وهو يقف على رأسه : شيخنا إنها مسالة حياة أو موت وأن الصفقة صفقة العمر ؛ ووزير الداخلية آنذاك وطبان ويذبح بگصبة شتگول ؟
أفوت لو ما أفوت ؟
رد الشيخ كالعادة - يسير يسير، سينه سينه ، فانطلق تويجرنا الشاب كالعادة واثق الخطوة يمشي ملكا ؛ بعد أن اطمئن لاستخارة الشيخ ونزع التردد وتزود بالإقدام ؛ مضى في صفقته ولم يحالفه الحظ هذه المرة؛
وكان ما كان لحال تويجرنا فقد القي الأمن القبض عليه وحكم بالسجن ب20 سنه في قافات أبو غريب ؛ بتهمة الاختلاس وحيازة اموال مسروقة ؛ وتمت مصادرة امواله المنقولة وغير المنقولة..
وبعد 10 سنوات أمضاها في قافات أبو غريب أطلق سراحه لشموله بالعفو العام آنذاك ؛
وكانت أول محطة له بعد خروجه من السجن هي الكاظمية ؛
للقاء ذلك الشيخ المعمم ؛
صاحب الاستخارة لعتابه وتوبيخه ؛ لتوريطه بسبب سوء استخارته له ، فوجده كما تركه قبل عشر سنوات يجلس في - باب المراد - مطرق الرأس وكأنه نائم أو ميت هكذا يبدو وهو جالس ،
وقف على رأسه كالعادة وعاتبه بصوت عال : هي كلاوجي شلون تگلي فوت يسير يسير وسينه سينه وذبيتني بهبيه ،
فرد عليه الشيخ بهدوئه المعهود وصوته الخافت : فوت فوت ، يسير يسير سينه سينه !
فانتبه لصياحه كيشوان حارس نعل ؛ كان على مقربة منهم
وسمع الحديث
فبادر إلى القول :
عمي هذا الشيخ باكستاني مادري هندي صارله 30 سنه بهذا المكان ؛ لاهو ميت ولا هو عدل ؛ ينام ويصحى بنفس المكان وحته ما يعرف يحجي عر بي يعرف بس هلعباره يسيريسير وسينه سينه !.
صادق البصري / بغداد
.
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال