الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كورونا : مالعمل عندما تنهار نظم الرعاية الصحية؟

كاظم الحناوي

2020 / 3 / 28
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


كاظم الحناوي - Kadhum Al hanawi

نشر وباء كورونا الرعب في ارجاء الكرة الارضية مهددا بأن يحصد أرواح مئات الآلاف ،لذلك لابد من الجهود الجماعية للحد من انتشاره والسعي نحو إيجاد علاج حاسم له.حيث نجد في التاريخ الحديث، ما إن يعلن العالم انتصاره على الوباء، حتى يأخذ الفيروس استراحة ثم يعود بالشكل ذاته أو في صورة مختلفة، فيبدأ انتشاره بين البشر مرة أخرى، وهكذا يتعرض العالم من وقت لآخر للأوبئة، فما الآثار الاقتصادية للأوبئة؟
تعمل العديد من مكونات الحكومات في العالم على البحث عن أساليب متطورة لتقديم خدمات مجتمعية تثبت ولاءها وانتماءها ورغبتها في إفادة المجتمعات التي تعيش ضمنها. عندما وضعت أغلب دول العالم قوانين تشجع على البقاء في المنزل ودعم تحقيق احتياجات المجتمع، كان الهدف هو ضمان أن ترد الحكومات لمجتمعاتها بعضا من الفضل الذي تحصل عليه من خلال منافذ خدماتها ومنتجاتها التي تستهدف المجتمع بمختلف فئاته ومقدار الضرائب الذي تحصل عليها.
ونظرا لتعدد الآثار الاقتصادية للأوبئة التي أهمها بالطبع هو الفقد السكاني الناجم عن انتشار الوباء والآثار في النمو الاقتصادي، والتي من الممكن أن تكون جوهرية. فقد قضت الإنفلونزا الإسبانية على نحو 80 مليون شخص في نهاية العقد الثاني من القرن الماضي. هذه الأرقام تفوق بالطبع الخسائر البشرية في الحروب العالمية، الأمر الذي يعكس القوة الجبارة التي تمتلكها الأوبئة في مواجهة سكان هذا الكوكب.
وعلى ذلك فإن الآثار المتوقعة لوباء كورونا في النمو ستعتمد في الوقت الحالي على درجة انتشاره وطول الوقت الذي يستمر فيه في الانتشار. عندما يصيب الوباء منطقة ما فإنه يحولها إلى مدن أشباح حيث يتم منع التجول ويمنع دخول الزوار إليها، وتتوقف الكثير من الأنشطة ذات الحضور الجماهيري الكثيف مثل المدارس والجامعات ودور السينما، كما تتعطل المصالح ويصبح جل اهتمام الدولة هو تدبير الرعاية الصحية المناسبة للمصابين بالمرض الذين أحيانا تلقي رعايتهم عبئا كبيرا على الدولة.
ولكن مالعمل عندما تنهار نظم الرعاية الصحية؟
ينهار نظام الرعاية الصحية تحت الضغوط الناجمة عن الوباء، وبالطبع يتعاظم الأثر الاقتصادي في الدول المصابة، حيث ينتشر الهلع ، فإن ذلك يؤثر بصورة جوهرية في الاقتصاد ومن ثم الناتج والنمو. أكثر من ذلك فإن القيود على الانتقال والحركة التي تفرضها الحكومات سواء على الأفراد أو على المنتجات للحد من انتشار الوباء تؤدي إلى خفض النشاط الإنتاجي والتجاري في الدولة، كذلك قد تفرض الدولة حجرا صحيا على مناطق بأكملها .
في العديد من دول العالم تأجلت جميع الجراحات المخطط لها، وخصصت الأسرة في قسم العناية المشددة لمعالجة المصابين بفيروس كورونا، أنشأت مستشفيات و أماكن جديدة عبر تغيير استعمالات غرف العمليات والتخدير، كذلك، خصص مئات الاسرة الاضافية للحالات المصابة.
لكن كان إيقاع زيادة الحالات صادما، سجلت عشرات الحالات في أنحاء أوربا، ومن يتعافى مئات ويصاب الالاف يوميا. يبقى كل مريض يصل إلى المستشفى أياما عدة، ويستنزف جزءا من الموارد الطبية، حيث تتعرض أنظمة الرعاية الصحية لضغوط هائلة، و يشعر العاملون في القطاع الطبي بالإرهاق،مع توسع انتشار الفيروس.
قالت العديد من الدول أن الأطباء قد يضطرون إلى تحديد المرضى الذين يتلقون العلاج فيما يتركوا البعض من دون رعاية فورية في حالة لم تستوعب المستشفيات،ليكون فرز المرضى وإعطاء الأولوية لمن ترتفع فرصة نجاته سلوكا اعتياديا!!.
تتعدد المظاهر المتعلقة بانهيار نظام الرعاية الصحية في عدد من الدول العربية والاسلامية وفي افريقيا، وفي أوربا لازال النظام يعمل ولم يصاب بالفشل بسبب تجاوب الشعوب مع القواعد التي فرضتها الحكومات، واكتساب خبرة واسعة في طريقة التعامل مع المرض ، تدابير الاحتواء قد تنجح ونسمع أنباء سارة في نهاية الأسبوع عن نجاح خطة اوربا الغربية لاحتوائه، وفي حالة فشله تعلن العديد من دول العالم عن إنهيار نظم الرعاية الصحية، والاتجاه الى (مناعة القطيع) وهي شكل من أشكال الحماية غير المُباشرة من مرضٍ معدٍ، وتحدث عندما تكتسب نسبة كبيرة من المجتمع مناعة لعدوى معينة، وبالتالي يحتمل أن تتوقف سلاسل العدوى، مما يؤدي إلى توقف أو إبطاء انتشار المرض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يلتقي بايدن في البيت الأبيض ويؤكد أن عملية انتقال السل


.. فرنسا: الادعاء يطلب حبس مارين لوبن وحرمانها من المناصب العام




.. شهداء ومصابون بقصف إسرائيلي استهدف تجمعا للفلسطينيين وسط قطا


.. معروف بدعمه -الشديد- لإسرائيل.. ترمب يرشح ماركو روبيو لمنصب




.. الطائرات الحربية الإسرائيلية تجدد قصفها على الضاحية الجنوبية