الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شكراً كورونا

اثير حداد

2020 / 3 / 28
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


يبدو ان الانسان ولحد هذا اليوم لم يتعض من تجاربه التي مر بها الاسلاف، فهو ما ان يمر بخطر داهم يتراجع نحو انانيته ويتقوقع نحو ذاته اولا ثم عائلته ثم مجموعته البشريه.
ومنذ كذا مليار من السنين تطور مفهوم التعاون الجماعي، وكانت تجلياته الاولى في الصيد ثم الزراعة ثم الصناعة الى ان صلنا الى يومنا الحالي عصر الـ IT ، ضمن هذا التطور الطويل من الالام والصراعات الدمويه والاوبئه التي فتكت عبر السنين بملايين من البشر ضمن صراع الانسان مع الطبيعة من اجل اخضاعها لمصالحه، كانت المجموعات البشرية تتصارع فيما بينها دينا و مذهبيا فظهر مفهوم الدولة لاول مره في اوربا، ان ذلك عقل الانسان و اتفق على مفهوم الدولة وسيادتها في اتفاقية وستفاليا 1648 التي تعتمد بالاساس على السيادة ، ومفهومها ان السياسة تخضع للمجتمع وهو، اي المجتمع،يخضع للدولة، من اجل هدف جمعي لمنع انتشار الفوضى وتحقيق النظام العام من اجل عدم تفكك الدولة .
ثم وعبر هذا التاريخ مرت البشريه بتطورات هائله في مفهوم الدولة والفرد و الفرديه و الطبقات والقوميه، وعبر كل هذا مرت البشريه بحربين عالميتين مدمرتين، وحسب ما تخزنه ذاكرتي فان الاتحاد السوفياتي قدم 2 مليون قتيل في الحرب العالمية الثانية فقط.
وتفتق العقل البشري فانجب الامم المتحدة كي تكون المايسترو بين الدول لحل النزاعات والخلافات بين الدول بالطرق السلمية.
وضمن هذه المسيرتة الطوليه لم تكن الطبيعة كريمة اطلاقا، فعند راجعة تاريخ الاوبئة نجد انه لم تمر عشر سنوات دون ان تواجة الانسانية وحشا جديدا متمثلا بفايرس وبائي. ثم ينتصر عليها العقل البشري ولكن عبر تضحيات جسام من عدد المصابين والمتوفين الذي يصل الى الملايين في كل وباء بالاضافة الى الخسائر الاقتصادية الهائلة.
وكانت الحيوانات هي الوسيط الناقل للفايروسات الوبائيه، حيث كانت الجمال ناقلة لفايروس سارس 2003 و فايرس ميرزا 2013, ولحد يومنا الحالي لم يستطع العلماء تحديد البؤره التي انطلقت منها هذه الفايروسات، ولا كيف توقفت فجاة عن الانتشار. وباعتقادي الشخصي ان سبب عدم تمكن العلماء من الوصول الى نتائج نهائية في هذا الموضوع تعود الى قلة التمويل لان في مثل هذه الاوبئة فان مختبرات التحليل تمول من الدولة اساسا.
في احد ايام شهر 12 من العام الماضي، كانون اول 2019، افقنا وكان اعصار من نيازك يضرب الكرة الارضيه. فايروس من عائلة الانفلاونزا سمي كورونا. فايروس نشط جدا سريع الانتقال من الانسان الى الانسان. وظهر اولا في الصين ثم انتقل بسرعة هائلة الى عموم الكرة الارضية. ولحد الان لم يتوصل الى نتائج من هو الوسيط الحيواني الذي انتقل بوسطته هذا الفايرس، رغم ان هناك تكهنات حول ذلك، الا ان اهتمامي هنا لا ينصب على اكتشاف هذا الوسيط .
ما الذي جعل كورونا المتسيد ؟
اولا تباطئت الصين في الاعلان عن تفشي فايرس كورونا ولمدة شهر تقريبا. ثم استهزء الرئيس الامريكي ترامب بهذا الفايرس و اعتبر ان الاهتمام به سخافه، وبالغ بالامكانيات للتصدي له. الى ان وصل الحال الان حالة الطوارء في الولايات المتحده دون المرور بالمراحل السابقة لاعلان حالة الطوارء، لا وبل ان تفشي هذا الوباء ارغم ترامب على استخدام الجيش في التصدي له. والذي يهمني هنا هو اعلان ترامب ان الجيش سينشئ مستشفيات لهذا الغرض وان هناك قطعات من البحرية الامريكية خصصت للتصدي لهذا الوباء.
قد تبدوا الصورة رائعة هنا ، ولربما سيساهم البعض في التصفيق لترامب معتبرا ان تلك الخطة رائعه دون محاولة الاجابة، او لربما تهربا من الاجابه، على السؤال المهم التالي: لماذا بانت النظم الصحية المدنية بهذا العري وهذا الفشل في الوقوف امام هذا الفايرس؟
ان راجعنا الانفاق العسكري لجميع دول العلم لوجدناه اقل من الانفاق على الصحة و البحوث العلمية. فالعديد من اطفال العالم يعانون من الجوع وتفشي الامراض وقلة الامصال و نقص المدارس و رياض الاطفال .
لدي يقين ان الانسان بالعلم والعلم فقط سينتصر على هذا الوباء، ولكن يتوجب استخلاص العبر من هذه التجربة وهي ان النظام الصحي في العالم يحتاج الى اهتمام اكبر عبر تخصيصات ماليه اكثر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24