الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد الكورونا ؟

أحمد هيكل

2020 / 3 / 29
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


كشفت أزمة كورونا عن سوءات النظام الدولى وعرّت فضائحه وبينت هشاشته وضعفه أمام كائن مجهرى ضعيف الخلية ،وأظهر تفشى المرض فى عدد من الدول مدى اهتراء المنظومات الصحية والطبية لديها، فقد عجزت دول كبرى ومحورية عن التصدى لهذا الفيروس ومواجهته وانفلتت الأمور من بين يديها، وأصبح شغل هذه الدول الشاغل هو كيف تقلل عدد الإصابات والوفيات الناجمة عن تفشى هذا الفيروس وليس وقف زحفه والقضاء عليه. فلم يكن أحد يتوقع أن تقف هذه الدول عاجزة بكل قوتها العلمية والاقتصادية أمام هذا المرض. ولكن السؤال الذى يؤرق الذهن هو : هل تتمخض هذه الأزمة الطاحنة التى يمر بها العالم عن أوضاع جديدة اقتصادية واجتماعية وإنسانية ؟ .. مما لاشك فيه أن العالم بعد هذه الأزمة سوف يكون مختلفا كثيرا عن العالم قبل هذه الأزمة وسوف تتبدل موازين القوة وتتغير المعايير الدولية وستظهر قوى جديدة مؤثرة على الساحة الدولية والإقليمية .. كما أن الدول التى ستنجو من هذه الأزمة سيكون لها دور مهم فى رسم مستقبل وملامح سياسات العالم والعلم فى الفترة القادمة ..ستخرج الإنسانية أقوى مما كانت عليه قبل أن تعتصرها هذه الأزمة.. وبرغم أن الاقتصاد العالمى سيتأثر جراء هذ ه الأزمة تأثرا كبيرا إلا أن ذلك سيشكل فرصة عظيمة لإعادة بناءِ مفاهيمَ اقتصاديةٍ قديمة وصياغة وبلورة أسس جديدة يقوم عليها هذا الاقتصاد .. ستتهاوى دول طالما عاشت على وهم السيطرة والهيمنة وفرض نفوذها على بقية المنظومة الدولية مما سيحدث توازنا كبيرا يخدم مصالح وقضايا الدول الضعيفة .. كما أنها فرصة تاريخية لظهور نظم اقتصادية جديدة تكون أكثر عدالة بعد أن عانى العالم وذاق الويلات فى ظل أنظمة مستغلة .. ففما لا شك فيه أن هذه الأزمة التى تتعرض لها الأنظمة الرأسمالية ستؤدى إلى حدوث انهيارات وتصدعات طبقية وشروخ بالغة فى هيكل النظام الرأسمالىّ الطبقى الأبوىّ وهذا التناقض بدوره سيؤدى الى خلق واقع طبقى جديد . هل نرى عالما أكثر إنسانية ؟ الفرصة أراها قائمة خاصة مع تطلع شعوب كثيرة لتحقيق العدل والرفاه وبعد ما شاهدناه من إخفاق النظام العالمى فى تحقيق العدل ونشر السلام فى ربوع العالم .. نأمل أن تحل القضية الفلسطينية وأن نرى سلاما حقيقيا لا سلاما يقوم على الإذعان والخضوع . وأن يقضى على الاستبداد السياسى، هذا الداء اللعين الذى هو أشد فتكا وشراسة من ألف كورونا .. هل تتحقق أحلام البشرية فى صياغة دستور دولىّ إنسانى تكون أعمدته الالتزام باحترام الأديان والقضاء على كافة أشكال التعصب والمساواة الحقيقية بين الرجل والمرأة ، وتجريم ملاحقة أصحاب الرأى وصون حرية الإبداع الفكرى ؟ نأمل ذلك.. وكما تقول الحكمة العربية : ربَّ ضارةٍ نافعة ، فقد يكون هذا الفيروس هو المسمار الأخير فى نعش حضارة زائفة بنت مجدها على السطو والسرقة واستعمار الشعوب وبداية لعالم جديد أكثرعدلا وأكثر إنسانية وأكثرأمانا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات