الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عملقة الصين في زمن الكورونا و بداية صراع دولي جديد

محمد محمود بشار

2020 / 3 / 29
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


محمد محمود بشار*

العالم ما بعد الكورونا.. هي الجملة الأكثر انتشاراً في الدول المتطورة تكنولوجياً و نقطة انطلاق الصراع الدولي الجديد.
اتحد العالم في مواجهة الكورونا و لكن هذا الاتحاد، سيتلاشى بمجرد ظهور العقار المعالج لهذا الوباء. وستبدأ الدول المتطورة تكنولوجياً و هي الأكثر تضررا من انتشار الفايروس، بعرض بضاعتها المضادة للفايروس. و مما لاشك فيه بأن الولايات المتحدة الأمريكية ستحاول ممارسة نفوذها على العالم لتكون هي الأولى في بيع و تصدير العقار المعالج.
من داخل مرمى نيران الكورونا، نفض التنين الصيني الغبار من على نفسه، و اثبتت الصين التي انطلقت منها الكورونا بأنها الدولة الأكثر قدرة على التعامل مع هذا الفايروس المستجد و الحد من انتشاره داخل البلاد من خلال الإجراءات العلمية و الأمنية المتشددة.
بنفس الوقت و بالتزامن مع الجهود الحكومية أظهر الشعب الصيني بأنه يتحلى بأعلى درجات الوعي و الالتزام بالتعليمات الرسمية.
لم تكتف الصين بمواجهة الفايروس محلياً، بل بدأت بارسال فرقها الى العديد من دول العالم للمشاركة في هذه الحرب الجديدة – كما وصفها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون- فبات العالم ينظر الى بكين نظرة جديدة.
اقليم هوبي و عاصمته ووهان لم يُسجل فيه أي إصابة جديدة بالفايروس على مدى أسبوع تقريبا، هذه العاصمة التي ارتبط اسم كورونا باسمها، استطاعت أن تتغلب على الفايروس مبدئيا.
غزا كورونا العالم، و لمواجهته استنجدت الكثير من دول العالم بالحضارة الصينية، فتوجهت الفرق الطبية الصينية إلى العديد من الدول منها ايطاليا التي انهكها الفايروس لحد الآن.
كورونا هذا الفايروس الصغير الذي لايُرى بالعين المجردة، اربك هذا العالم الكبير، و كما يبدو فأن ملامح العالم الجديد ستتحدد من خلال قدرة الدول على القضاء على هذا الخطر القادم من الشرق الأقصى و المنتشر في كل اصقاع الأرض.
العالم ما بعد كورونا سيكون مختلفا عن العالم ما قبل و أثناء كورونا.
لن تتغير التحالفات السياسية فقط، بل ستنتقل مراكز الثقل الاقتصادي من دول متقدمة ما قبل الكورونا إلى دول أخرى أثبتت قوتها بعد الكورونا.
أكثر الأمور التي تلفت الانتباه في زمن الكورونا، هو إن البنادق و المدافع سكتت من تلقاء نفسها، فانهارت مقولة (لا صوت يعلو على صوت البندقية) و اصبح صوت الاستغاثة من الكورونا اعلى من أي صوت آخر.

*كاتب سوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحافظون في إيران ذاهبون إلى انتخابات الرئاسة بمرشح واحد


.. توتر الأجواء بين بايدن وترامب قبل المناظرة الرئاسية | #أميرك




.. هل العالم يقترب من المواجهة النووية؟


.. انتخابات فرنسا.. استطلاعات رأي تمنح أقصى اليمين حظوظا أكبر ف




.. فيديو أخير.. وفاة مؤثرة تونسية خلال تواجدها في صقلية الإيطال