الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ادرس التاريخ كي تعرف سير العربة

اثير حداد

2020 / 3 / 29
العولمة وتطورات العالم المعاصر


هذه المقالة ايضا تحاول ان تستنبط ما افرزته ازمة فايرس كورونا عبر مقارنة بسيطة مع ماض معين، وهي ليست من الناحية الطبية اطلاقا، بل من الناحية السياسية والاجتماعية. وساركز على:
1-نظرة تاريخية مختصرة مركزه على وباء الطاعون العظيم
2-العالم قرية
3-مبالغة في المركزية يقابلها مبالغة في الحريات الفرديه.
1-نظرة تاريخية: مر العالم وعبر الاف السنين بعواصف من الاوبئة دمرت التجمعات البشرية ليس من الناحية الصحية فقط بل السياسية والاجتماعية ايضا. فقد ضرب الطاعون الكبير اوربا في القرن الرابع عشر وفتك بثلث سكانها. حين ذلك عجز عن تفسير سبب الطاعون، وعزاه البعض الى قوى غيبيه والى مؤامرة قام بها اليهود. اما السبب في توجيه التهمة الى اليهود فيعود الى كون المناطق السكنية التي يقطنها اليهود تتمتع بدرجة عالية من النظافة مقارنة بالمناطق الاخرى، مما ادى الى انخفاض الاصابات بالطاعون لدى اليهود، فاتهموهم بتسميم الابار، وجرت ابادتهم في العديد من المناطق.
حين ذلك كانت الكنيسة تدعو الناس الى محاربة الطاعون بالمزيد من طقوس التعبد وتقديم الاضحية والصلوات. حين لم ينفع كل ذلك تحول الناس الى البحث عن طرق اخرى في فرض النظام فاخترعت الشرطه لمنع وحجز المصابين، والى البحث عن الاطباء لاعطائهم الدواء اللازم. التحول نحو الشرطة قاد الى اهمية قانون و قرارات والى القوة لفرض القانون، فدعمت سلطة الدولة. اما عن الطب فان ذلك ادى بالمجتمع الى رفع الوعي باهمية العلم والتخلي عن الغيبيات والادعية، والى اهمية تطوير العلم والابحاث العلمية. وهنا بدات اوربا بالدخول الى مرحلة من سلطة مبنية على الايمان يمثلها رجل الدين الى سلطة قائمة على قوة فرض القانون .
2-العالم قرية.
فعلا ما دعمته ازمة فايرس كورونا هو اننا قرية عالمية. فايروس ينطلق من اقصى الشرق، الصين، وخلال ايام يجتاح اقصى الغرب، كندا و الولايات المتحدة. هذه التجربة الانسانية اثبتت اننا بشر لا يختلف الاسمر عن الابيض او الاسود، التوحيدي وغير المؤمن و الاديني. الفروقات في الجزئيات وليس في العوميات.
اما ما جعل من هذا العالم قرية عصرية فهو شبكة الانترنت. فخلال الاربع والعشرين ساعه تستطيع ان تعرف ما حدث في الصين و الولايات المتحدة مرورا بالشرق الاوسط و اوربا. من جهة اخرى لعبت شبكة الانترنت دورا لا باس به كدور الطبيب، من ناحيه تثقيف باساليب انتشار فايرس كورونا وكيفية العلاج منه وكذلك كيفية تجنبه. وبنفس الدرجة من الاهمية اصبح موضوع "#ابق بالبيت" اكثر يسرا حيث يوفر الانترنت امكانية التواصل مع الاحبة والاقرباء بالدقيقه، وكذلك استمرار المطالعة وقضاء الوقت.
3- مبالغة في المركزية يقابلها مبالغة في الحريات الفرديه.
هنا ساتناول مثالين الصين كدولة شديدة المركزيه و الغرب.
لنبدء بالصين.اكتشف طبيب صيني منذ شهر 11/2019 هذا الفايرس، الا ان السلطات الصينية اتهمته بتشويه سمعة الصين و الاضرار باقتصادها، و امتنعت عن الافصاح عنه لمدة شهر كامل مما اخر البحوث العلميه التي ربما كان من الممكن ان تؤدي الى نتائج افضل عندما كان انتشار هذا الفايرس ضيقا.
اخيرا الغرب، واقصد هنا اوربا الغربيه و الولايات المتحدة وكندا. فشلت السلطات في هذه الدول من فرض الاختبار على المواطنين لا وبل فشلت في فرض حجر و منع حركة على المواطنين من اجل حماية الحريات الفرديه. اي حرية المواطن في ان يخضع ام لا لاي فحص حيث لا يوجد نص قانوني يرغمه على ذلك. هذه الحريات الفردية، المبالغ فيها هددت الحقوق الجماعية مما ادى الى تفشي الوباء في اوربا والولايات المتحده وكندا بشكل مرعب. فاضطرت قمة السلطة لاستخدام صلاحياتها لفرض القانون، ترامب مثلا، مما يعني شل المؤسسات ذات الصله، الصحية منها، ولم تستطع فرض قراراتها، مما ادى الى خسارة في الزمن لمحاربة هذا الوباء.
استنتاجات:
بواسطة العلم سيستطيع الانسان ايجاد امصال لهذا الفايرس او القضاء عليه. ولكن الخسائر الاقتصادية ستكون كبيره.
اما من الناحية الاجتماعية والسياسيه والثقافية، فان الذي سنراه هو ارتفاع اهمية العلماء وبالاخص المشتغلين بمجال الصحه، وسنرى اعادة دراسة العلاقة بين الحريات الفردية والعامة.
لا اعتقد اطلاقا بان النموذج الصيني القائم على المركزية المطلقه ومركز واحد يتخذ القرار ومركز واحد يقرر كيفية اطعام الفرد والمجتمع وماذا ياكل وكيف قادر على البقاء، ودليلي في ذلك ان الصين نفسها تجري في الطريق الراس مالي وظهور مليارديري صينين اي طبقة اغنياء و طبقة فقراء. مما يبعد السلطة الاقتصادية عن السلطة السياسيه.
اخيرا العالم: نحتاج الى نظام عالمي جديد لا يتحكم فيه الاقوياء، مجلس الامن، ولا يتحكم الاقوياء في صندوق النقد الدولي و البنك الدولي. وعلى البلدان المتخلفه الاهتمام اكثر بجانب التطوير العلمي و التنية البشرية وبناء بلدانها على اساس المواطنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة