الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القنوات الفضائية المعادية لأمريكا ترسخ الوجود الامريكي في المنطقة

هشام عقراوي

2003 / 4 / 14
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



 

منذ أن تأزمت العلاقة بين النظام العراقي البائد وأمريكا، بدأت الكثير من القنوات الفضائية العربية بحملة إعلامية ضد أمريكا وإتخذت الجانب المعادي للاطاحة بصدام ونظامة الدكتاتوري. لم تقف هذه القنوات عند هذا الحد بل أخذت تعادي كل من يريد زوال هذا النظام أو لديهم علاقة مع أمريكا. قبل بدء الحرب وضفت هذه القنوات كافة برامجها و مراسليها لتشجيع و دعم النظام الصدامي بدعوى مناصرة الشعب العراقي و حاولت إضهار الحرب كأنها حرب ضد الشعب العراقي و ليس النظام ودفعت الجماهير العربية للدفاع و التطوع و القتال من أجل هذا النظام. إستطاعت هذه القنوات أن تجند وتغرر بالالاف من  الشباب وخلقت جوا في الشارع العربي ملائما لكي يرفض صدام الاصغاء للتهديدات الامريكية و تجنيب الشعب العراقي الكارثة التي حلت به.
عندما دفع بالالاف من أبناء الدول العربية الاخرى الى العراق وجدوا أن الشعب العراقي يريد أن يتخلص من هذا النظام و العديد منهم قتلوا بسكاكين من الخلف حسب أقوال القليل من الذين إستطاعوا الرجوع الى بلدانهم. وهذا دليل على مدى عدم عكس الحقيقة من قبل هذه القنوات وإلا لو كان هؤلاء الشباب يعرفون حقيقة النظام العراقي لما أتوا الى العراق و لما أصبحوا كبش فداء لطاغية.
أستمرت هذه القنوات على سياستها الى أخر يوم بقى فيه صىام على دفة الحكم. و عندما هرب وسقط عندها فقط بدأوا يلعنونة ويظهرون البعض من جرائمة و كيف أنة لم يقانل على أسوار بغداد كما وعدهم وكانوا يتمنون ذلك دون الاكتراث بالضحايا المدنيين. فكل ما كان يهمهم هو أن يستمر القتال و يستمر صدام في السلطة. وصار البعض من هذه القنوات تنتقد الشعب العراقي علنا لانة لم يقاتل الجيش الامريكي وبذا وضع سدا بين الشعب العراقي وباقي الشعوب العربية. و نتيجة لهذه السياسة بىأ الشعب العراقي يطرد هؤلاء المراسلين من العراق و الدليل هو هرب مراسل الجزيرة من البصرة الى الكويت و الضرب المبرح الذي أكلة مراسل القناة المصرية.
بعد سقوط صدام و هزيمتة بدأت هذة القنوات بالتركيز على أعمال السلت و النهب التي مارستها بعض العصابات وأزلام النظام في العديد من المدن وأضهرتها كأنها من إحدى خصال و عادات الشعب العراقي وتناست قوانين الحروب وكيف كانت الحروب في أغلب الاحيان تؤدي الى حدوث مثل هذه الاعمال المشينة. أعمال السلب و النهب لم تحصل فقط في العراق بل حصلت وتحصل في كافة البلدان، حتى في الدول الاوربية في أوقات المظاهرات الصاخبة تحصل عمليات السرقة و كسر واجهات المحلات. هذا لا يعني بأن هذه القنوات لا تعرف هذه الاشياء و الاساسيات بل أنها تدرك ذلك ولكنها كانت في حالة غضب من الشعب العراقي لعدم وقوفه مع الجلاد في حربة ضد أمريكا.
عندما صحت هذه القنوات من صدمتها وعرفت بأنها بهذه السياسة ستزرع الخلافات و تفرق الصف العربي، بدأت بحملة أعلامية شعواء ضد الشعب الكردي وبأنهم قاموا بأعمال سلب و نهب في مدن الموصل و كركوك ولم تعر أهمية للحقائق الميدانية و التي تقول بأن أمريكا لم تدع القوات الكردية بدخول هذه المدن إلا بعد أن يإست من الوضع المتدهور و تفشي أعمال السرقة. فالقوات الكردية دخلت هذه المدن لاستتباب الامن و بعد أن أخذت أمريكا الموافقة التركية. هذه القنوات لم تحاول إضهار الحقيقة فالقوات الكردية لم تحرر فقط مدن الموصل وكركوك بل إنها حررت العديد من المدن الكرىة الاخرى منها عين سفني، فائده، بعشيقة، خانقين، جلولاء،مخمور، دبيكة، مندلي و المئات من القرى و الاقضية التابعة لكىدستان العراق، ولم تحصل في أي من هذه المدن أية سرقة. لسبب بسيط و هو دخول قوات البيشمركة هذه المدن عند تحربرها مباشرة وليس بعد مرور ساعات أو أيام على تحريرهم. لا أدري لماذا تناست هذه القنوات أن عمليات السلت و النهب حصلت في كل المدن الجنوبية و الوسطى أيضا كنتيجة لشكل التحرر وإنسحاب أو هزيمة القوات الصدامية.هذه القنوات تحاول أن تدق أسفينا بين أبناء الشعب العراقي وإثارة النعرات الطائفية في العراق الجريح. و الهدف من وراء هذه السياسة و الاعلام هو أن يندم الشعب العراقي لهذا التغيير وأن حكم صدام هو أفضل من التحرر. وهذا أيضا دفاع مبطن عن الجلاد وإنتقام من الشعب العراقي لانة لم يحارب الامريكيين. وطالما لم يتوحد الشعب العراقي و يصل الى حل لمشاكلة المترامكة فأن بقاء القوات الامريكية سيكون أمرا بديهيا.
في نفس الوقت ولكي يخفوا هزيمة قائدهم بدأوا يطالبون الولايات المتحدة بالعمل من أجل إستتبات الامن في المدن العراقية  وبأن أمريكا لا تحرك ساكنا ولا يهمها الامن بقدر ما يهمها النفط. هذه القنوات بينوا للعراقيين مدى إحتياجهم لامريكا وأن صدام ذهب وسوف لن يعود ز بهذا و فروا للامريكيين مشقة إقناع الشعب العراقي بضرورة التعاون و التعامل مع الامريكيين  ووقفوا طوابير أمام فندق فلسطين يعرضون خدماتهم لخدمة شعبهم وهذا كان إعترافا من قبل هذه القنوات بأن مفتاح الحل هو في يد أمريكا وإصتطاعت أمريكا أن تثبت لهذه القنوات بأنها جاءت لتحرير العراق. مهما حاولت هذه القنوات أن تعادي أمريكا والشعب العراقي الجريح فإنها سوف لن تخدم إلا أمريكا لسبب بسيط وهو عدم عكسها للحقيقة و محاولتها اللعب على الحبال المقطوعه.
 
      








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انشقاق في صفوف اليمين التقليدي بفرنسا.. لمن سيصوت أنصاره في


.. كأس أمم أوروبا: إنكلترا تفوز بصعوبة على صربيا بهدف وحيد سجله




.. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يحل حكومة الحرب


.. الحوثيون يعلنون استهداف سفينتين ومدمرة أمريكية في عملية جديد




.. حجاج بيت الله الحرام يستقبلون اليوم أول أيام التشريق وثاني أ