الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سبر أغوار اللغة لإظهار جمال وقبح الحياة والتمرد على قبحها، الأديب عبد الستار نورعلي – الحلقة الرابعة – من فعل التحرّر الكتابي و- المشروع المعرفيّ الحداثيّ -في بؤرة ضوء

فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)

2020 / 3 / 29
مقابلات و حوارات


سارتر من المعاصرين، كتب بلغته الأم، هو مرآة صادقة لروح بعض المثقفين، اهتم بالقبح الإنساني، الذي اعتبره هو أساس مأساة الوجود وكتبه.
1. أسلوب عبد الستار نور علي جمع بين الأسلوب الكلاسيكي والحديث، وأظهر جمال وقبح الحياة والتمرد على قبحها... هل تحتاج اللغة العربية إلى التفقه فيها وسبر أغوار بحورها حين تجلد أو تجمل الآخر ؟


الاديب عبدالستارنورعلي:

التفقُّهُ باللغة بمعنى: العلم بها والتمكّن منها، وإدراك أسرارها نحواً وصرفاً ودلالةً، وفهم مكامن العلاقات بين الكلمات لإيصال المعنى بشكل متكامل الى المخاطَب، دون لبس أو غموض. ولذا فإنَّ التفقُّهَ باللغة ـ لأنها أداة التعبير وإيصال المعنى ـ عنصرٌ أساسٌ من عناصر الفنِّ الأدبي عموماً، ومنه الشعر، ليتمكنَ الأديبُ (الفنان) أنْ يوصلَ المضمونَ المُبتَغى إلى المتلقي بأبهى حلّة، وبأقوم أسلوب، وبلغةٍ نقيةٍ بليغة ذاتِ أثر، سواءٌ أكانَ الكلامُ جَلْداً أم تجميلاً. وفهمُ حالتَي الجَلْد (القبح) والتجميل وكيفية التأثير في المتلقي، والتعبير الدقيق عن المعنى والصوَر، هو في التفقّه باللغة، ففيها مكامن الجمال، ومكامن الجلد، والشاعر المتفقّه في اللغة هو القادر على اصطياد هذه المكامن، جمالاً وجلْداً . وإلا لنْ يصلَ النصُّ إلى غايته المرتجاة.

التفقّه باللغة لا يعني التقليد الصارم لمقتضياتها وقواعدها وبلاغتها ومنهجيتها المتوارثة نحواً وصرفاً، فقد يخلق الشاعرُ المتبحِّرُ في اللغة لغتَه وبلاغتَه الخاصةَ التي تشير إليه، وتكون خصيصةً فيه مختلفاً عمّن سبقَه أو جايلَه, وهنا أذكر نزار قباني وهو يرى: "بأنَّ الشعر حالة يضعنا فيها الشاعر بعيداً عن إطار اللغةِ والبلاغة المعروفة والقواعد المدونة، شاعر يستطيعُ أنْ يأخذ المساحة الكبيرة من الحرية عندما يكتب النص."

وهو ما أثبته (ت.س. إليوت) حين قال:
"إنّ قسماً من الشعر يبتدعُه الشاعر، وإنّ قسماً آخر يدرّ له التراث ."
فالابتداع ـ كما تعلمين ـ يعني الابتكار والاستحداث خارج الأشياء السابقة، وأشياؤنا نحن هي الشعر واللغة، فهما واسطة نقل مشاعرنا وأفكارنا وأحلامنا ومشاهداتنا وتجاربنا إلى الآخرين.

ومنْ منطلق قول إليوت ذاك وجدتِ أنتِ من خلال قراءتك لشعري أني أجمع بين الأسلوب الكلاسيكي والحديث، وهو ما ذكرتِه في دراساتك عن فني الشعري. وهي دلالة عملية ميدانية لقول الفرنسيين: "الأسلوب هو الرجلُ نفسُه." فدراستي واختصاصي هما في القديم والحديث من الأدب، وهو ما حفرَ ملامحه في شعري.

انتظروا جديدنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تنمو بشكل عكسي-.. طفلة تعاني من مرض نادر وهذا ما نعلمه عنه


.. بريطانيا.. مظاهرة في مدينة مانشستر تضامنا مع أطفال غزة وتندي




.. ما أبرز محطات تطور العملات في فلسطين؟


.. نازح فلسطيني: -نفسي نرجع زي قبل.. الوضع الحالي حسسنا إن كنا




.. انتبه!.. القوارير البلاستيكية قد تصيبك بالسكري #صباح_العربي