الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقدمة للبلاغة الجديدة

عبد الله أبويه
طالب باحث من المغرب

(Abdellah Oubouyh)

2020 / 3 / 29
الادب والفن


تقوم حياة الإنسان على الاختيارات ( جزؤها الأكبر ) وكل اختيار إلا ويكون مبنيا على العواطف والأحاسيس والانفعالات، ومن ورائها جانب إقناعي وآخر معرفي وكذلك جانب إمتاعي، فالإنسان غالبا ما يميل لما هو ممتع بغض النظر عن كونه مفيدا، فما هذا العلم الذي يمارس هذا التطويع على الإنسان وينتشله من خيار ويزج به داخل خيار آخر ليصبح فكرا ورأيا بالنسبة له ؟ وكيف يستطيع الإنسان هو الآخر التأثير على الآخرين ويدفعهم للتأثر به ؟
إن الإنسان مطالب في كل خطاب بتسخير كل آلياته ووسائله الممكنة لتقوية خطابه في علاقته بالآخرين، للتأثير على آرائهم ودفعهم في كثير من المواقف لتغيير سلوكهم، ومما لا شك فيه أن الأمر يتعلق بالمجالات الاحتمالية لا العلوم الدقيقة التي لا احتمال فيها، هذا العلم إذن يتدخل في كل المجالات التي تستدعي تبني فكرة دون الأخرى – حين نكون أمام اختيارات – فهذا العلم فاشي يرغم ولا يحرم، ويتعلق بكل ما يتعلق بالإنسان، إنه يشمل الإبداع الإنساني ككل، إبداعا وجمالا وإقناعا. فمن يتقن هذا العلم إذن فهو يملك سلطة السلطات، والشرط في امتلاكها إذن امتلاك شفرة القول / اللغة باعتبارها الأداة التي من خلالها يتمكن الإنسان من الدفاع عن نفسه والدفاع عن الآخرين، والتأثير فيهم، فكل الناس يتوسلون بالكلام وتختلف الأهداف منه، لكنها تتقاطع كلها في كونها تسعى لاستمالة الآخرين والتأثير فيهم ( دفاعا / إقناعا / اتهاما ... ) وامتلاك هذه الملكة يقينا ويقي معنا البشرية جمعاء من تدبير الحياة البشرية بالعنف، إن التدبير السليم إذن للحياة المجتمعاتية مشروط بفن القول، ولأن هذا وذاك يحدث (التدبير المعقلن / التدبير بالعنف) فعلينا أن نعرف إذن كيف يحدث ( كيف نقنع وكيف نقنع، كيف نؤثر وكيف يؤثر علينا ).
ولكي لا نستفيض في المقدمات سنستنجد بالمعلم أرسطو الذي قال في معرض حديثه عن هذه الملكة: " إذا كان من المخجل ألا يتمكن الإنسان من الدفاع عن نفسه بالقوة العضلية، فإنه من العبث ألا يتمكن الإنسان من الدفاع عن نفسه بالكلمة، إذ بها لا بالقوة العضلية يتميز الإنسان". إن قوله هذا يلخص كل ما ذكرنا ويمررنا للعلم الذي يعلمنا فن القول؛ فن الخطابة، هذا العلم الذي كان الشغل الشاغل في تاريخ البشرية، من يتقن الخطابة أو بكل مسمياتها الأخرى ( البلاغة – الحجاج – فن القول ... ) فكلها أسامي لنفس المسمى، علم الخطاب الاحتمالي الهادف إلى التأثير أو الإقناع أو هما معا، إيهاما أو تصديقا ، يستطيع استمالة الآخرين وجعلهم في خدمته وتحت إمرته.
فما فن الخطابة ؟ وأين يوجد فن الخطابة ؟ هل هناك خطابة واحدة أم خطابات متعددة ؟ هل هناك مشروعية لقيام بلاغة شاملة تنسق بين هذه الخطابات المتعددة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-