الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا الآن تُفتح البوابات؟

يوسف عودة
(Yousef Odeh)

2020 / 3 / 30
القضية الفلسطينية


في ليلة الثامن والعشرين من الشهر الجاري، أقدمت دولة الاحتلال على فتح بعض البوابات المقامة على جدار الضم والتوسع المقام على أراضي المواطنين في قرى جنوب قلقيلية، بهدف دخول العمال الفلسطينيين إليها للعمل، وتُعد هذه الخطوة غير مسبوقة لدولة الاحتلال، إلا أن الأمر بات واضحا للجميع، بأن الهدف ليس برمته؛ يعني التسهيل على العمال الفلسطينيين بقدر ما هي عازمة عليه من نقل فيروس كورونا للشعب الفلسطيني عن طريق أبناءه.
فالخطوات التي إتخذتها الحكومة الفلسطينية منذ ظهور أول حالة في مدينة بيت لحم، من عزل للمدينة وحجر في المنازل للمواطنين، وما أعقبها من إجراءات كانت جميعها في الإتجاه الصحيح، الأمر الذي حد من إنتشار الفيروس في محافظات الوطن بشكل ناجح إلى حد كبير. وهو في الحقيقة ما يُقلق حكومة الاحتلال، التي باتت تقلد الحكومة الفلسطينية في العديد من الإجراءات كما جاء على لسان العديد من محللي السياسة لديها.
لكن مسألة فتح البوابات المقامة على جدار الضم والتوسع العنصري، هو أمر في غاية الخطورة، فلا يعقل أن يكون هُم دولة الاحتلال العامل الفلسطيني، بقدر ما هو هُمها نقل هذا الفيروس للشعب الفلسطيني، فقد باتت إسرائيل تعيش في خوف وقلق خاصةً بعد الأعداد الكبيرة التي أصابت سكانها بفيروس كورونا، وخوفها الأكبر هو أن تتهاوى هي بهذه الحالة في حين يبقى الشعب الفلسطيني صامدا، وهي الدولة المُحتلة، وبالتالي فإن قلقها ينبع من هذه المسألة ومن المستقبل، ولعل القدر بهذه الحالة قد غير من معطيات الواقع، فأصبحت الترسانة الاحتلالية عاجزة عن صد فيروس لا يُرى بالعين المجردة، فكيف لها أن تكون بقوتها في حين لا تستطيع وبكافة تجهيزاتها الطبية أن تصد هذا الفيروس الذي بات كالنار في الهشيم، وهي التي كانت تتفاجر وعلى الملأ بمتانة أركانها الأساسية والتي في مقدمتها الصحية.
وبالطبع هذه المسألة يجب أخذها على محمل الجد، ليس من الحكومة الفلسطينية فقط، وإنما من أبناء هذا الوطن بشكل عام، ومن العمال بشكل خاص، فالجميع يعيش في ضائقة؛ فليس العامل وحده من يعيشها، ولكن مهما تكن الضائقة التي نمر بها هي أهون من أن يصاب هذا الشعب العظيم بمرضٍ يفتت من قواه وعزائمه، خاصةً في ظل الظروف التي تعيشها فلسطين، فإن كانت دولة الاحتلال وهي التي تعتبر نفسها من أقوى الدول؛ عاجزة عن توفير أجهزة ومعدات طبية لمرضها، لا وبل عمدت للموساد كي يساعدها في محنتها بأن يقوم بشراء هذه المعدات بطرق ملتوية من العالم، فكيف بنا ونحن ما زلنا في أول الطريق.
نعم؛ إن الأهداف الخفية لهذا الأمر أكبر مما نتوقعه، لذا لا بد من أن نعي خطورة الوضع؛ وأن نجنب أنفسنا وأهلينا ما لا يُحمد عقباه، فلنتزم بيوتنا ولعل الله جل في علاه يُعوضنا جميعاً بما هو خير لنا ولأُسرنا، فكُلنا في مركبٍ واحد، إن نزل منها واحد أفقد سفينتنا توازنها؛ وغرق وأغرقنا معه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق شبكتنا في


.. رغم تصنيفه إرهابيا.. أعلام -حزب الله - في مظاهرات أميركا.. ف




.. مراسل الجزيرة ينقل المشهد من محطة الشيخ رضوان لتحلية مياه ال


.. هل يكتب حراك طلاب الجامعات دعما لغزة فصلا جديدا في التاريخ ا




.. أهالي مدينة دير البلح يشيعون جثامين 9 شهداء من مستشفى شهداء