الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(( الانترنت كفيروس يمكن القضاء عليه ))

كمال انمار احمد
كاتب على سبيل النجاة

(Kamal Anmar Ahmed)

2020 / 3 / 30
العولمة وتطورات العالم المعاصر


في كل أَزمة تظهر الكثير من الأمور الدفينة,السيئة منها و الجيدة.لكن أكثر ما جذبني في هذه الأَزمة,هو ذلك الإِصرار المتواصل على إن مواقع التواصل الاجتماعي هي الحل الأَفضل في قضاء الوقت,و خصوصا و إِنها تقدم تلك البيئة المناسبة للاحاديث الطويلة و البسيطة.انني شخصيا لا زلت اعاني من هذا الانترنت البائس,لكنني و بشكل دائم صرت اصف الانترنت بانه الفيروس الذي يصيب العقل في كل وقت.صحيح انني لا يمكن إن اصف الانترنت الا بانه الثورة الاعظم في التاريخ البشري برمته,لكن لا اتوانى ابدا في وصفه أكثر الأمور التي شدت العقل الانساني اليها,و جعلت كل ذلك التركيز موجها نحوها.

و اجد إن مواقع التواصل الاجتماعي كان لها كل هذه الجاذبية,لاسباب عدة متباينة.حيث انك مثلا تستطيع مراسلة صديق,أو دعوة احدهم لنقاشك في موضوع عام,أو تصفحك للاخبار العامة التي اصبحت في هذا الوقت الشغل الذي يشغل الجميع,و هكذا و بشكل لا يمكن السيطرة عليه عمليا,نجد إن الوقت قد انتهى,فمن هنا الى هناك,و من هذا الى ذاك,تشعر و كانك لم تكن هنا على الاطلاق,فالعالم الافتراضي خاصتك يؤدي بك الى حيث الاعاجيب المتناثرة و المقالات المبعثرة,و الموضوعات العامة الغير رصينة احيانا.

و نحن نعلم إن الانترنت اليوم يستخدم من قبل فئات معينة باشكال مريبة الى حد ما,خصوصا الاطفال و في ظل الازمات خصوصا.لكن قبل كل شيء لابد إن نقول إن الانترنت و كثرة استخدامه مضر الى حد بعيد,فبالاضافة الى تاثيره على عقلك و فكرك,و غياب تركيزك الواعي,فانه يجعلك معرضا للكثير من الامراض خاصة السمنة و مشاكل صحية عديدة.

لِتقضي على فيروس الانترنت:

يمكن الحديث عن الانترنت كفيروس في حالة معينة,و هي الافراط في استخدامه و بلغة أخرى الادمان عليه.هذا النوع من الادمان مثله مثل بقية الانواع الاخرى,كالادمان على الكحول أو المخدرات,لكن هذا الادمان يصبح مع الوقت فيروس بالمعنى المجازي فيحطم العقل,و العلاقات الاجتماعية و الاسرية,و يبعد الانسان عن عالمه الواقعي.

و من الممكن علاج هذا الفيروس,من خلال طرق عديدة.و منها التخطيط المرن و الواضح في هدفه.صحيح إن الكثير من الناس يخططون لكن دون جدوى,لكن هذا يعود بطبيعة الحال الى الخبرات السابقة لديهم و التجذر العميق للعادات في حياتهم بشكل لا يمكن القول إن مجرد التخطيط دون أُسس النجاح فيه مباشرة سوف يؤدي الى القضاء على العادات السيئة.هذا أَمر طبيعي للغاية,إن تفشل الخطط اليومية في القضاء على السيء من العادات, فحتى الكثير من الناجحين قد يفشلون في هذا.لكن لا بأس,الأَمر يحتاج الى الاستمرار لا أكثر,و فعل شيء بديل عن العادات السيئة.فانتظارك للنتائج الجيدة بدل السيئة و أنت على أَريكتك,يجعل من المستحيل أَلا تحصل على نتائج سيئة.ما يجب إن تفعله هو الفعل الجديد الذي تود ترسيخه مثلا هل تود إن تقلل من الانترنت,البدائل كثيرة:اقرأ كتابا,تمشى,استمع لموسيقاك المفضلة,زر صديق,تأمل وحدك,اكتب شيء ما في دفتر يومياتك.

الحقيقة إن هناك الكثير من البدائل التي تغنينا عن الانترنت.لكن ذلك التجذر في العادات جعل العقل يركز فقط على وجود الانترنت كشيء ضروري لابد منه,تاركا الكثير الكثير من الاشياء الاخرى المهمة الى جانبه.هذا طبيعي إن يركز العقل على هذا,لماذا؟ فقط لانك بدأت في الفكير بعيدا عما تعودت عليه.فانت عندما تفكر بطريقة مختلفةو لبرهة فقط,ستشعر بان هناك خلل ما في شيء ما,الواقع ليس هناك أي خلل لكنك خرجت عن المالوف الذي تعوده العقل و العصبونات الخاصة بك.

فكر بطريقة مختلفة ستجد الحياة مختلفة.جرب هذا فقط لدقائق معدودة.و سترى كيف سينذرك عقلك بالكثير من النتائج السيئة اذا تركت ما تعودت عليه.لكن تذكر هذا طبيعي طبيعي جدا.و إن بقيت مصرا على التغيير فعلا,حتى ولو هناك كمية قليلة من الرغبة,حتى لو كان هناك امل ضئيل في الاستمرار,فانك ستبرح مكانك و ستسجل الكثير من نقاط نصرك على ما تعودت عليه.

فاذا شعرت بالخوف أو الخطر من المستقبل,اعلم انك خرجت عن المألوف و بدأت تفكر بطريقة مختلفة.لا تخف من الخوف,و لا تخشى الخطر,لماذا؟لان هذه اشارات تدل على انك بدات تتغير,بدأت تسير نحو الدرب التي تريد إن تسلكه.فهل تريد التغيير,عليك إذن إن تعلم إن أَوله خوف و خطر,و آخره نصر عظيم.هذا ليس تحفيز سخيفا,هذه حقيقة تقدمك خطوة نحو الامام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية