الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤتمر الثالث لرابطة الانصار الشيوعيين مهمة جسيمة وتحدي عظيم

مزهر بن مدلول

2006 / 6 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يتهيا الانصار الشيوعيون هذه الايام ، لعقد مؤتمرهم الثالث ، في ظروف عسيرة وغاية في التعقيد يمر بها العراق ، حيث الاحتلال من جهة ، والاصطفاف الطائفي والعرقي ، والقتل والتعذيب وقطع الرؤوس ، وعصابات السلب والنهب والفساد والتخريب في كل مناحي الحياة من جهة اخرى، كلها سمات تكشف الوجه الحقيقي والماساوي للمنحدر ، الذي يتدحرج فيه العراق وان كل الذي يجري اليوم ، ليصب في سحق المواطن وسلخه عن هويته الوطنية والامعان في اضطهاده وقتله ، ومن ثم جر العراق الى التفكك والتشرذم والغائه كدولة .
ففي مثل هكذا ازمة وهكذا كارثة ، تزداد عمقا يوما بعد اخر ، بل ساعة بعد ساعة ، ماذا يريد الانصار من مؤتمرهم المزمع وماهو دورهم القادم في التصدي لكل المساعي الحثيثة والمتسارعة والرامية الى تخريب بلدهم ..؟؟
-ليس من الغلو اذا قلت ، بان الانصار الذين خاضوا تجربة فريدة لسنوات طويلة ، في الكفاح ضد الديكتاتورية ، والذين تلمسوا باخلاص عذابات شعبهم ومعاناته من القهر الصدامي الذي لاشبيه له ، هم اليوم قادرون على حمل راية النضال من جديد بطريقة مختلفة وباشكال متعددة .
-لذلك ومن منطلق الثقة بتلك النخبة السياسية المثقفة والمناضلة ، فان المؤتمر سيتمخض عن قرارات مهمة ، جديدة ومتطورة ، تساهم مباشرة في دعم جهود كل الوطنيين المخلصين لاخراج بلادنا من هذا النفق المظلم . ومن اجل ان تكون المهمات المطروحة امام المؤتمر تتناسب وحجم ودرجة الخطر ، الذي يحيق بالبلاد ، فالانصار المشاركون في المؤتمر مدعوين الى المزيد من النقاش والتحليل وتسمية كل الظواهر بمسمياتها بشكل صريح وعلني لكي تظهر الصورة بكل ابعادها ومجسماتها واضحة وجلية امام الشعب العراقي . وان يخرج المؤتمر بمشروع وطني متكامل اساسه النضال من اجل مجتمع مدني بعيدا عن التخندق الحزبي او الطائفي والعرقي وان تتحول رابطة الانصار الى اكبر واوسع منظمة مجتمع مدني قادرة على حشد صفوف كل المثقفين والكتاب والاعلاميين والادباء والشعراء وكل المخلصين والمكافحين من اجل عراق ديمقراطي وموحد ، عراق خالي من كل مظاهر العسكرة والتمييز العرقي والمذهبي وفيه يسود مبدا الانتماء الى الوطن اساسا للمواطنة قبل اي شئ اخر . ولاشك عندي بان الانصار الذين خبرتهم سنوات النضال في جبال كردستان وضحوا بكل ماهو ثمين وقدموا العديد من الشهداء الشيوعيين من اجل الوطن الغالي لجديرين بهذه المهمة رغم مشقتها ورغم العراقيل الكثيرة ، التي سيواجهونها في بلد يتجه بسرعة نحو مالااحد منا يتمناه .
وايضا ومن اجل التوصل الى تلك الاهداف النبيلة والصعبة فاجد من الضروري ان يبادر المؤتمر الى مناقشة هيكلية رابطة الانصار التنظيمية ، فالمهمات القادمة ولاريب ، صعبة جدا وتحتاج الى ارادة قوية وعقل جماعي وعمل مشترك ولايمكن تحقيقها بالصيغة التنظيمية الحالية ، واول تلك المهام هو حجم وتركيبة اللجنة التنفيذية ، التي ارى من المهم بمكان ان تتوسع باضافة اعضاء جدد اليها ، لكي يتسنى لها ، ان تنشئ مختصات لها وبالتالي تستطيع ان تتقدم بمهامها الى الامام وبسرعة ، فلابد ان تكون هناك لجنة للاعلام واخرى للمراة ولجنة لحقوق الانسان واخرى للسياسة اضافة الى ذلك من الضروري ايضا استحداث مكتب للجنة التنفيذية يقوم باداء ومتابعة اعمالها اليومية ، وهذه مجرد امثلة بسيطة اعتقد ان المؤتمرين قادرون على الابداع في اكتشاف الصيغ التنظيمية المناسبة . فقد حقق الانصار منذ ان تاسست رابطتهم الى اليوم انجازات كثيرة ومهمة ، كان ابرزها ، ان تشكلت لها فروع في دول كثيرة واستطاعت ان تجد لها فرعا داخل الوطن ، كما استطاعت بعد عقد مؤتمرها التاسيسي الاول ان تعقد مؤتمرها الثاني وبنجاح ، وان تجد لها منبرا اعلاميا مهما هو غرفة ينابيع على البالتاك . لكننا نتطلع الى المزيد وخاصة في مجال العمل الصحفي والاسراع في فتح الموقع الالكتروني ، الذي ولاشك سيضيف الى نشاط الرابطة الكثير من الانتشار والتوسع والقرب من الاخرين .
وفي هذه المناسبة ارى من الانصاف ان اقول بان الانصار الشيوعيون ، ليس شيوعيين من نوع اخر ولم يعبروا الى الضفة الاخرى ، فهم انصار الحزب الشيوعي العراقي وحركتهم هي الحركة التي اسسها الحزب ابان الكفاح المسلح ضد نظام صدام المقبور ، وهي اليوم تساهم بطريقة وباخرى في اغناء سياسة الحزب وتدعم توجهه في التخلص من كل مايقف عثرة امام وحدة العراق وبناء مؤسساته على الاسس الديمقراطية . لذلك يتطلع الانصار الى دعم الحزب لمنظمتهم وفي كل المجالات المادية والسياسية والاعلامية .
فتحية الى مؤتمر الانصار الثالث
والمجد لشهداء الانصار وكل شهداء الحزب الشيوعي العراقي وشهداء الوطن .

مزهر بن مدلول








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. مصادرنا: استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة في بنت جبيل جنوبي لب




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. مصادر عربية متفائلة بمحادثات القاهرة.. وتل أبيب تقول إنها لم




.. بروفايل | وفاة الداعية والمفكر والسياسي السوري عصام العطار