الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرأسمالية تترنح، آن أوان رحيلها!

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2020 / 3 / 30
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


في خضم هذه الجائحة التي تجتاح الأرض، يكشف النظام الرأسمالي يوما بعد يوم عن حقيقته الوحشية ويُظهر وجهه القبيح للبشرية كونه نظام لا هَمَّ له سوى المال ثم المال.
اجتمعت مجموعة العشرين قبل حوالي أسبوع، تلك المجموعة التي تمثل القوى الاقتصادية الكبرى في العالم لبحث سبل التصدي لوباء كورونا بعد ظهور المؤشرات الخطيرة على الركود والكساد الاقتصادي الذي تنتظره اقتصاديات تلك الدول، من أهم قراراتها تخصيص مبلغ خمسة ترليون دولار، لا لإنقاذ البشرية من هذا الوباء، بل لتحفيز الاقتصاد ومحاولة تجنب انهياره! تلخصت رسالة المؤتمر الى هذه الجائحة في الجملة التالية، تلك الجملة التي تؤكدها سياسات زعمائها إزاء مواطني بلدانهم، وفي مقدمتهم دونالد ترامب و بوريس جونسون والقائلة : خذ كبار السن والضعفاء واترك لنا المال!!
لقد تأكد للعالم، وحتى لمن لم يكن يوما يهتم بالسياسة، بأن هذا النظام وفي هذه الأوقات الحرجة التي تمر بها البشرية، بان أول ما تفكر به هو كيفية انقاذ اقتصادها قبل انقاذ الانسان وهو ما يؤكد الحقيقة القائلة بأن هذا الوباء ليس أزمة بيولوجية بحتة وانما ازمة سياسية اقتصادية واجتماعية تُشدد طوق الخناق على هذا النظام الغارق في التوحش، هذا النظام الذي يُعتبر الوجه الآخر لهذا الوباء وكلاهما يهددان البشرية بالموت والجوع .
دعونا نركز على شواهد يومية تجري أمام اعيننا كدليل قاطع على مدى أهمية البشر بالنسبة لهذا النظام ، الانسان من وجهة نظره ليس سوى وسيلة لإنتاج فائض القيمة والا فهو لا شيء ، نحن وفي ظل سلطة هذا النظام، وفي خضم اشتداد تفشي هذا الوباء وفتكه بأرواح الآلاف، لا نمتلك سوى الوسائل الدفاعية الفردية التي تقتصر على الحجر الصحي داخل المنازل وغسل اليدين واستعمال وسائل الحماية من كمامات وكفوف ان توفرت ، تلك الوسائل ورغم بساطتها وبدائيتها الا انها باتت شحيحة لا للمواطن العادي فحسب، بل وحتى للكوادر الطبية بحيث تضطر هذه الكوادر الى استعمال هذه الوسائل لعدة مرات ! وهو ما تسبب ولحد الآن بوفاة العديد من الأطباء ومساعديهم من الممرضات والممرضين في مختلف انحاء العالم انها معركة شرسة مع هذه الجائحة التي لا نمتلك فيها سوى وسائل الدفاع، أما الهجوم والمتمثل في إيجاد العلاج وتوفير مصل الوقاية منه، فهما ليس في المتناول ولن يكونا في المتناول على المدى القريب كون من يتحكم فيها هي الشركات الاحتكارية وهي حقيقة تؤكدها جميع وسائل الاعلام واخبار المختبرات والأطقم الطبية المنهمكة في التوصل الى تلك الوسيلتين.
نحن وأمام كل هذه الحقائق ليس لدينا من خيار سوى عدم اتاحة الفرصة لهذا النظام كي يعيد ترتيب أوراقه من جديد ويتحكم بمصيرنا وحياتنا بهذه الهمجية، اليوم وقبل كل شيء بات النضال من أجل إيجاد المجتمع الاشتراكي هو الخيار الوحيد أمام البشرية جمعاء، حتى الابواق الإعلامية للبرجوازية العالمية تتحدث عن هذه الحقيقة ولا تخفيها وتؤكد صحة ما قاله كارل ماركس بأن البديل الوحيد للنظام الرأسمالي ليس سوى الاشتراكية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل