الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صباح بارد غريب

رندة المغربي

2006 / 6 / 10
الادب والفن


هذا الصباح وكل صباح ، أنهضُ من رماد ليلي الفارط لأبدأ المعركة .
معركتي مع الزمن وملح المدامع علّي أفوز بك !
.... أطوي السُهاد خلف أجفني المُتعبة و انهض..


انهض ..
وما بيدي إلا ورق أبيض وأقلام "أخربش" بها حكاياتي ..
يدي التي أدمنت الكتابة لك وعنك تفتتحُ الوقت بقهوة الذاكرة وتعالجُ أبواب الغيب المُغلقة بمفاتيح الأحلام ..


فهل طلع الصباح؟
هل جاء حين هزيمة جديدة لتصطف مع قبيلة هزائمي؟
و ما طعمُ الصباح إن دخلت زوبعة رأسي وتبعها توابعُها السود ؟
ما لون عاصمة النور وأنا أشرع نافذتي على الأزرق البعيد ولا أرى في المدى غزالة !
ما طعم الطعم؟
ما لون اللون ؟
وإلى أين تمضي اللحظات بعد سويعات البزوغ ؟!
**

أتدري ؟
بأن الأمكنة كُلها بأشجارها وحجارتها و دبيب هوامها تشتاقك؟
وبأني أرسلتُ لك عصفوراً يُفتشُ عنك ..؟
ظل يطيرُ من مكان إلى آخر فلا أبصر شجرة ولا شرفة يريح عليها ساقيه من مرارة الطريق
ولا عاد ليستجير بكتفي !
فمن قتل عصفورنا ؟
من أصابه برصاصة ؟
من استباح دمه مع رجل أعدم لأنهم رأوه يقرأ في كتاب؟!
**

يطل الصباح على الذاكرة وأنا أنشب أظافري في لحم رأسي وأستعد لمعركة طويلة ودامية كادت تنتهي بهزيمتي لولا رأيتك....!
و من بعيد رأيتك ترفع بأصابعك ذقني المنحني و تهمس إلي :
تماسكي وانهضي من رماد الخيبة وجددي الأزمنة بوفائك ..
فأعود وأتماسك من جديد !
وأسمع وقع حوافر الخوف تأتي من داخلي فأصرخ مستنجدة " يا نون يا كهيعص " رحماك ربي كتبت علينا هذا العذاب فألهمنا الصبر حتى نكمل الطريق ..
فأنا خائفة يا إلهي أن أفتح عيني فتتساقط دموعي لتسقي هذا الخراب!
أن أنام فلا أحلم به
أن استغيث فلا أغاث!

خائفة أنا من اللون من الصوت من الماء من التراب من حركة يدي وظلي ودموعي ووسادة نومي ..
فأغثنا يالله من زمن الخوف .. والإستراتيجيات ، والقطارات السريعة ، والأمراض المزمنة ، وحكايات الحب العقيمة ، ومن ذئاب تلبس ثوب الأصدقاء ، ومن طرقات تُشتت الأيدي المتماسكة من زمن الجوع والإنكسار ، وأطفال بلا هوية ، وقصائد بلا إحساس ، وأسلاك تلتفُ على أعناق المباني وأنوار تخدع البصر وتغرر بالبصيرة
.. أغثنا من الزحام .. وعربات تلهب الأزفلت بلا وجهة .. وجرائد لا تكتب إلا عن الدمار ، وأخبار لا تبث إلا خناجر تستقر في الفؤاد ..!
وحيدة أنا و أنادي
يارب أغثني و أعني على وحدتي وغربتي حتى أصل إليك ..
ونجنا من كل صباح بارد وغريب
وغائب في المجهول...!!

رندة المغربي/فرنسا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي