الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوثيقة

عبد الرحيم الرزقي

2020 / 3 / 30
الادب والفن


**الو ثيقة ..
----------------------


وكان أمرا مقضيا .
...فعلى هامش هذا الصباح اللعين في تداركات اليوم المردوف وراء أمثاله .. انفتحت العينان الشريفتان على صوت مذياع شريف واعد بأخبار مشرفة .
على هذا الهامش رجل يتهندم .. وينظر بإمعان إلى فيكورته *داخل المرآة يغازل شعره تارة .ز ويجنح إلى السلم أخرى مع زجاجة عطره الشحيحة ..يمسح " صباطه" من تعب أحماء دروبه الموحلة .. يعبث قليلا بمحتويات الوثيقة داخل مخيلته الشريفة حتى يضمها بعد ذلك إلى قلبه حيث يكمن جيب " قميجته" غير الآمن .
فكر قبلا أن سيقول لهم في تلك البناية المحترمة السمعة أنه غير مدروك في الحصول على ذلك التوقيع الثمين .. فالناس كانوا سكارى وماهم بسكارى ..والداخل والخارج خلق كثير .. والمواسيم واقفة .. جيلالة وهداوة وحمادشة وعيساوة ودرقاوة وكناوة * وناس الغيوان ..وأخرون من بلاد النصارى يلبسون غريبا ويحملون في أيديهم أشياء تشتعل دخانا .. وتتكاثف بظهرانيهم أنواع من الشعر - الله العجب - .
وليس هذا هو الغرض .ز بل هو من قبيل ما رأى وهو في الطريق حيث النساء واقفات عارضات مختلف الأطعمة .. والخير عميم دونك فخذ .. حتى انتهى الأمر به أمام بوابة المبنى .. وبنادر وتعاريج * وأرداف تفوق الخيال في تحركاتها .
والعاملون هناك أحضروا مشاميم ورد وتألقوا بهيلالة * في احتفاء مشهود .
وخرج السيد المدير شخصيا بحليب وتمر .ز وألقى خطبة تناول فيها أهمية العمل الذؤوب مع الحث والإخلاص في التفاني ومراعاة المصلحة الكبرى .
وانهمرت دموعه " شوية " قبل أن تترهف مشاعره لتجود قرائحه الدفينة بقصيدة شعر فيها جهد وجرأة ..
واحتفوا به أيما احتفاء .ز قبل أن يهرولوا بوثيقته اللامعة بين المكاتب .. ختم من هنا وطابع من هناك .. وتواقيع لاتعد ولاتحصى ...
وسألوا إن كان هناك من خدمة أخرى يسدونها .. ولم لا " فيزا " من " فيزات " بلدان الإفرنج المجاورة .. ولم لا المريكان ؟ .. وما أكثر ما فعلوا معه حتى يبقى منشرح الخاطر هانيء البال .
ولما حانت ساعة المغادرة تحركت سيارات " السربيس " وأقسموا له أن لا يعود راجلا .. ليطيروا به على جناح السلامة ويفسحوه في شوارع المدينة العامرة وسط جو مليء بالبهجة والغبطة وانشراح القلب . وما هنيء لهم بال إلا بعد توصيله أمام باب المنزل .. وكان وداعا مؤثرا طرزته القبلات الحارة والعناقات التي تفيض بالشوق والمحبة ...
وكان - لما أفاق الرجل - أمرا مقصيا ...



** قصة : عبد الرحيم الرزقي / المغرب مراكش الحمراء
** عن مجموعة 3 سيلان من شقوق " الصادرة سنة 2006 عن المطبعة والوراقة الوطنية مراكش - لوحة الغلاف للفنان محمد النجاحي .







" قميجة " : أي قميص
**جيلالة هداوة درقاوة احمادشة وعيساوة ودرقاوة وكناوة طوائف صوفية
** بنادر وتعاريج : آلات ايقاعية

** هيلالة : صخب وضجيج ويكون مرتبطا بالأعراس والحفلات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف


.. الإسكندرانية ييجو هنا?? فرقة فلكلوريتا غنوا لعروسة البحر??




.. عيني اه يا عيني علي اه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي


.. أحمد فهمي يروج لفيلم -عصـ ابة المكس- بفيديو كوميدي مع أوس أو




.. كل يوم - حوار خاص مع الفنانة -دينا فؤاد- مع خالد أبو بكر بعد