الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جائحة كورونا بين القوة القاهرة والظروف الطارئة

عقيل جاسم خلف

2020 / 3 / 31
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


سرعان ما القت جائحة كورونا وفايروس covid-19 بظلالها على الوقاع القنوني في دول العالم وكالعادة كانت اوربا والصين هي السابقة في تأسيس عملية التعامل القانوني مع هذا الامر ولاسيما تاثيره على العقود المبرمة بين الاطراف المختلفة وخصوصا العقود الدولية ومع احتدام الجدل الفقهي بين عمالقة الفقه القانوني حول ما أذا كانت كورونا ظروفا طارئة ام قوة قاهرة مع الاختلاف الشديد بين الحالتي من عدة نواحي حيث ان الظروف الطارئة هي ان يطرا حدث او احداث بعد توقيع العقد محل النزاع وان هذه الظروف لم يكن بالامكان توقعها وانها تجعل تنفيذ الالتزام التعاقدي مرهقا لاحد اطرافه او للطرفين على حد سواء هنا يكون اعمال نظرية الظروف الطارئة حيث يتم تخفيف التزام الطرف المتضرر الى الحد المعقول للتخفيف من خسارته التي لحقت به جراء هذا الحدث الطارئ . بالمقابل هناك نظرية اخرى تقف الى جانب النظرية الاولى وهي ما يعرف بالقوة القاهرة وفي هذه الحالة فان تنفيذ الالتزام التعاقدي لا يصبح صعبا كما في الظروف الطارئة بل يصبح مستحيلا بسبب لا دخل لاي من طرفي العقد فيه مما يقتضي اعمالا للمبادئ العامة في القانون برفع الضرر الحاصل والتحلل من الالتزام لطرفي العقد عن طريق فسخ العقد بسبب القوة القاهرة وقد تحركت السلطات القضائية في الصين والولايات المتحدث للتعامل مع الحادث عبر اصدار ما يسمى شهادات القوة القاهرة تمنح للشركات المتعاقدة بغية التحلل من الالتزامات وبالتالي عدم تحملها اي مسؤولية قانونية نتيجة التأخير في تنفيذ الالتزامات التعاقدية كما ان طلب شهادات القوة القاهرة يجعل موقف الشركات المتضررة قويا في اي نزاع قضائي مستقبلا يثار بسبب ما يشهده العالم حاليا . مع ملاحظة ان فايروس كورنا قد يكون في عقد ما قوة قاهرة تجعل تنفيذ الالتزام مستحيلا مما يقتضي معه السعي لاصدار (شهادة القوة القاهرة ) غير انه في عقود اخرى قد يكون ظرفا استثنائيا لا يجعل من تنفيذ موضوع العقد مستحيلا لكنه صعبا يمكن معه استمرار الاطراف في تنفيذ الالتزام التعاقدي ولكنه قد يلحق ضرر يتمثل بخسارة مادية نتيجة ارتفاع تكاليف الشحن والنقل او تاخيرهما او ارتفاع اسعار المواد الاولية وما الى ذلك وهنا فان اتفاق الطرفين على تخفيف الالتزام الى درجة معقولة ترفع عن الطرف الاكثر تضررا عبء الخسارة امرا لا بد منه اما وديا او باللجوء للقضاء الذي له القول الفصل , ان تعامل الصين والولايات المتحدة الامريكية ينم عن فهم لطبيعة الوضع الحالي الذي يجتاح العالم وحسم للنقاش الفقهي الذي تنشغل فيه اروقتنا القانونية والافضل لجوء الاطراف المتعاقدة الى حسم الموضوع عن طريق اصدار شهادات القوة القاهرة التي تختصر الوقت والجهد الذي سوف يتم بذله في المحاكم بعد انتهاء الازمة الحالية وربما حتى في اثنائها خصوصا ان خلية الازمة المشكلة من قبل الحكومة العراقي حسمت الامر باعتبار ما يحدث قوة قاهرة ولو اني اعتقد ان الخلية لم يكن لديها الخبرة الكافية للخوض في هذا الموضوع فهو ليس امر يسير يمكن حسمه في توصية وكان الاولى بها الاقتصار على موضوع الصحة العامة والقول الفصل ان تهيؤ اطراف العقود المتاثرة بكورونا لحسم النزاعات الكثيرة جدا التي ستظهر للسطح بعد نهاية الازمة ان شاء الله امر لا بد منه مع ضرورة ان تكون لكل طرف تعاقدي رؤية قانونية واضحة وتكييف سليم لكل عقد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة