الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يمكن تفسير تصاعد القسوة و التراجع الخطير للقيم الانسانية.

سليم نزال

2020 / 3 / 31
السياسة والعلاقات الدولية


الانسان وحده الواعى لذاته من كافة المخلوقات الاخرى.انه يملك القدره على تخطيط مستقبله و يملك الوعى لمعرفة مصيره و محدودية حياته .كما ان لديه وعى اخلاقى و خبرات تاريخية مدونة و متوارثة.

و قد حاول الفكر الفلسفى ان يفهم هذه الاسباب عبر تسليط الضوء على مختلف العوامل و الاسباب التى سمحت بهذا التراجع المخيف فاى السلوك الانسان خاصة فى المرحلة الاخيرة و ذلك عبر توظيف مدارس التفسير السلوكى النفسى و الاجتماعى و الانثروبولوجى الخ .

و على الرغم من كل الوثائق التى تم تبنيها من قبل المجموعة الدولية مثل الوثائق المتعلقة بحقوق الانسان سواء فى السلم او الحرب .نرى فى الكثير من الاحيان صمتا مدويا للقوانين فى زمن الصراعات .

ما رايناه اليوم من قتل بدم بارد للمتظاهرين العزل على حدود قطاع غزة من قبل الجنود الاسرائييين و ما رايناه من قسوة و انتهاك لادمية الانسان التى مارسها جيش الاحتلال الامريكى فى سجون العراق ,و ما شاهدناه من ممارسات دموية لداعش يجعلنا نرى ان كل هذه الاحداث مؤشر على تراجع مقلق لقيم التعامل بين البشر .
و لعلنا نسعى فى هذه العجالة الى القاء الضوء على اهم الاسباب فى راى التى تجعل من الانسان متجردا من مشاعر الرحمة و يتصرف مثل وحش كاسر مع الضعفاء.

السبب الاول
العنصرية الدينية و القومية
و هى العنصرية التى تعبىء قسم من البشر على اساس ان الاخرين ادنى مرتبة منهم و لا يملكون صفات البشر الامر الذى يجعل من هؤلاء وحوشا ادمية فى سلوكهم .و هم فى هذه الحال يعتبرون انهم يقتلون اشخاصا لا يستحقون الحياة لانهم وحدهم من يستحق الحياة دون الاخرين .. و من المعروف ان اولى خطوات الفتل هى تجريد الانسان من صفته الانسانية لانها تسهل عملية القتل و تعتبرها نوع من الواجب الطبيعى.
و قد لمسنا تجليات تلك العنصرية مع النازيين فى اوروبا حيث تفوق العنصر الارى كما رايناها مع اليهود الصهاينة فى تعاملهم مع الفلسطيين حيث تسود العنصرية القومية و الدينية التى تؤدى الى نزع ادمية الفلسطينى بحيث يصبح فيها قتل الفلسطينى امرا جيدا بل مطلوبا لان ازالة الفلسطينى من الوجود امر مفيد لليهود .
كما رايناها فى طريفة تعامل داعش مع اليزيديين من منظور دينى عنصرى وفق ثنائية (مؤمن كافر).
و فى هذا كل نرى انتشار الفكر ذات الطابع الميتافيزيقى الذى يضع القتل ضمن( المنظور المقدس ).
و بهذا المعنى تنتفى مسوؤلية الفتل عند هؤلاء كونهم يمارسون عملا ينسجم مع تصوراتهم عن الاعداء المفترضين .لا يعود معه القتل عملا اراديا بل عملا يحمل صفات القدر و الطبيعة .

السبب الثانى العوامل الطبقية

و يستمد هذا العامل مشروعيته من الاعتقاد الطبقى الذى يقسم البشر الى طبفات معتبرا ان الطبقات الفقيرة لا قيمة لها و بالتالى يتم تهميش انسانيتها .و يهذا تسود نظرة الاحتكار التى تعتبر ان وحدها الحق فى قيادة المجتمع و بالتالى تكون مستعدة لممارسة اشد انواع العنف و القسوة بحق من يسعى الى التمرد عليها .و تبرز هذه الظاهرة كثيرا لدى الانظمة ذات الطابع الاستبدادى و التى تكون عادة مدعومة من قوى طبقية.و فى ظل المرحلة النيو ليبرالية الحالية نرى سيادة القيم المادية الى درجة خطيرة و انحدار قيمة الانسان فى المقابل. و انتشرت القيم الانا المادية الامريكية من خلال العولمة مقابل تراجع خطير ل فكر التضامن الانسانى و الافكار الاشتراكية التى تعزز قيم المساواة و العدالة .الامر الذى يعزز من القناعة بضرورة مجابهة هذه المنظومة من القيم لانها تشكل خطرا حقيقيا على الانسانية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مرشحو الدورة الثانية للانتخابات الفرنسية يحاولون جذب أصوات ا


.. هآرتس: الجيش الإسرائيلي يسيطر على أكثر من ربع قطاع غزة| #نيو




.. إسرائيل توافق على أكبر عملية مصادرة لأراضي الضفة الغربية منذ


.. الإصلاحي بزشكيان والمحافظ جليلي.. تعرف على مرشحي رئاسة إيران




.. الجيش الإسرائيلي يواصل حرق منازل بحي الشجاعية شرق مدينة غزة