الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما قراءتك لأزمة الثقة بين المواطن والحكومة وبين وسائل الإعلام والمواطن، من حيث المعلومات المضللة ونظريات المؤامرة؟ من حوارنا مع الكاتب والمحلل السياسي شاهو القره داغي- عن تيار جائحة كورونا وتيارات القيادة السياسية والناس- الحلقة الثانية

فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)

2020 / 3 / 31
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


- عن العراق أتكلم، في زمن يفتقد لأبسط سبل العلاج والوقاية من جائحة كورونا، وهول أزمة الثقة بين المواطن والحكومة وبين وسائل الإعلام والمواطن، من حيث المعلومات المضللة ونظريات المؤامرة

- شاهو القره داغي الكاتب والمحلل السياسي بالشأن العراقي:

الحكومات المحترمة في العالم تملك رؤية وخطة ستراتيجية للمستقبل وتكون جاهزة لمواجهة التحديات و الأزمات لأنها تشعر بالمسؤولية أمام مواطنيها، بعكس العراق، حيث تعاني الدولة من أزمات سياسية واقتصادية وأمنية بسبب سيطرة الأحزاب الدينية الموالية لإيران على الحكم والسلطة، لإرتباط هذه الأحزاب الدينية بمشروع أيديولوجي عابر للحدود وبالتالي سخروا إمكانيات وثروات العراق خلال الفترة الماضية لخدمة هذه المشاريع وللأجندة الإيرانية بدل الإلتفات إلى تحقيق مطالب المواطنين في العراق والبنى التحتية والمشاريع الخدمية والصحية والتعليمية.

جاء فيروس كورونا إلى العراق في ظل وجود أزمة سياسية وغياب حكومي وانخفاض أسعار النفط، إضافة إلى السخط الشعبي والاحتجاجات ضد الطبقة السياسية الحاكمة الذي زاد الشرخ بين المواطنين وقادة الأحزاب السياسية، ومنذ بداية انتشار الفيروس في قم الإيرانية، طالب المواطنون بإغلاق الحدود مع إيران ومنع دخول الإيرانيين إلى العراق بحجة الزيارات الدينية، بالإضافة إلى إنهاء التجمعات الدينية في العراق والتي تُسبب تفشي وانتشار الوباء ، ولكن الحكومة تقاعست عن القيام بهذه الخطوات الضرورية حتى انتقل الفيروس إلى العراق، والآن يُسجل العراق أكثر نسبة وفيات مقارنة بعدد الإصابات بعد إيران، وهناك شكوك حول الأرقام التي تُعلنها المؤسسات الرسمية حول أعداد الإصابات بالفيروس .

بعد انتقال كورونا إلى العراق وتصاعد المطالب الشعبية للسلطات الرسمية بضرورة التحرك الفوري، قررت الحكومة العراقية إغلاق الحدود مع إيران، ولكن المعلومات كانت تؤكد استمرار النشاط التجاري ودخول الإيرانيين إلى العراق أو الذهاب إلى سوريا لنقل الأسلحة والميليشيات، وهذا الأمر يعتبر مؤشرًا على قوة الميليشيات وقدرتها على التحكم بالمنافذ الحدودية دون الاعتبار للإجراءات الحكومية، أما بخصوص التجمعات الدينية وحظر التجول، فإن الكثير من رجال الدين على المنابر وخاصة رجل الدين المعروف مقتدى الصدر ساهموا في تحريض المواطنين على الاستهانة بفيروس كورونا و الإصرار على التجمعات الدينية واستمرار فتح المراقد المقدسة في ظل عجز المؤسسات الرسمية عن التعامل مع هذا الأمر الذي أدى لزيادة انتشار الفيروس.

كما فسر المرشد الإيراني خامنئي الفيروس بأنه صناعة أمريكية وإسرائيلية لضرب إيران ومحور المقاومة، في العراق أيضًا انتشرت هذه الرواية بين رجال الدين وخاصة الموالين لإيران والمتأثرين بالخطابات الإيرانية، اعتبروا الفيروس مؤامرة ضد المذهب والشعائر الدينية وقرروا أن يحاربوا الفيروس بالخطابات والشعارات وكأنه خصم مرئي بالإمكان منازلته وهزيمته على حلبة المصارعة، دون أن يُدركوا بأن الفيروس جائحة عالمية وتصيب الجميع دون فروقات دينية أو مذهبية أو عرقية أو طائفية.

المشكلة في العراق تكمن في تعدد الرؤوس والقيادات والأحزاب التي تملك قنوات إعلامية وكل طرف يُغرد بعيدًا عن الآخرين دون وجود مركزية واضحة في الطرح الإعلامي أو رؤية مشتركة في سبيل المصالح العليا، وهذا ما يُسبب التشتت والاضطراب وانتشار الأخبار الكاذبة والمعلومات المغلوطة ويؤثر على المواطنين بشكل مباشر وعلى حياتهم.

لا يمكن ترميم العلاقة بين المنظومة الحاكمة وبين المواطنين، وكلما زادت وتراكمت الأزمات والأخطاء كلما زاد الشرخ بين الطرفين، وهذه الأزمة تؤكد حقيقة غياب الرؤية الوطنية لدى السياسيين، لأنهم وبعكس قادة العالم فضلوا الانشغال بالتنافس على مغانم الحكومة المؤقتة الجديدة بدل التركيز على مواجهة الوباء ليشعر المواطن بالراحة والاطمئنان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رهان ماكرون بحل البرلمان وانتخاب غيره أصبح على المحك بعد نتا


.. نتنياهو: سنواصل الحرب على غزة حتى هزيمة حماس بشكل كامل وإطلا




.. تساؤلات بشأن استمرار بايدن بالسباق الرئاسي بعد أداءه الضعيف


.. نتائج أولية.. الغزواني يفوز بفترة جديدة بانتخابات موريتانيا|




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: سنواصل الحرب حتى تعجز حماس عن إعادة