الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زنبقة الكورونا هذه التي حيرت العالم واشغلته؟

عصام الياسري

2020 / 3 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


لا احد يعرف كيف ومن اين أتت بشكل مفاجيء، والى متى ستبقى في عهدة زيارتنا، زنبقة الكورونا هذه، التي حيرت العالم واشغلته؟.. يقال انها جرثومة كبيرة غير مرئية.. من صناعة البشر.. اسرارها خبيثة.. ويشاع انها تسربت بالسر من مخابر الابحاث والتجارب عن طريق خبراء وبواسطة ادوات تجسس وراءها دول متهمة .. وقيل الكثير، لكن لا لقوة في الكون تستطيع تجاهلها أو قول الحقيقة.

إشارات...

الفيروسات التاجية (COV) هي مجموعة كبيرة من الفيروسات التي تسبب أمراض مثل نزلات البرد إلى أمراض متلازمة أكثر خطورة مثل التنفسية الحادة والتنفسية الوخيمة. فيروس كورون (Coronavirus / Covid-19) هو سلالة جديدة تم اكتشافها في عام 2019 ولم يتم التعرف عليها حتى الآن في البشر. فيروسات الاكليل هي حيوانية المصدر، مما يعني أنها تنتقل بين الحيوانات والبشر. وأظهرت التحقيقات التفصيلية أن السارسCOV SARS - ينتقل من قطط الزباد إلى البشر و MERS COV- من الإبل إلى البشر.. وحسب المعلومات المتواردة مؤخرا فان سلالة فيروس "كورونا المستجد ـ التاجي" مرتبطة بالسارس ـ حاصل عام 2003 على براءة الاختراع رقم ep1 694 829 b1 باسم معهد "باستور" الفرنسي Institut Pasteur للابحاث البايولوجية من "مكتب براءات الاختراعات الاوروبي"، وهو من اخطر الفايروسات في العالم.

وباء فايروس الـ "كورونا" حرب عالمية ثالثة بلا أسلحة، غير محدودة الجغرافيا والاماكن كما هو حال الحروب التقليدية، تسبب بإثارة الرعب والمخاوف وسلسلة من القلق النفسي والاقتصادي في جميع انحاء العالم. وسيبق كذلك الى ما لا نهاية ما دام لا يوجد على المدى المنظور لقاح مضاد واسرار حدوثه غير معلنة.

السؤال: اذا كان هذا الفايروس على قدر حجمه ونوعه قد اطاح بكل الحظارات وواجه بعناد التقنيات العلمية المختلفة.. فما الفائدة اذن من انتاج كل هذه الاسلحة المدمرة وتخزينها؟ وما الفائدة من صرف آلاف المليارات لتصنيعها، بدل توفيرها لسعادة البشرية وأمنها؟. ولماذا تخصص ميزانيات مالية ضخمة للابحاث الفضائية وبناء قواعد خطيرة في محيطات الكواكب، ونحن غير قادرين على مواجهة فايروس طاريء لا يرى بالعين المجردة؟.. الا يستحق ذلك اعادة النظر بكل حساباتنا القيمية والعلمية والانسانية والعسكرية والبحث عن فلسفة جديدة للحياة وسعادة الانسان وأمنه بدل قتل الابرياء.. فايروس كورونا، وضع العالم برمته امام حسابات مصيرية جديدة وكشف مدى ضعفنا على الرغم من كل التطور العلمي والتكنولوجي، وأنتج تساؤلات موضوعية تتعلق بمصير الانسان ومستقبله: ما العمل؟. كيف سيكون مستقبل البشرية؟ من المسؤول عن كل ما يحدث؟.. والسؤال الاخطر والاهم: ماذا بعد الكورونا وآثاره النفسية على البشر؟.

تصدرت الصحافة ووسائل الاعلام المرئي والمسموع اخبار فايروس "كورونا"، وكثر الحديث عن كيفية تجنب اعراضه والالتزام بالمعلومات الصادرة عن المؤسسات الصحية والحكومية. فيما امتلأت مواقع التواصل بالتهكم والفكاهات والقصائد والاغاني عن هذا الفايروس وأوصافه.
المتظاهرون العراقيون ينشدون:
اسمع الثوار يا كورونا،، بلكت تسيّر على الباكونا.
انريد منك تفزعلنا ،، تروح للبايك حلمنا
لان حبينا الوطن كتلونا ،، بلكت تسيّر على الباكونا.

الملالي من الشيعة والسنة يناشدون الى ممارسة الادعية والخرافات لمواجهة الفايروس.. المرشد الايراني يدعو الشيطان الاكبر الى رفع الحصار "أولا" كي يقبل المساعدات الصحية؟؟ الرئيس الامريكي غير مهتم بإنتشار الفايروس واذا به يدخل غرفة الحجر، عدة مدن امريكية كبيرة تصبح مدن "منكوبة". مئات الالاف من المصابين والموتى جراء الوباء المنتشر في العالم ولا أحد يعرف ما هو مصير المجتمعات ومستقبلها.. رسائل الاستخفاف بالفايروس أو اعطاء نصائح غير مسؤولة تنتشر دون التفكير بمخاطرها النفسية واثارة الرعب والخوف عند المتلقين!.

الصدمة عميقة بالتأكيد: لكن هل يمكننا الحصول على ما نحتاج معرفته حاليا حول فيروس التاجي SARS-COV-2 ، وماذا يجب علينا فعله، اذا لم تتوفر الاجابة على السؤال المهم: ماذا بعد الكورونا؟. وعن العواقب الصحية والاقتصادية والنفسية وتأثيرها على المجتمع في حالة عدم توفر "حماية السكان في حالة وبائية خطيرة ذات أهمية وطنية".. فيروس كورونا: ذعر، خوف، عدم يقين – العالم ليس مهدد الى درجة كبيرة بالوباء، انما يمكن أن لا يوفر لنا هذا الفيروس فرص مواجهته اذا ما استمر البعض بإثارة الشائعات والمعلومات اللامسؤولة.

الحقيقة أن فيروس الاكليل سيبقي العالم في حالة الترقب الى ما سيحدث ولا نجرؤ على النظر إلى المستقبل، لأنه لا أحد يعرف كيف سيبدو هذا بعد كورونا. فهل نستطيع التفكير بالعكس: بدلاً من سيناريوهات الرعب التي تم رسمها. ألا يمكن أن يكون هناك العديد من الفرص الجديدة؟ التي لا يمكننا تخيلها في الوقت الحالي. إن نظرة إيجابية إلى المستقبل تعد في النهاية ـ آفاق جيدة يستطيع كورونا توجيهنا اليها على نحو ملائم في وقت الخوف وعدم اليقين.

يلخص ماتياس هوركس Matthias Horx من "معهد دراسات المستقبل" إجابته على السؤال عن متى سيعود العالم إلى طبيعته بعد كورونا: [من الواضح أنه "ليس" الآن هو الوقت ـ هناك لحظات تاريخية عندما يغير المستقبل الاتجاه - حيث لن يكون أي شيء كما كان. لكن هذا ليس سبب للذعر، بل على العكس: هناك الآن العديد من الفرص التي تنتظرنا، والتي ربما لم نفكر فيها بعد].. ما لا يدعني منذ اتساع انتشار "الكورونا" على هذا النحو الخطير بعيدا عن التفكير مسألتين: اذا كان هذا "الفايروس" قد قلب كل النظريات ودخل في عمق الاستراتيجيات العالمية، لماذ اذن كل هذا التصنيع العسكري وصرف آلاف المليارات لغزو الفضاء والتسليح، بدل سعادة البشر؟. والسؤال الاهم: ألا يجب بعدما كشف جرثوم غير مرئي عن قدرته على الخراب ووضع العالم امام اشكاليات صحية ونفسية وبيئية واقتصادية كثيرة، لان يفكر قادة العالم بمصيرالبشرية ومستقبلها.. أفلا عليهم مثلما تتخذ اجراءات لمواجهة خطر الكورونا، ان يرتقوا بمستوى المسؤولية للحد من انتشار اسلحة الدمار الشامل ووضع قيود اممية تحرم تصنيعها كما تحرم استعمال العلوم البايولوجية والكيمياوية لابادة البشرية؟. مجرد تساؤلات، لكنها بالتأكيد غير قابلة التحقيق.. لماذا؟.. لا أعرف.!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سجين محكوم عليه بالمؤبد نفذ أكبر سرقة فندق في نيويورك


.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق




.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟


.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف




.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح