الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات في آثار بابل

سعد محمد موسى

2020 / 3 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


بابل "بوابة الآله" ومن أكثر المدن التأريخية التي أغرت العالم وسحرته عبر تأريخها الحضاري منذ شروق شمس الحضارة البابلية
قبل 4000 سنة ق.م
ولم تزل أسرارها وآثارها لم تكتشف جميعها بعد حتى يومنا هذا.
لقد مرت على بلاد بابل الكثير من الامم والشعوب والحضارات التي تلتها من الملوك ومن إحتلالات متتالية أيضاً.
ومنذ مجيء الملك العظيم حمورابي مؤسس الامبراطورية البابلية ومشرع أول القوانيين ثم ظهور أقوى الملوك البابليين الذي وسع من أمبراطورية بابل "نبوخذ نصر الثاني" والذي أمر المهندسين في حقبة حكمه أن تبنى التحفة المعمارية "الجنائن المعلقة" كي يسعد بها زوجته الميدية المدللة "أميتيس أو آموهين" فشيدت حينها الجنائن المعلقة والتي كانت واحدة من عجائب الدنيا السبعة مع أسوار بابل الحصينة، كذلك أعاد هذا الملك بناء برج بابل ذلك البرج الذي يمثل معبد المدينة الرئيسي.
ومن أثار بابل القديمة صمود تمثال أسد بابل المصنوع من حجر البازلت الاسود الصلب وهو يرمز الى قوة وهيبة الامبراطورية البابلية آنذاك. لاسيما بعد أن مرت على بابل عدة غزوات عسكرية عمدت الى تخريب معالم الحضارة ونهب ممتلكاتها.
وفي فناء قصر الملك نبوخذ نصر الذي بقيت آثاره المهيبة.. تسمرت مندهشاً ما بين قاعة العرش وما بين المدخل الرئيسي للقصر فمن هذا المكان حكم العراقيون القدماء العالم القديم على مدى 500
عام.
وما بين قاعة العرش ومدخلها الرئيسي وقفت أمام المكان الذي لفظ فيه الملك والقائد التاريخي العظيم الاسكندر المقدوني أنفاسه الاخيرة وموته الذي صدم العالم حينذاك ولولا موته عام 323 ق.م لكانت بابل عاصمة لامبراطوريته العالمية التي حلم بها الاسكندر نظراً لاهميتها وثراءها التأريخي والحضاري وموقعها الجغرافي أيضاً.
وفي ذات القاعة أيضاً التي مات بها الاسكندر الجبار سبقه حضور الانبياء اليهود من الذين جاؤوا مع السبيّ البابلي وهم يحاججون ويتحاورون مع ملوك بابل لاسيما قصة النبي "دانيال" الذي استدعى لتفسير أحلام الملك نبوخذ نصر والملك بلشازر.
لقد كانت مدينة بابل أشهر مدن العالم القديم بكل العلوم والانجازات بشوارعها وأسواقها ، حتى وصفها المؤرخ اليوناني الشهير "هيرودوت" والملقب بأبو التاريخ ( بأنها المدينة التي فاقت بعظمتها كل مدن العالم القديم).
وبعد ذلك مرت الحقب التأريخية والحروب والاحتلالات على بلاد الرافدين القديم.
وحتى بعد مجيء التاريخ الحديث لم يخلو العراق من حروب واحتلالات وانقلابات ودسائس وغدر لاسيما بعد تأسيس الدولة العراقية عام 1921 حتى مجيء الطاغية صدام حسين الذي كان سبباً في حتلال أمريكا وقوات التحالف الدولي للعراق عام
2003 م
كان الطاغية مهوساً بداء العظمة وهو يحلم بان يكون الرمز الاعلى والاهم لخلافة العراق بعد ملوك سومر وبابل وآشور
فأمر بتشييد قصره المنيف فوق تله صناعية على ضفاف الفرات تحيط بها الاشجار والنخيل بيما القصر بهيبة كان يعلو فوق مدينة بابل القديمة وحتى فوق قصر نبوخذ نصر وكذلك أمر القائد المجنون بعد ذلك أن يحفر إسمه فوق طابوق جدران بابل كي يخلد إسمه الى الاجيال لكن الطاغية الذي أوهمه المقربين والمستشاريين إنه حفيد نبوخذ نصر وآشور بانيبال حطم بلده وجلب الغزاة والمحتلين فيما بعد بسبب حماقاته وما زال العراقيين يدفعون ثمن أوهام وحماقات حاكم تملكه جنون داء العظمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله