الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من ذكريات الأمس - على صدى هزيمة حزيران - نشرت

عيسى بن ضيف الله حداد

2020 / 4 / 1
الادب والفن


مختارات من أدبيات المثقف العربي الثوري
لازمتني الدهشة، عندما تجوّلت في يومي في صفحات المثقف العربي الثوري، قلت في ذاتي.. أهكذا كنا نرى.. أكانت أقلامنا على هذا القدر من الرؤى.. !وها أنا أرى، كل ما أتى فيها من الغلاف إلى الغلاف جدير بالقراءة حتى اللحظة.. وفيها نطل على عالم طلابي مفعم بالصدق والتوتر والحرارة..
لن أتمكن بطبيعة الحال في هذا المجال، من إعادة نشر ما جاء في صفحاتها من قصة وشعر وخاطرة ومقال.. وقد طفقت أتساءل: من هذا النهر الصاخب بالعنفوان ماذا أغترف.. على أي شاطئ منه أقف.. وأي نبتة من حوافه أقتطف.. قررت في نهاية المآل، اختيار باقة تنعكس فيها نبذة من الرؤى التي قد اعتراها جدال وسجال..

مقتطفات ذات مغزى
من عيون الشعر الطلابي- على صدى هزيمة حزيران
قصة الهزيمة شعر –
هشام وكاع
وقالو تعال..
وهات النساء وهات الرجالمختارات من أدبيات المثقف العربي الثوري
لازمتني الدهشة، عندما تجوّلت في يومي في صفحات المثقف العربي الثوري، قلت في ذاتي.. أهكذا كنا نرى.. أكانت أقلامنا على هذا القدر من الرؤى.. !وها أنا أرى، كل ما أتى فيها من الغلاف إلى الغلاف جدير بالقراءة حتى اللحظة.. وفيها نطل على عالم طلابي مفعم بالصدق والتوتر والحرارة..
لن أتمكن بطبيعة الحال في هذا المجال، من إعادة نشر ما جاء في صفحاتها من قصة وشعر وخاطرة ومقال.. وقد طفقت أتساءل: من هذا النهر الصاخب بالعنفوان ماذا أغترف.. على أي شاطئ منه أقف.. وأي نبتة من حوافه أقتطف.. قررت في نهاية المآل، اختيار باقة تنعكس فيها نبذة من الرؤى التي قد اعتراها جدال وسجال..

مقتطفات ذات مغزى
من عيون الشعر الطلابي- على صدى هزيمة حزيران
قصة الهزيمة شعر – هشام وكاع
وقالو تعال..
وهات النساء وهات الرجال
أما تقت للموز والبرتقال
تعال نقبل جباه الجبال
تعال وهات الحبيب
تعال " نصيف " بتل أبيب
فنحن الرجال
هدمنا الجبال
صحونا لنرجع ما اغتيل ظلما وغدرا
أفقنا وكنا نيام
هزمنا تردد عشرين عام
حرام حرام
نظل نيام
وجند لصهيون تلهو بتلك الديار
وتقطف منها شهي الثمار
تعال شبعنا انتظار
تعال فما من خيار
وشعب لنا تستبيح به عاصفات الدمار
نجور عليه الليالي وينأى النهار
فقم للصباح
كفانا نباح
وهيا تعال..
ليافا فيافا تقول تعال
تعال..
تعال.. !
• • •
ضحكت !
ومن كل قلبي ضحكت
أنا لعشرين عاماً بكيت
عريت
وجعت
ودمعي وحزني ويأسي وبؤسي صحبت
وجاء النداء !..
أفقت على وقع ذاك النداء
فأرهفت سمعي
وجففت دمعي
ونفضت الكرى عن عيوني
وقلت خذوني
خذوا نبض قلبي
خذوا أخوتي والدعاء وحبي
ضعوني بفوهة مدفع
دعوني ! أفجر على الظلم حقدي
وأهدي لكم مقتلاي وأفدي
• • •
نهضت لأرقب فجراً يقال يلوح !..
وأخرس يوماً بصدري يفوح
وقمت كما قيل لي
سعيت وطرت بشوقي إلى مقتلي
وقد عن لي
رفيق قضى فوق أرضي شهيد
وكانت وصية:
" خذوا يا رفاقي بثأري "
" ضعوا زهرة فوق قبري "
"ومن أجل طفلي وأطفالكم "
" أناشدكم يا رفاق "
" خذاري تمنون نفساً بعيش هني "
" وموتوا فدى أرضكم "
" على أرضكم "
" وإياكم أن تظلوا بغير إياب "
" فويل لكم "
" لطفلي وأطفالكم "
" هذا ما احتواكم غريب التراب "
• • •
ودار قتال
وضاعت صحاري
وذلت تلال
وما زال ذات السؤال
يدور لعشرين عاما يمينا شمال
يثور بأعين كل الرجال
" هزمنا ؟.. "
محال " هزمنا " محال
• • •
وعاد المساء
ثقيلاً حزيناً ككل مساء
وجاء الظلام يلف النداء
قميئاً غبياً ككل نداء
وعدت لليلي مهيض الجناح
كما كنت دوماً بغير سلاح
تجن بصدري اعتى الرياح
يتيماً وحيداً
شريداً طريداً
ألمم يومي وأمسي
واحرق نفسي بنفسي
وأغرق روحي بذات السؤال
" هزمنا ؟ .. "
محال " هزمنا " محال
ومرت ليال وقالوا تعال !..
نعدها كرامة تلك التلال
ونحظى بقدس ونحمي قنال
فأغمضت عيني
وأبعدت أذني
وقلت محال !..
تذكرت تلك ال " التعال "
تخبىء حيناً وحيناُ تقال
ورحت اجمع شمل الرجال
وأروي لهم لغز تلك ال " التعال "
فلما " الكراسي " تكاد تزال
ولما الرؤوس تكاد تطال
يقولون هيا تعال
وهات الرجال
أما تقت للموز والبرتقال
ضحكت..
طويلاً ضحكت
ضحكت لكوني مرارا خدعت
ولما للغز ال " التعال " كشفت
تداعوا وقالوا جبان
تراجع عنا وخان
جبان لأني رفضت الهوان
جبان لأني كفرت بكم
عرفت الطريق لحيفا ويافا مروراً بكم !..
جبان لأني مللت الضياع
صرخت ارحلوا عن بطون الجياع
كفانا خداع
أسفت عليكم
أما كنت يوماً لديكم شجاع ؟ !
جبان نعم
لأني سمعت لكم
وأصغيت ذاك النداء
ولكن ستبقون والعار دوماً سواء
ومليون لعنة
لمليون لاجىء
تلاحقكم يا جناة
تقول أرحموهم
ولا ترحموهم
حرام عليهم بصيص حياة
وأمضي أنا
لأخلق نصراً حبيب
يطل فجراً قريب وإن قيل يوماً " هزمنا "
فقئت بسيفي عيون السؤال
وقلت محال " هزمنا " وألف محال..
صدى القصيدة: حال صدور عدد دورية المثقف العربي الثوري، أثارت تلك القصيدة ضجة أسهم فيها بعض من أعضاء المكتب التنفيذي.. ناهيك عن لفيف من الحزبيين..
وحتى مبدع القصيدة بدوره – هشام وكاع – دخل في روعه، بكونها لن تجد طريقها إلى النشر في دوريتنا.. لكنها نشرت، لأننا كنا نؤمن بفطرتنا بحرية الفكر وترك المبدع كي يصدح.. كما كنا ( أتكلم باسم لفيف بعثي) نقدر المناضل، أي كان، حتى لو لم يكن في صفنا..
يجدر بي أن أذكر هنا نبذة، عن هشام وكاع.. كان هشام طالباً في كلية الطب، مارس هشام دوراً فعالاً في بناء الحركة الطلابية – الاتحاد الوطني لطلبة سورية – في مطلع الستينات ( تضلع بموقع عضو في المكتب التنفيذي في فترة رئاسة طارق أبو الحصن ) - كما كان من الرموز الأساسية للتيار الطلابي اليساري البعثي، إذ تبوأ موقع أمين فرع الحزب في جامعة دمشق إثر انتخابات حزبية ديمقراطية ( عام 1965 )، بقي في هذا الموقع حتى تم حل فرع الحزب في جامعة دمشق من قبل القيادة القومية قبيل حركة الثالث والعشرين من شباط..
عندما اندلعت حرب حزيران عام 1967، هرع هشام بدون تردد ليلتحق بلواء الجامعة الذي قد شكله الإتحاد الوطني لطلبة سورية.. متجاوزاً موقفه المعارض لسياسية الحزب والسلطة في تلك الفترة.. تقديراً مني له، بادرت لتسليمه بندقية روسية، كآخرين من المناضلين المعارضين ( سركيس سركيس وعادل صيموعة )، مما أثار ضجة بين لفيف من الحزبيين - المتحزبين، لا البعثيين، كما كنت أسميهم - على النحو الذي ذكرته آنفاً..


أما تقت للموز والبرتقال
تعال نقبل جباه الجبال
تعال وهات الحبيب
تعال " نصيف " بتل أبيب
فنحن الرجال
هدمنا الجبال
صحونا لنرجع ما اغتيل ظلما وغدرا
أفقنا وكنا نيام
هزمنا تردد عشرين عام
حرام حرام
نظل نيام
وجند لصهيون تلهو بتلك الديار
وتقطف منها شهي الثمار
تعال شبعنا انتظار
تعال فما من خيار
وشعب لنا تستبيح به عاصفات الدمار
نجور عليه الليالي وينأى النهار
فقم للصباح
كفانا نباح
وهيا تعال..
ليافا فيافا تقول تعال
تعال..
تعال.. !
• • •
ضحكت !
ومن كل قلبي ضحكت
أنا لعشرين عاماً بكيت
عريت
وجعت
ودمعي وحزني ويأسي وبؤسي صحبت
وجاء النداء !..
أفقت على وقع ذاك النداء
فأرهفت سمعي
وجففت دمعي
ونفضت الكرى عن عيوني
وقلت خذوني
خذوا نبض قلبي
خذوا أخوتي والدعاء وحبي
ضعوني بفوهة مدفع
دعوني ! أفجر على الظلم حقدي
وأهدي لكم مقتلاي وأفدي
• • •
نهضت لأرقب فجراً يقال يلوح !..
وأخرس يوماً بصدري يفوح
وقمت كما قيل لي
سعيت وطرت بشوقي إلى مقتلي
وقد عن لي
رفيق قضى فوق أرضي شهيد
وكانت وصية:
" خذوا يا رفاقي بثأري "
" ضعوا زهرة فوق قبري "
"ومن أجل طفلي وأطفالكم "
" أناشدكم يا رفاق "
" خذاري تمنون نفساً بعيش هني "
" وموتوا فدى أرضكم "
" على أرضكم "
" وإياكم أن تظلوا بغير إياب "
" فويل لكم "
" لطفلي وأطفالكم "
" هذا ما احتواكم غريب التراب "
• • •
ودار قتال
وضاعت صحاري
وذلت تلال
وما زال ذات السؤال
يدور لعشرين عاما يمينا شمال
يثور بأعين كل الرجال
" هزمنا ؟.. "
محال " هزمنا " محال
• • •
وعاد المساء
ثقيلاً حزيناً ككل مساء
وجاء الظلام يلف النداء
قميئاً غبياً ككل نداء
وعدت لليلي مهيض الجناح
كما كنت دوماً بغير سلاح
تجن بصدري اعتى الرياح
يتيماً وحيداً
شريداً طريداً
ألمم يومي وأمسي
واحرق نفسي بنفسي
وأغرق روحي بذات السؤال
" هزمنا ؟ .. "
محال " هزمنا " محال
ومرت ليال وقالوا تعال !..
نعدها كرامة تلك التلال
ونحظى بقدس ونحمي قنال
فأغمضت عيني
وأبعدت أذني
وقلت محال !..
تذكرت تلك ال " التعال "
تخبىء حيناً وحيناُ تقال
ورحت اجمع شمل الرجال
وأروي لهم لغز تلك ال " التعال "
فلما " الكراسي " تكاد تزال
ولما الرؤوس تكاد تطال
يقولون هيا تعال
وهات الرجال
أما تقت للموز والبرتقال
ضحكت..
طويلاً ضحكت
ضحكت لكوني مرارا خدعت
ولما للغز ال " التعال " كشفت
تداعوا وقالوا جبان
تراجع عنا وخان
جبان لأني رفضت الهوان
جبان لأني كفرت بكم
عرفت الطريق لحيفا ويافا مروراً بكم !..
جبان لأني مللت الضياع
صرخت ارحلوا عن بطون الجياع
كفانا خداع
أسفت عليكم
أما كنت يوماً لديكم شجاع ؟ !
جبان نعم
لأني سمعت لكم
وأصغيت ذاك النداء
ولكن ستبقون والعار دوماً سواء
ومليون لعنة
لمليون لاجىء
تلاحقكم يا جناة
تقول أرحموهم
ولا ترحموهم
حرام عليهم بصيص حياة
وأمضي أنا
لأخلق نصراً حبيب
يطل فجراً قريب وإن قيل يوماً " هزمنا "
فقئت بسيفي عيون السؤال
وقلت محال " هزمنا " وألف محال..
صدى القصيدة: حال صدور عدد دورية المثقف العربي الثوري، أثارت تلك القصيدة ضجة أسهم فيها بعض من أعضاء المكتب التنفيذي.. ناهيك عن لفيف من الحزبيين..
وحتى مبدع القصيدة بدوره – هشام وكاع – دخل في روعه، بكونها لن تجد طريقها إلى النشر في دوريتنا.. لكنها نشرت، لأننا كنا نؤمن بفطرتنا بحرية الفكر وترك المبدع كي يصدح.. كما كنا ( أتكلم باسم لفيف بعثي) نقدر المناضل، أي كان، حتى لو لم يكن في صفنا..
يجدر بي أن أذكر هنا نبذة، عن هشام وكاع.. كان هشام طالباً في كلية الطب، مارس هشام دوراً فعالاً في بناء الحركة الطلابية – الاتحاد الوطني لطلبة سورية – في مطلع الستينات ( تضلع بموقع عضو في المكتب التنفيذي في فترة رئاسة طارق أبو الحصن ) - كما كان من الرموز الأساسية للتيار الطلابي اليساري البعثي، إذ تبوأ موقع أمين فرع الحزب في جامعة دمشق إثر انتخابات حزبية ديمقراطية ( عام 1965 )، بقي في هذا الموقع حتى تم حل فرع الحزب في جامعة دمشق من قبل القيادة القومية قبيل حركة الثالث والعشرين من شباط..
عندما اندلعت حرب حزيران عام 1967، هرع هشام بدون تردد ليلتحق بلواء الجامعة الذي قد شكله الإتحاد الوطني لطلبة سورية.. متجاوزاً موقفه المعارض لسياسية الحزب والسلطة في تلك الفترة.. تقديراً مني له، بادرت لتسليمه بندقية روسية، كآخرين من المناضلين المعارضين ( سركيس سركيس وعادل صيموعة )، مما أثار ضجة بين لفيف من الحزبيين - المتحزبين، لا البعثيين، كما كنت أسميهم - على النحو الذي ذكرته آنفاً..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت


.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً




.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو


.. في عيد ميلاد عادل إمام الـ 84 فيلم -زهايمر- يعود إلى دور الس




.. مفاجآت في محاكمة ترمب بقضية شراء صمت الممثلة السابقة ستورمي