الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معارك تتويج الألقاب الشعرية والكتابية المنسلة من ثقافة مهمشة ، الأديب عبد الستار نورعلي – الحلقة الخامسة – من فعل التحرّر الكتابي و- المشروع المعرفيّ الحداثيّ -في بؤرة ضوء

فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)

2020 / 4 / 1
مقابلات و حوارات


سلام على أولئك الذين رأوا جدار روحك يوشك أن ينقضّ، فأقاموه ولم يفكّروا في أن يتّخذوا عليه أجرًا.
- جلال الدين الروميّ

2. لله درُّ معارك تتويج الألقاب الشعرية والكتابية المنسلة من ثقافة مهمشة، هل نُصبت الكتابة كمينًا لشبابها من الكُتَّاب والكاتبات على محك الريح في جملة من التعتيم " لا إبداع شبابي " أم ترى إنهم بحاجة إلى دعم كبار الكُتَّاب قبل مشوارهم الإبداعي ،ولاسيما أن الثقافة يتم تهميشها في بلادنا، لمَن إنتشلت؛ ومَن دعمت ؟

الأديب عبد الستار نورعلي:

لي ولع دائم في متابعة كتايات الشباب مما تقع تحت يدي، وليس كلُّ ما يُنشر، وذلك لكثافته، إضافة الى صعوبة وصول المنشور والمطبوع إلى كلّ زاوية في العالم لنحصل عليها. ولولا نعمة النت ووسائل التواصل الألكترونية لظلَّ الكثيرون مجهولين، ولبقي ما يُنشر ـ حتى للكبار ـ في دائرة الظلّ. لكنَّ الزحمةَ الشديدة للمواقع الأكترونية، وغزارة ما تنشره، تجعلنا لا نتمكن من مواكبة هذا الكمّ الهائل من النشريات والأسماء.

لقد وفّرت صفحاتُ التواصل الاجتماعي، وحرية النشر على النت، حيث لا تابو ولا رقابة ولا مَنْ يمنع، وفرّتْ فرصةً للشباب أنْ يكتبوا ويقدموا إبداعهم الى العلن، والى عامة القرّاء والمهتمين، كما دفعتهم الى إنشاء مواقع وصفحات شخصية، ينشرون من خلالها ما تجود به قرائحهم وأفكارهم من إبداع فنيّ ورأي ثقافي أو سياسي. كل هذا أتاح لنا أن نعثر على الكثير من المبدعين الشباب الذين أستحقوا ويستحقون أنْ يأخذوا مكانهم في عالم الأدب الذي يبرعون فيه وتدور مواهبهم في واديهِ. وبالتأكيد احتاجوا ويحتاجون دعمَ الكبار للاستفادة من خبراتهم ليواصلوا مسيرتهم الإبداعية بجدارة الموهبة والمقدرة الفنية.

تحت ظلِّ هذا الاهتمام بالشباب كتبتُ عن عدد منهم وهم في مبتدأ ولوجهم عالم الأدب ولذاذته مع وعورة مسالكه، والجهد الذي يُثقل كاهلَ مرتاده من تعبٍ تحت وطأة المثابرة والمتابعة والاتساع في نهل قديمه وجديده والثقافة بعوالمها المتنوعة، لأني لقيتُ في منتجهم الأدبي، شعراً كان أم قصّاً، ما يشي بفنٍّ يحمل في طياته موهبةً عاليةً وقدرةً فنيةً تنمُّ عن مستقبل واعدٍ، وقد كان ما تنبأتُ به. ومن الذين كتبتُ عنهم دراسات نقدية: (نعيمة فنو) من المغرب وهي الى جانب موهبة الشعر فنانةٌ تشكيلية. وقد ترجمت الدراسة الى اللغة الفرنسية. (عمران عزالدين) و(هوشنك أوسي) و(خلات أحمد) و(محمود عبدو عبدو) و(عماد موسى) من سوريا، وقد أصبح لهم اليوم مكانتهم المشهودة على الساحة الأدبية العربية. وقد حصل بعضهم على جوائز: (عمران عز الدين) في القصة القصيرة مثالاً. كما كتبتُ عن (علي عصام الربيعي) شاعراً وهو إعلاميّ عراقيّ ناجح. إضافةً إلى مداخلاتي على ما ينشر البعض منهم على مواقع التواصل الاجتماعي و المواقع الثقافية، ومن خلالها أقيّمُ نصوصهم مشجعاً.

لا أظنُّ أنَّ أحداً قادرٌ اليوم على التعتيم أو التهميش، ففضاء النشر واسعٌ سعَةَ فضاءِ الإنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي المفتوحة للكلّ، فهي تستقبل ما ينشر الشبابُ، سميناً كانَ أم غثّاً، والزمن والقارئ والناقد المُبصرُ والمهتمّ كفيلون بالغربلة. فلا أحدَ ـ أياً كانَ ـ له حقُّ رفع تابو في وجهِ أحد، فنُّ الكتابة هو الذي يقرّر.

أما توزيع الألقاب الشعرية فهو من آثار تراثنا الثقافي والاجتماعي الميّال الى حبّ التفخيم والتعظيم والتغنّي بالألقاب والصفات المُعظِّمة: جلالته، فخامته، سيادته، عظمته.... وليس الشعراء ببعيدين عن هذا: (شاعر السيف والقلم)، (أمير الشعراء)، (شاعر النيل)، (شاعر القطرين)، (شاعر الشباب)، (شاعر العرب الأكبر)....الخ. وليس حال الشعر اليوم بمختلف عن حال الأمس، مع الفارق بين الحالين من رقيٍّ وامتلاء.

يدخلُ اللقب عند البعض في إطار خصيصة من خصائص شعر الشاعر الغالبة على الأخريات، قد تكون غرضاً شعرياً، أو مضموناً، أو أسلوباً فنياً لغوياً أو جمالياً، أو قصيدة أشتهر بها، أو بيئةً: (شاعر الخضراء/ أبو القاسم الشابي)، (الشاعر القروي)، (بدوي الجبل). وقد تكون أثراً لشاعر قديم، أو صفةً مشتركةً بينهما: (الأخطل الصغير). أو تكون صفةً من صفات الشاعر الذاتية. وهذا شيء آخر خارج التعظيم والتفخيم.
ويبقى ـ مع كل ذلك ـ شعر الشاعر هو القول الفصلُ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رهان ماكرون بحل البرلمان وانتخاب غيره أصبح على المحك بعد نتا


.. نتنياهو: سنواصل الحرب على غزة حتى هزيمة حماس بشكل كامل وإطلا




.. تساؤلات بشأن استمرار بايدن بالسباق الرئاسي بعد أداءه الضعيف


.. نتائج أولية.. الغزواني يفوز بفترة جديدة بانتخابات موريتانيا|




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: سنواصل الحرب حتى تعجز حماس عن إعادة