الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسلمة كورونا

وفاء البوعيسي

2020 / 4 / 1
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


عندما ذاع خبر كورونا تحول عدد من المسلمين إلى القرآن، للبحث عن آيات يمكن لي عنقها أو شدها من طرفيها حد الانقصاف للعثور على أثر صغير يثبت أن مكة الوحي عرفت بفيروس ووهان الصناعية منذ 1450 سنة. وهذا يدخل في حمى أسلمة الحوادث والوقائع المعاصرة ومنها المنجزات العلمية، بمعنى إضفاء طابع إسلامي عليها بإعادتها جميعاً للنص الديني، ما يعني أن كل الاكتشافات لها أصل في القرآن. وما حدث أنه قد تم مط وشد سورة المدّثر وتحوير مفرداتها عن تطهير الثوب (كناية عن التعقيم) واعتزال الرجز (كناية عن الحجر المنزلي) لتكون هي الروشتة التي صرفها الله للبشر للوقاية من الفيروس!

هنا يستحق الأمر وقفةً عقلانيةً تتصدى لنوبات الإعجاز العلمي التي تنتاب شريحة واسعه من المسلمين من حين لآخر.

أولاً؛ دارسو الفقه يعرفون أن كثيرا مما ورد بالقرآن كان نتيجة لواقعة أرضية استدعت التدخل الإلهي، فهل الآيات أعلاه - أو غيرها - نزلت بسبب مرض أو حاجة صحية لإنسان؟ وهل ثبت في الأثر أنه تم تجريب أي آية منها فحققت نفعاً أو دفعت ضرراً؟ الجواب قولاً واحداً هو لا وسيرد السبب.
ثانياً؛ تفسير الآيات على طريقة الاعجاز العلمي اليوم يعني بالضرورة أن الآية ذاتها لم يكن من الممكن تفسيرها على هذا النحو بالأمس، فالمعنى الجديد أملاه العلم، وبهذا يظهر أنه لم يعد للقرآن معنى محدّد بعد الآن!
ثالثاً؛ المكتشفات العلمية عموماً، أحرزها أناس غالباً لم يقرؤوا القرآن، أو لعلهم قرأوه لكنهم لا يعتبرونه مرجعاً علميّاً، إذاً فهم توصلوا للإكتشاف عبر البحث العلمي والتجربة المعملية، وهذا يعني أن العقل البشري هو الذي أحرز الإكتشاف، وهو قادر على ذلك سواء ورد بالقرآن أم لم يرد.
رابعاً؛ إن وجود الإعجاز المزعوم بالقرآن، لم يسعف المسلمين للتوصل للإكتشاف حين كان يجب عليهم أن يتوصلوا إليه قبل غيرهم، ما داموا يتلونه ويتدبرونه ليل نهار، والحقيقة هنا أننا لسنا أمام أي إعجاز بل أمام مرواغة للغة القرآن والعبث بآياته وتغيير معانيها لأجل فرض هيمنة أيديولوجية شمولية، تجهز على الفضول العلمي وتقلب البحث العلمي الصارم إلى بحث لغوي مشط في شكليته، وهو تصرف يعزز رذيلة التواكل والسطو على جهود العلماء وتجييرها للمسلمين.

تعالوا نتكلم بصراحة الآن عن سبب أنه ولا آية من آيات الإعجاز المزعوم جربت تاريخياً.
إنّ أهم ما أنجزته معارفنا العربية الإسلامية حول الصحة والمرض أصوله الفقه الإسلامي، فالجسد كان موضوعاً رئيسياً للفقهاء الذين كانوا نجوم كل العصور بعد أن تخلصوا من العلماء والفلاسفة، والمسلم اليوم بفضلهم إنما يعرف جسده الفقهي لا جسده العلمي (الفيزيولوجي والنفسي) والسبب أن الفقهاء ربطوا المرض دائماً بالنجاسة فهو يدفع لـ "القيء النزيف السيلان الإنتان الدود الروائح الكريهة القيح ...." وربطوا الصحة بـ "الطهارة الصدقة كثرة الاستغفار التكبير التوبة ......" ولكم في محاضرات أكذب علماء العصر وأكثرهم انتهازية مصطفى محمود خير دليل، فمن أين إذاً جاء الإعجاز بسورة المدثر او غيرها مما قد يلفقه زغلول النجار؟

والخاتمة القاسية لمرتزقة الإعجاز العلمي ومن يصدقهم من مثقفي الصدفة هي " لقد توصل العقل البشري إلى كل ابتكاراته الحديثة في مجال الطب وغيره دونما أدنى حاجة لقول إله"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جهاد الكورونا
هاني شاكر ( 2020 / 4 / 1 - 15:08 )

جهاد الكورونا
__________

سينجو الكثيرون من أتون كورونا ... سيبقى من كل بيت و عشيرة الكثير جدا من الاطفال و الشباب و الشيوخ .. اولاد و بنات ، آباء و امهات ، و اجداد كثيرون ايضا

سيقوم الجميع و ينفض تراب المحنة ليصلح الآلات و البيوت و الشوارع و المدن ... ستزهر الورود و الكروم .... و سنتذكر انانية و غباء القادة ، سنعاقبهم و نختار غيرهم ... و سنراجع غباوة الحروب و الخصومة

سيبقى على كوم الزبالة الإخوان و السلفون ... الداعون ل ( جهاد الكورونا ) : إن أُصبت يا مؤمن بداء الكورونا فانزل الى الشارع و انشره بكثرة بأن تكُح و تعطس فى وجه الكُفار و جنود الجيش و البوليس و الممرضات و الأطباء

سنتذكر ذلك ايضا ... و نحن نُغنى للحياة


...

اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح