الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنرفع القبعة للكوادر الطبية!

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2020 / 4 / 1
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


يخوض العالم هذه الأيام أشرس معركة ضد عدو غير مرئي يفتك بالإنسان، عدو ربما لم يعرف التأريخ مثيلا له من قبل. فبالرغم من كون أرض المعركة في هذه القرية الكونية الصغيرة التي تسمى الأرض واحدة، ورغم ان العدو هو نفسه على طول جبهات القتال وعرضها، ويمتلك نفس السلاح، وهو ما يَفرض بأن تكون جبهة المواجهة على صعيد العالم جبهة مشتركة واحدة، الا انها عكس ذلك، ليست واحدة ولا موحدة، كل دولة تقاتل بمفردها أو كما يقال كلٌ يغني على ليلاه، حتى الدول التي كانت سوقا موحدة أيام الرخاء كالسوق الأوروبية المشتركة والاتحاد الأوروبي، باتت اليوم غير موحدة، الكل يترك الآخر ليواجه مصيره بمفرده، وربما أعداء الامس هم " أرحم " معهم من الأصدقاء التاريخيين، هذا ما حصل لإيطاليا واسبانيا عندما مدت الصين وروسيا وكوبا يد المساعدة لهم .
الجبهة الامامية للتصدي لهذا العدو الشرس، ولكونها غير موحدة، فان وسائل القتال والتصدي تختلف فيها من دولة الى أخرى، الا ان ما يوحدها هو وقوف أناس في الخنادق الامامية " نذروا " أنفسهم لينقذوا حياة الآخرين، رغم هشاشة وقِلة الأسلحة التي في متناولهم، نتيجة لذلك ونتيجة لشراسة العدو، فانه لا يمر يوم دون أن نسمع عن ضحايا في صفوف هؤلاء الصامدين في الخنادق الامامية، الطبيب الصيني ( Li Wanliang ( كان في مقدمة هؤلاء الضحايا ثم تبعه حوالي أربعون آخرون في إيطاليا وثلاثة أطباء من ذوى الأصول الشرق أوسطية في بريطانيا وهناك العديد العديد على كل الجبهات وعلى صعيد العالم لم تُذكر أعدادهم ولا أسماءهم، ولربما ننتظر المزيد .
أما في العراق فأن المنظومة الصحية التي كانت تحتل المرتبة الأخيرة ضمن اهتمامات السلطة الطائفية القومية الحاكمة، ورغم قلة المبالغ المخصصة لها في ميزانيات الحكومات المتعاقبة، ورغم هشاشة وضعف البنى التحتية لهذه المنظومة، ناهيك عن شحة وسائل الوقاية حتى للكوادر الطبية فما بالكم بالمواطن ، ورغم قلة المستشفيات، فهناك عائق آخر يقف بوجه هؤلاء الابطال، ألا وهي المحسوبية والمنسوبية المتفشية في المجتمع مما سبب في حصول اعتداءات على الكوادر الطبية وهو ما سيؤدي بدوره الى إعاقة عمل هؤلاء أو حتى تهرب البعض منهم في أداء هذا الواجب الإنساني البحت .
في الوقت الذي تشتد المنازلة مع هذا العدو، نرى في معظم الدول والمجتمعات التقدير العالي لجهود وتضحيات هؤلاء الابطال والتعبير عن ذلك بالوقوف دقائق في اسطح وشرفات المنازل أو أمام الأبواب للتصفيق لهم وتذكيرهم بأن المجتمع لم ولن ينساهم ولتشجيعهم على مواصلة القتال، كان الزاما علينا أن نقوم بخطوة مماثلة اتجاه كوادرنا الطبية، التي تستحق كل الدعم والتشجيع والتقدير، وان ابسط ما يمكن أن نقوم به اتجاههم هو أن نحذو حذو من سبقونا في باقي المجتمعات والدول ونرفع لهم القبعة تقديرا لجهودهم وتضحياتهم ونتذكر من ضحى منهم خلال هذه المعركة بشتى الوسائل والطرق كي يبقوا في ذاكرة الأجيال القادمة كرموز تستحق كل الثناء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث تحت الأنقاض وسط دمار بمربع سكني بمخيم النصيرات في


.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإعادة المحتجز




.. رغم المضايقات والترهيب.. حراك طلابي متصاعد في الجامعات الأمر


.. 10 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي النصر شمال مدينة




.. حزب الله يعلن قصف مستوطنات إسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا