الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مفتوحة إلى دولة عمر الرزاز

خالد الصعوب

2020 / 4 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


في ظل أزمة الكورونا تجد الأردن يضرب أروع أمثلة الحكمة وسداد الرأي والتدبير. تجد المسؤول مثل سعد جابر يتفقد الملقى على الأرض ويجري العمليات الجراحية غير آبه بنفسه. تجد عمر الرزاز يوجه ويدير في مستوى من الشفافية والمصداقية جعلنا نتفوق على أكثر الأمم تقدما ثم تجد الجندي المجهول لا ينام، متأهبا يدفع عن أردننا خطرا محدقا، تجد الطوارئ تعمل على قدم وساق ومؤسسة الضمان الاجتماعي تتفقد من ضاقت به الحال لكي يكون حجره الصحي أخف وطأة. كل ذلك يتم بقيادة هاشمية تعطي حرية التصرف وترقبه عن كثب دون أن تعرقله.

رائعة هي الصورة ومشرفة وتجعل الأردني يرفع رأسه عاليا، ليس بقيادته فحسب بل بأبنائه من عامة الشعب وقد تكاتفوا يدا واحدة في مواجهة التحديات.

رائعة هي الصورة وربما كانت مثالية، وبما أن لا كامل إلا الله سبحانه، فقد آلت بعض الأصوات الشاذة على نفسها أن ترتزق وتستغل الموقف حتى في ظل الظروف الصعبة.

من جهة قام بائعو الكمامات باحتكارها ورفع أسعارها، فالطلب قائم عليها وهذه فرصة سانحة. وكذلك فعل بعض التجار بأن رفعوا أسعار السلع في استغلال للأزمة. هذا تنبهت له الحكومة وردت بشدة ورقابة صارمة.

أما الاستغلال الناعم واللعب على عاطفة النشامى فلم تتنبه له الحكومة بعد!

إيمان عكور توجه رسالة لأبي الحسين باسم الفجوة الطبقية تدعوه فيها ليرفع العصا ويهوي بها على كل مقتدر ليتبرع للحكومة بالإكراه. يليها مسعود الطنبور يجمع التبرعات بالتعاون مع صحيفة جفرا نيوز الإلكترونية ويقول أن ما يجمع يذهب لمستحقيه دونما رقابة، لا يختلف بذلك عن جمعيات خيرية تستغل الظرف باسم كلنا الأردن وكذلك دونما رقابة. يلي ذلك أخبار مزيفة عن رجالات وطن يتبرعون لإجبارهم على التبرع. ثم أخبار تسخر من هامة اقتصادية لا لشيء إلا اختلافه في الرأي فيشعر طلال أبو غزالة بأنه محاصر يجب أن يبرر موقفه بل وفلسطينيته ومن ثم يأتي كتاب بتبرع طلال أبو غزالة بربع مليون دينار لصندوق همة وطن المنشأ بموجب قانون الدفاع 4 للتعامل مع الأزمة، وبغض النظر عن صحة التبرع أم لا، تنتشر صورة الشيك لتجد الساخرين يسخرون منه على كل حال بل ويقولون أنه تبرع مرغما "خاوة"، فيبرر الرجل موقفه مرة أخرى ليضطر بأن يوضح أن ما يقدمه للأردن يتجاوز المليون دينار سنويا من خلال استثماراته، فيستمر النقد أننا نريد المال، نقطة انتهى.

رسالتي هنا أوجهها لدولة عمر الرزاز، هؤلاء المستثمرون إضافة غنية لوطننا لا ينبغي أن نسيء إليهم بأي شكل، والإعلام المسؤول هو ما يدفع المتبرع ليتبرع راضيا سعيدا، دون غبن أو إكراه أو سخرية أو حتى نعرات عنصرية أو طبقية لم يسلم منها أحد. إن تبرع وسخر منه الساخرون الذين يهدمون ولا يبنون فتكون الرسالة الموجهة للآخرين لا داعي لتتبرع لأن سواد الوجه و"البهدلة" تلحقك مهما عملت.

في ظل قانون الدفاع 4، أقترح على دولتكم وضع تشريع يحمل المقتدرين على التبرع بحد أعلى، مثلا عشرين الف دينار ويخاطبون بموجب كتب رسمية بكل احترام فيقومون بواجبهم بكل احترام ودونما انتقاص من مكانتهم أو استهزاء بشخصياتهم بلغ حد اغتيالها. حبذا لو بدأ ذلك من قبل قيادي نشمي يضع اللبنة الأولى ويبني عليه الآخرون في تحدي العشرين ألف مثلا وتنتقل الشعلة من شخص لآخر.

طلال أبو غزالة مع اختلافي مع آرائه مستثمر مهم للأردن، يوظف مئات الموظفين ويدعم اقتصاد المملكة شاء من شاء وأبى من أبى. إن انتقصت كرامته في بلد الكرامة، فأين يذهب؟ وإن ذهب، فمن سينعى حظه إلا نحن؟ ما هكذا تورد الإبل!

حماية المستثمر واجبة كما هي حماية المستهلك كما هي حماية المتبرع، كلهم مواطنون في دولة مواطنة، فلا ننتقص كرامتهم سواء اقتدروا التبرع بدينار أو مليون دينار. وكثيرون يتبرعون بمبالغ كبيرة بصمت ولا ينتظرون شكرا وتعلمهم أكثر منا جميعا، اقتدارهم ليس عيبا، إنما العيب في عدم الاحترام أيا كان مصدره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو