الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماهو الوعي؟

دعد دريد ثابت

2020 / 4 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


الوعي ليس له علاقة بثقافة الإنسان، ولا بتحصيله العلمي أو الأدبي ولا حتى الأكاديمي.
والوعي ليس له علاقة بمكانة الإنسان إجتماعياً أو وظيفياً أو مقدار مايملكه من المال.
إذا ماهو الوعي؟
الوعي، هو أن يعي الإنسان أو من يُعتبر إنساناً بنظري على الأقل، هو أن يعي الإنسان نفسه بكل هفواتها، عقدها، خوفها، أخطائها أو مايسمى بأخطاء بنظر الأكثرية، ميزاته وحسناته.
والوعي هو أن يدرك ويعي الإنسان آلام غيره ومشاكله وأسبابها ويتفهم ذلك قدر الإمكان وبحسب قدرته يتجاوب معه بالمساعدة والرأفة.
الوعي هو أن يكون الإنسان صادقاً في بيته ومع زوجته وأبنائه وأهله، كما يكون في خارج البيت فيلسوفاً ومنظراً ومحاوراً جميلاً.
الوعي هو أن نرفض القرارات الخاطئة، حتى لو كانت تضر بمصالحنا وخاصة إن كان فيها أذى للمصلحة العامة أو لشخص آخر.
الوعي هو أن لانمرر أخطاء حتى لو كانت من العشيرة أو ذوينا أو أصدقائنا، وأن لا نبتدأ بالشجار وتهديد آخرين تجرأوا ضد خطأ ممن ينتسبون لنا بصلة سواء من القربى أو الأصدقاء، ونحن نعلم بأنهم مخطئين لمجرد أننا ننتمي اليهم.
الوعي هو أن تساعد كائناً من يكون حتى وإن أجمع العالم بأجمعه ضده، وبالسر قد تكون غير مقتنع بصحة هذا الإدعاء لمجرد ان هذا الشخص هو الوحيد والمغاير في رأيه أو محنته. لأننا إن فعلنا مايقوله لنا وعينا وإحساسنا فلن يبقَ لوحده، فمعظمنا سيكون موقفنا موقف المنطق والوعي الذاتي لا وعي الجمعي .
الوعي هو أن نستخدم أدمغتنا بعرض الحقائق عليها وتفسيرها بالمنطق العلمي والأدلة المتوفرة، لإتخاذ الخطوات والقرارات الصائبة، لا أن تمرر علينا من فوق سواء من السماء أو الكراسي، ومايملوه علينا من حقائق قد تكون كاذبة ولمصالحهم.
فلا يقين سوى الشك لحين إثبات العكس، ونحن في زمن العلم ولم نعد في زمن العصور الجاهلية أو القرون الوسطى.
الوعي قد يملكه إنسان بسيط لم ينال من المعرفة ولم يقرأ كتب الفلاسفة ولم يزر متحفاً في حياته، ومكسبه هو قوته اليومي، ولكنه بالرغم من هذا يملك من الوعي الكثير الذي يكسي العالم أجمعه به. فهو يضيّف الغريب ويكرم الزائر ويربت على رأس اليتيم ويواسي الحزين، بالرغم من انه لايملك شيئاً ويعلم بانه لن يحصل على شئ بالمقابل.
لكنه إنسان بوعيه وبعلمه بضعفه وبتصالحه مع ذاته ومع أخطائه ومعرفته بإمكانياته الضعيفة المحدودة، بأنه لن ينافق أو يستغل أو يطمع أو يكذب على غيره. لعلمه بأنه إن فعل ذلك فهو كمن كذب على نفسه. فهو إذا وعى هذه الحقيقة الصادقة.
وكم من أشخاص نساء ورجال التقيتهم وهم من حاملي الشهادات العليا، ومن مختصي الأدب والفن وداروا العالم ولم تبقى صورة في متحف أو طبيعة ولم يلتقطوها، وكلمة شفافة وراقية لم يدونوها، ولون ومنظر لم يرسموه، وسيارة فارهة وأحدث ساعة ومصاغ ولم يقتنوه، لكنهم مفرغين من الروح والعقل، يكذبون على أنفسهم وعلى زوجاتهم وأزواجهم، أو حتى إن لم يكونون مرتبطين، يكذبون على كل إمرأة ورجل، ويعتقدون أنهم أذكياء وحاذقين. وهم لايعلمون كم أشفق على أمثالهم.
فهم ميتون بنظري وإن كانوا أحياء، مخلوقات تسير على قدمين وليسوا أناس، ولا أستطيع حتى تلقيبهم بحيوان ما، فالحيوانات تعي ذواتها، ولا تكذب لا على نفسها ولا على غيرها من المخلوقات.
وإنما ذلك فقط من شيمة ذا الطرفين.
وفي المحن تزال الأقنعة ويكشف حقيقة وعي الكثيرون، ربما الأزمات هي عامل ضغط إضافي لايستطيع معظمهم تحمله. وكذلك الخوف والقلق على مستقبل كان لوقت قريب في حساباتهم مضمون، وأصبح بين ليلة وضحاها، مهدد ولا معنى له، بسبب حرب أو مرض كما حدث بثورة العراق ومرض الكورونا الآن.
فيبدأ تأثير الوعي الجمعي الذي يظن الغالبية لأنه جمعي فهو يضمن الأمان ويحميهم، وإن كان غير منطقياً. وتبدأ التأويلات والشائعات تأخذ حيزاً واسعاً، إن لم تواجه بالضد وبشكل بسيط بالبداية لأن تأثير الوعي القطيعي أو الجمعي هو الغالب لضعف وعي الإنسان لنفسه وللآخرين، فيتجهون لهذا الإتجاه، بعكس الأقلية التي تحاول وبأقصى جهودها لإنعدام الوسائل المتاحة لها من دعم بشري وإعلامي، وخاصة فيما يحدث اليوم بالتبشير الكوروني الوبائي لخلق الرعب الذي صنعته لهم فئات صغيرة ممن يملكون الثروات الطائلة وحركه إعلامهم وساعدهم الناس لعدم قدرتهم على التمييز بين ماهو منطقي وغير منطقي، لتصديقهم وإيمانهم بكل مايقوله الكبير لأنه المسؤول عن الصغار، وكيف وهو الكبير لايريد مصلحتنا؟ بالرغم من أني اشك بأن الجميع صدق هذه الكذبة، ولكن لعدم إيمانهم بوعيهم تهمش عقولهم وينجرون لوعي الجماعة الأكبر، وهلم جرا...
وكم أنا محظوظة بالرغم من أسفي، ولكن لم الأسف؟!
وأنا أكتشف بهذه المحن ضآلة تفكير ومحدودية افق الغالبية، بالرغم من توفر الحقائق الأخرى سواء بثورة العراق أو هذا الزيف الكوروني والمسرحية الرديئة الإخراج والتمثيل، والتي يستمر الغالبية بوعظ الآخرين أن يحبسوا أنفسهم في البيوت، والموضوع عبارة عن انفلونزا عادية، لم ولن تقتل الا عدد ضئيل ممن هم بالأصل ضعيفي المناعة، أي ان موتهم لم يكن بسبب هذا الفيروس البرئ من كل هذا التهويل.
ومن سيقتل البشر هو هذا الحجر والتدمير الإقتصادي الذي عم وسيزداد إن أستمرينا بتنفيذ مخططاتهم التي ننفذها لكم بكل سهولة. فالجوع سيفتك بالناس وكبار السن حتى في اوربا ستزال عنهم في بادئ الأمر بسرية أجهزة التنفس، وبعدها بعلانية سيُرمون في الملاجئ وبعدها في الشوارع، ولن يتجرأ أحد على الإقتراب منهم، ليس خوفاً من العدوى بل خوفاً من الشرطة والجيش اللذان سيمنعان بالقوة الناس من الخروج والتبضع حتى، ربما بتأشيرات مقننة ولمسافة محدودة أو لوقت محدد.
ليكون البقاء للأقوى ولمن لديه القدرة والذكاء بالتفنن في البقاء على قيد الحياة، أي إنتقاء بشري كما فعل هتلر وأطبائه، بتجاربهم على من كانوا أقل رقياً من الجنس الآري، من اليهود أو ذوي التشوهات العقلية والبدنية ومن قوميات وأحزاب مختلفة. والتي قد يقنعوننا بإيجاد لقاحات وأمصال لا أظنها الا سموم قد تحدث العكس من مرادها، أو لمراقبة والتحكم بالبشرية. لاتعتقدوا أن هذا من نبع خيالي، فقد جربوه من أيام هتلر وبعدها الروس والأمريكان حتى على جنودهم.
نعم لن تحتاج اوربا لحرب عالمية ثالثة، وأصبحت خطة الكورونا هي الطريقة المثلى بالتخلص من هذه الأعداد المتزايدة من كبار السن وضعيفي المناعة وحتى مدمني الكحول والمخدرات والفقراء وحتى ذوي الطبقة المتوسطة. كل هؤلاء لاحاجة لهم وبحرب الأعصاب والعقل الجمعي المسيطر على معظمهم، لأن كل فرد اوربي وغربي مسير فقط بمقدار مايبثه إعلامه وحكوماته، يكون القضاء عليهم لتكوين نظام جديد يناسب هذا العصر ويسمح لأصحاب المليارات بالتحكم بالعالم أجمعه.
والدولة المستثناة الوحيدة هي السويد. فلم تغلق المدارس وتمنع السكان من الذهاب لأعمالهم. أيعقل أنهم يريدون قتل شعبهم بالفيروس، أم انهم رفضوا هذه الخطة لتدمير شعبهم وبلدهم من فيروس عادي، كانت هناك فيروسات أقوى منه كل عام وذهب ضحيتها أضعاف المرات مما ذهب ضحية الكورونا هذا العام، ولماذا لم نسمع بذلك؟ لأن أصحاب الخطة لم يكونوا جاهزين للخطة بعد ولم يوجهوا الإعلام لبث وتهويل الرعب والخوف بين البشر. إذا السويد هي الدولة الواعية والإنسانية الوحيدة والتي أرفع لها جميع قبعات العالم وأنحني.
أما دول العالم الثالث أو الغير مرقمة أصلاً، سموها كما تشاؤون، فهم مقضى عليهم بكل الأحوال، سواء بالحروب أو المجاعات ونقص الخدمات الصحية التي هي من الأساس معدومة وحتى بالحجر القسري، الذي سيسبب الكآبة وربما العنف الذي سيتطور الى تمرد وعصيان ويقابل بعنف رجال الشرطة والجيش من قمع وقتل.
وهكذا لن يتبقَ من كذبة أول نيسان والتي هي لم تكن كذبة بالأساس وإنما كان عيداً بابلياً جميلاً يؤذن بمقدم الربيع وكانت تعني نيشان وهو مايُقدم من هدايا للعروسة من أساور وغيرها، لننساه كما نسينا كل حضارتنا ونصدق كذبتهم ونعيش فيها.
لأننا لا نعلم للآن ماهو الوعي !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم


.. على رأسها أمريكا.. 18 دولة تدعو للإفراج الفوري عن جميع المحت




.. مستوطنون يقتحمون موقعا أثريا ببلدة سبسطية في مدينة نابلس


.. مراسل الجزيرة: معارك ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال




.. بعد استقالة -غريط- بسبب تصدير الأسلحة لإسرائيل.. باتيل: نواص