الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كورونيات (3)

محمد بقوح

2020 / 4 / 2
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


19 مارس 2020. حين يكون الألم نتيجة الترقب والخوف من السقوط، تكون الحياة شبه عبثية. لا معنى لها. لكن، الأمل في الصمود الحي، والمقاومة الفكرية والعملية للعدو، هو الذي يزيدك قوة وحبا في الترقب والاستمرار فيه إلى ما لا نهاية.
حظر التجول في إنزكان. استيقظت على خبر رقم 58. عدد الحالات الأكيدة لفيروس كورونا في مغربنا. بات المواطن متيقنا أن الحرب مع كورونا جدية إلى أقصى الحدود. شوارع المدينة خالية من المارة. الآلات فقط هي السائدة في المكان. تمر بصخبها وضجيجها كالهارب من حيوان مفترس. الإسعاف. صمت قاتل. الهدوء الذي يسبق العاصفة. يمكن توقع أي شيء. تهديد كورونا لحياتنا ما يزال قائما. هذا كلام وزير الصحة. وقد قاله ووجهه حزين يخفي العديد من علامات الاستفهام.
نعرف، بما قرأناه في الكتب والمدارس، أن المغرب سبق له أن واجه وتحدى الكثير من الكوارث والمحن والفيروسات الطبيعية والبشرية والسياسية والتاريخية. غير أن فيروس كورونا غريب عنا، ولا تعرفه أجسامنا ولا تدركه عقولنا. هو فيروس ذو هوية مستجدة عالمية. كخطاب الإعلام بخصوص ظاهرة الإرهاب حين، ظهرت فجأة في حياتنا كجهات رسمية و كمواطنين عاديين. السؤال المطروح اليوم هو: هل سينجح المغرب، كما نجح في الأمس القريب والبعيد، في رد هجوم الزحف الخطير لفيروس كورونا؟ هل سينجح المغاربة، دولة وشعبا، في تجاوز هذا الخطر المحدق بنا جميعا، وتخطيه كما تخطينا العديد من التجارب الكارثية التي مررنا بها تاريخيا وسياسيا؟
في نظرنا المتواضع، حين يتشكل وعي الذات، سواء كانت فردية أو جماعية، عبر مسارها الحضاري التاريخي، في إطار صراعها المستميت من أجل البقاء في الحياة أولا، وفي المجتمع ثانيا، يمكننا الحسم في صلابة وسلامة وقوة الممانعة المضادة التي يتمتع بها المغرب. تلك الممانعة التي حافظت على كيانه كوجود تاريخي وسياسي وجغرافي واجتماعي.. إلخ إلى حد اليوم. فالمغرب، بتلك الممانعة الداخلية يتمكن دوما من محاصرة أعدائه الواقعيين والمفترضين، باعتماد رصيده التاريخي الذي راكمه بالممارسة والتجربة في ما يخص، كل ما من شأنه ان يهدد أمنه الإقتصادي و التاريخي والسياسي والترابي والصحي. من هنا، فخوض المعركة الحالية ضد كورونا المدجن بسلاح رصيده التجريبي، على اعتبار انتصاره الواضح في ميدان المواجهة، ضد العديد من الدول الكبرى في العالم المتقدم علميا وطبيا، لا يشكل للمغاربة عقبة لمحاصرته بتوحيد الصف واستيعاب دروس أخطاء ضحايا الجوار، و الإلتزام بتدابير الوقاية الوطنية والمحلية لهزم كورونا قبل امتلاكه القدرة على هزمنا. إنها خطة التراجع خطوة إلى الوراء، مهما كانت خسائرها، لربح خطوتين في الأمام. يعني البقاء في الحياة.. أي ربح رهان ذكاء الإنسان، ضد فيروس كورونا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف الأسر قررت القيام بجولات سياحية عبر مدن البلد خلال عطلة


.. عقوبات بديلة عن الحبس تشمل غرامات والعمل للمنفعة العامة والم




.. مراسلتنا.. قتيل وجريح بغارة استهدفت دراجة نارية بين بنت جبيل


.. تعرف إلى تاريخ بناء الحرم المكي بدءا من أمر الله إبراهيم علي




.. ألمانيا تحقق لقطع التمويل عن أكاديميين دعموا فلسطين