الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القياصرة... والكورونا... قصة شبه حقيقية...

غسان صابور

2020 / 4 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


الــقــيــاصــرة... والــكــورونــا...
قــصــة شـبـه حـقـيـقـيـة...
أو بالأحرى الكورونافيروس.. والقياصرة... لأن الوباء هذا اليوم.. أقوى من القياصرة الذين كانوا يحرقون مرضى الوباء.. وأموات الوباء.. وحتى مدينة الوباء.. ولكن الوباء.. هذا الوباء.. لأنه أسرع من النار.. وأسرع من جهابذة أطباء القياصرة.. وتجار معابدهم.. وساواهم كلهم بالمرض والموت... غير آبه بقصورهم وجدرانهم وتحصيناتهم... ساوى الوباء خوفهم كخوف الفقراء والغلابة.. وساوى الموت من هم داخل الحصون وخارجها... وحتى تجار المعبد... ولم تــجــد ملايينهم ـ هذه المرة ـ أي دواء... وهيمن الوباء.. بكل مدينة.. واختلف علماؤها وكهنتها.. ولكل منهم همهمة.. لبعض حل.. أو أذناب حل... وبعض دواء...
ولكن الكورونا.. بقيت سيدة كل مدينة...
حتى القيصر تــرامــب.. عندما تراكمت الجثث فوق الجثث في بلده.. أودع خوفه للصلاة.. ولكن كل الآلهة وكهنتها لم تعد تصدقه.. لأنه سرق حتى مخزناتها من مليارات الدولات... ولم يعد يصدقه أحد.. بعدما سادت الكورونا بكل شوارع أمريكا...حتى أصدقائه من السعوديين.. أغلقوا أبواب جوامع مكة.. وكل المملكة.. ولم يسمعوا تفسيرات المبشرين...
وتساوى الشرق والغرب والشمال والجنوب.. وتساوى الشروق والغروب... بالفراغ.. فراغ شوارع كبرى عواصم العالم... آلاف وملايين البشر.. بأرتال وأرتال.. على أبواب المستشفيات التي تحتاج كل شيء.. أقنعة.. وقاية.. أوكسيجين.. أدوية لانتظار نهايات بلا نهاية... وعسكر على أبوابها الحديدية العالية... توزع بطاقات الانتظار والاختيار... أرتال تنتظر دورها.. بصمت.. بصمت واعتصام واستسلام...
رؤساء عواصم العالم... يتشاورون.. بخطوط عديدة مفتوحة... بما كان يسمى وسائل التواصل الاجتماعي... يتشاورون وكل منهم محاط بعشرات العلماء والاختصاصيين بالأوبئة التاريخية.. التي قتلت ملايين البشر عبر مئات السنين.. وبعض الاختصاصيين بالمال والخزينة.. رغم أن العملات.. كل العملات فقدت أهميتها.. حتى بورصة البترول.. أغلقت أبوابها.. لم يعد هناك من يشتري... المفاوضات الهامة تجري مباشرة حول أبسط المعلومات والاكتشافات حول اللقاح ودواء الكورونافيروس وكــوفــيــد ـ 19.. إذ تقلصت ونقصت وضاقت احتياجات الأقنعة والصداري الواقية وأدوات الإنعاش ومواد الإنعاش والتطهير والتنظيف.. وخاصة وسائل الدفن أو حرق الأموات... بمئات الآلاف... يوميا بالعالم.. بالعالم كله... وحدوده المغلقة كلها... وهناك مئات الدول.. بأشكال مختلفة أغلقت نهائيا الاتصالات بين مدن من نفس الدولة... وبين المدن والقرى.. سوى بشروط أتفاقية تبادلية لمواد مفقودة محتاجة.. غذائية وغيرها...
البشرية جمعاء.. غيرت قوانينها وتشريعاتها وتقاليدها.. ومعتقداتها... مما اضطرها لمزيد من العودة للاهتمام بالنظافة.. واحترام.. المسافة التي قررتها الإدارات المحلية.. المنتخبة.. للمسافات المقررة لفصل البشر عن بعضهم البعض... والاهتمام بالمحافظة على إمكانيات الطبيعة.. والتي أهملت منذ قرون...
الوباء أقوى... والطبيعة...جــامــدة...
***************
عـلـى الــهــامــش :
ــ الكورونا.. وكذب القياصرة كالعادة...
موقع ميديابارت Médiapart المعروف بتحقيقاته الواسعة القريبة للحقيقة.. نسبيا.. أكثر من كافة المواقع الفرنسية والإعلامية الرسمية والخاصة.. أعلن بعدده المجدد هذا الصباح.. بأن الحكومة الفرنسية تكذب علينا من بداية هذه السنة.. وحتى هذه الساعة.. بتراكم إهمالاتها المتعددة حول الكورونافيروس Coronavirus وتؤامها كوفيدـ21 Covid-21... متابعة احتياطاتها بإعلانات رسمية غير حقيقية.. رغم تضخم الإصابات والضحايا يوميا بالآلاف...
تحقيق Médiapart مــهــنــي علمي واسع.. مثبت بالوثائق الرسمية.. من جميع الوزارات والإدارات الصحية.. والأطباء الذين أنذروا الدولة من بداية ظهور الإصابات بمنطقة يـوهـان الصينية.. وإمكانية انتشار الوباء بالعالم كله.. بسرعة جهنمية حارقة قاتلة.. عابرة كل الحدود... حيث فضلت الحكومة حماية الاقتصاد والبورصة وشركات الميلياردية.. من حلقات وأصدقاء السلطة... مما أنتج اليوم انعدام وفقدان حاجات ومواد ضرورية للعلاج والوقاية.. لأعضاء الوقايات والعلاج بالمستشفيات.. والتي تنقص من أقنعة وجهازات إنعاش وأدوية وقاية وإنعاش... وخاصة آلاف الأسرة والعاملين من أطباء وممرضات وممرضين وعاملين بمختلف المهن التي تحتاجها المستشفيات... والتي ألغت هذه الحكومة والحكومات التي سبقتها مئات آلاف هذه الوظائف الضرورية... ومليارات الأوريات الضرورية.. لديمومة حاجات هذه المستشفيات.. والتي لا تتحمل اليوم كل انفجارات هذه الكارثة الإنسانية... مما دفع عديدا من الشخصيات العلمية والطبية والسياسية الفرنسية.. للمطالبة رسميا بمحاكمة جميع المسؤولين السياسيين.. وحلقاتهم القيصرية والإعلامية.. من الذين تجاهلوا هجوم هذا الوباء الكارثي.. ولم يتخذوا الإجراءات الضرورية لتفاديها... حيث من واجب الحاكم ترقب المستقبل.. حسب أول درس بالعلوم السياسية الذي يقول وينبه : Gouverner.. C’est prévoir مما يعني : أن تحكم.. هو أن تعي المستقبل..........
والــمــســتــقــبــل؟؟؟... غــامــض... غـــامـــض...........
نقطة على السطر... انتهى...
غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فــــرنــــســــا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غانتس يهدد بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف ما لم يصادق نتانيا


.. مراسلتنا: استهداف موقع الرمثا الإسرائيلي في مزارع شبعا |#الظ




.. السعودية تشترط مسارا واضحا نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل الت


.. الجيش الإسرائيلي يواصل تصعيده ضد محافظات رفح والوسطى وغزة وا




.. إلى ماذا تؤشر عمليات المقاومة في رفح مستقبلا؟