الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستتغير خارطة العالم السياسية ما بعد الكورونا؟ من حوارنا مع الكاتب والمحلل السياسي شاهو القره داغي- عن تيار جائحة كورونا وتيارات القيادة السياسية والناس- الحلقة الثالثة .

فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)

2020 / 4 / 2
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


تجاوز الإنسان على مر التاريخ العديد من المشاكل والأزمات والأوبئة، ونجح في الخروج منها بسلام واستئناف مسيرته في الحياة، واليوم وعلى الرغم من الانتشار السريع لفيروس كورونا وتأثيره المباشر على العلاقات بين الدول والجانب الاقتصادي وحياة المواطنين، إلا أنه سيمر في المستقبل، ولكن سيكون لكورونا تداعيات عديدة على خارطة العالم السياسية، وخاصة أننا نعيش في عالم أحادي القطب بزعامة الولايات المتحدة الامريكية، وهناك قوى أخرى تحلم بعالم متعدد الأقطاب، وكان العالم يعيش نوعًا من المنافسة الشديدة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين وتسبب كورونا بتصعيد هذا الخلاف، حيث تتهم الولايات المتحدة الصين بالتواطؤ والتسبب بانتشار الفيروس، مع حديث بعض الأوساط الأمريكية عن قيام الصين بتحمل مسؤولية تفشي الفيروس عالميًا واستغلاله لزيادة نفوذها التجاري والسياسي على مستوى العالم، بينما في المقابل هناك اتهامات من الجيش الصيني بأن الولايات المتحدة الأمريكية قد يكون لها دورًا في انتشار الفيروس في الصين وتحميل أمريكا مسؤولية تشويه الصين، وهذا يعني أن المرحلة القادمة قد تشهد صراعات أقوى وحروب اقتصادية بين الطرفين في حال استمر التصعيد وتبادل الاتهامات.

ستبقى الولايات المتحدة الامريكية قوة عظمى بسبب امتلاكها لعوامل القوة والنفوذ العالمي، ولكن الصين سوف تعمل على زيادة توسيع انتشارها التجاري والسياسي بحجة مساعدة الآخرين ومشاركة تجربتها في مكافحة فيروس كورونا، وستحاول تأسيس علاقات جديدة وبناء التحالفات بحجة مواجهة الفيروس عن طريق استغلال الانشغال الأمريكي وعدم الاستجابة السريعة من قبل الولايات المتحدة لمساعدة حلفائها في العالم لمواجهة الفيروس، وفي الجانب الآخر نرى أن الفيروس تسبب في إضعاف روح الوحدة والتضامن داخل الإتحاد الأوروبي، وهناك تذمر في الأوساط الإيطالية من غياب الدعم السريع والكافي من باقي الأعضاء، وهذا الأمر قد يؤثر على قوة هذا الكيان ويهدد مستقبله، وخاصة أنها تأتي بعد خروج بريطانيا من الإتحاد وتفضيلها المصالح الوطنية الخاصة بها على مشاركة الآخرين، وقد يدفع جائحة كورونا دول أخرى لتتبنى نفس الخيار مستقبلًا.

من المؤسف أن جزءًا كبيرًا من العالم ينظر إلى التجربة الصينية في مكافحة الفيروس وهو النموذج الديكتاتوري والحكم الواحد، ولا يتطرق كثيرًا إلى النماذج الأخرى الديمقراطية التي نجحت في مواجهة الفيروس بنجاح، كنموذج دولة سنغافورة أو كوريا الجنوبية التي كانت محل إشادة منظمة الصحة العالمية التي طالبت دول العالم لإتخاذ كوريا الجنوبية مثالًا يحتذى به، وهذا مؤشر خطير على نجاح الصين في التسويق لنموذجها الديكتاتوري، بينما تسببت السياسات القمعية الصينية بانتشار الفيروس عندما عاقبوا الأطباء والصحفيين الذين تحدثوا عن الفيروس لأول مرة .

الحكومات أصبحت تتبنى سياسات وإجراءات صارمة مع المواطنين، وأصبح رجال الشرطة حتى في الدول الديمقراطية يملكون صلاحيات أوسع في التعامل مع المواطنين لتنفيذ سياسات الحكومة لمواجهة الفيروس وهي تُقلص أو تُنهي الحرية الفردية للمواطنين وتخضعهم بالكامل للإجراءات الحكومية لتحقيق الصالح العام، ولكن السؤال الأهم هل سيتم إلغاء هذه السياسات في حال انتهاء وزوال خطر كورونا ؟

انتظرونا في الحلقة القادمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رهان ماكرون بحل البرلمان وانتخاب غيره أصبح على المحك بعد نتا


.. نتنياهو: سنواصل الحرب على غزة حتى هزيمة حماس بشكل كامل وإطلا




.. تساؤلات بشأن استمرار بايدن بالسباق الرئاسي بعد أداءه الضعيف


.. نتائج أولية.. الغزواني يفوز بفترة جديدة بانتخابات موريتانيا|




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: سنواصل الحرب حتى تعجز حماس عن إعادة