الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطة ترامب ليست الطريق لدفع السلام الفلسطينى الإسرائيلى-معهد ميتفيم-ترجمة عبدالجواد سيد

عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)

2020 / 4 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


خطة ترامب ليست الطريق لدفع السلام الفلسطينى الإسرائيلى- معهد ميتفيم - ترجمة - عبدالجواد سيد

تعليقات بعض خبراء المعهد الإسرائيلى للسياسات الخارجية الإقليمية - ميتفيم - على خطة ترامب للسلام (المعروفة بإسم صفقة القرن)، نشر دكتور نمرود جورن، وميراف كاهانا داجان، يناير 2020 - ترجمة عبدالجواد سيد
مقدمة - فى أعقاب نشر خطة ترامب، رأى خبراء معهد ميتفيم أنها ليست الطريق لدفع السلام الفلسطينى الإسرائيلى، هذه الورقة تشتمل على بعض التعليقات المبدأية التى صدرت عن، ناداف تامير، الذى رأى أن إسرائيل تحتاج لخطة سلام حقيقية، ودكتور نمرود جورن، الذى طالب المجتمع الدولى بأن يقول لا لخطة ترامب، والدكتور ليور ليهرز، الذى أوضح أنه وفيما يتعلق بمشكلة القدس، فقد حطم ترامب الوضع القائم والتفاهمات السابقة، ويوناثان توفال، الذى رأى أن ترامب قد بالغ فى ممارسات سابقيه الديبلوماسية فى عدم إشراك الفلسطينيين ، والبروفيسور إيلى بوديه ، الذى أكد أن خطة ترامب ليست حتى فرصة للسلام، و عضوة الكنيست السابقة كسينيا سيفيتلوفا، التى حذرت من أن خطة ترامب قد تهدد علاقات إسرائيل الجيدة مع الدول العربية، والدكتورة مايا سيون زدكياهو، التى رأت أن الإتحاد الأوربى الملتزمً بحل الدولتين قد يجد نفسه مرتبكاً فى الإستجابة لخطة ترامب، وميراف كاهانا داجان، التى رأت أن خطة ترامب فرصة لإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الإهتمام ، والسفير المتقاعد باروخ بينا، الذى طالب القادة الإسرائيليون للبحث عن المشورة الديبلوماسية، وليس فقط الأمنية، والدكتور روى كيبرك، الذى رأى أن على الإسرائيليين أن يقررورا نوع الوطن الذى يريدون أن يعيشوا فيه. وفيما يلى سنعرض لهذه التعليقات ببعض التفصيل !!!
1-إسرائيل تحتاج خطة سلام حقيقية - الديبلوماسى السابق ناداف تامير، عضو مجلس إدارة معهد ميتفيم.
تتعارض خطة ترامب مع مصالح إسرائيل، حيث تبتعد عن حل الدولتين، كما أنها قد نُشرت فى توقيت سياسى مزدحم بالمشاكل، ومن ثم فمن المحتمل أن تجلب مزيداً من الضرر، أكثر مما تجلب من فوائد. إن حل الدولتين هو مصلحة إسرائيلية وجودية، وهو مطلوب للحفاظ على الحلم الصهيونى بأن تكون إسرائيل دولة للشعب اليهودى من جهة ، وديموقراطية ذات حقوق متساوية لكل مواطنيها من جهة أخرى. إن حل الدولتين لايمكن الوصول إليه مع تجاهل الحقوق الفلسطينية ، وبدون مشاركة الفلسطينين فى عملية السلام. وقد كان من الضرورى أن تبلغ القيادة الإسرائيلية هذه الرسالة إالى الرئيس الأمريكى، حيث رفض الفلسطينيون جميعا خطة ترامب، مما يسد أى أفق لتقدم عملية السلام. ومع ذلك ، فلابد من الإستفادة من بعض عناصر الخطة، التى يمكن أن تدفع السلام فى المستقبل، مثل حقيقة أن دولة فلسطينية سوف تؤسس، حتى ضمن رؤية ترامب، وأن مثل هذه الدولة سوف يكون لها عاصمة وسفارة أمريكية فى شرق القدس. إن قدرة إسرائيل الحالية على دفع السلام هى أفضل من الماضى، فإسرائيل اليوم لديها شركاء سلام فلسطينين، أفضل مما كان لديها فى أوسلو وكامب ديفيد. كما أن السياق الإقليمى أيضاً أصبح أفضل. إن خطة ترامب التى قد تؤدى إلى ضم الأراضى الفلسطينية، لن تبعد بالسلام فقط، ولكنها أيضاً سوف تخاطر بالإستقرار الإقليمى، وبالعلاقات الإسرائيلية مع الأردن، وبالتعاون الأمنى الفعال بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. إن على رئيس الوزراء الإسرائيلى القادم أن يدفع بالإعلان عن خطة سلام حقيقية، تتوافق مع المجتمع الدولى ، وليس مع بعض خطوات أمريكية ترفضها معظم الدول ، وكذلك معظم مؤيدى الحزب الديموقراطى فى أمريكا.
2- يجب على المجتمع الدولى أن يقول لا لخطة ترامب للسلام ، دكتور نمرود جورن، رئيس معهد ميتفيم.
منذ أن صاغ ترامب للمرة الأولى إصطلاح صفقة القرن سنة 2017 ، أخلى المجتمع الدولى الساحة ، حتى عندما أصبح واضحاً أن تحركات رئيس الولايات المتحدة ، تعرقل حل الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، حيث فشل الفاعلون الدوليون فى تبنى أى مبادرة ذات مغزى من جانبهم، فقد أبدى الديبلوماسيون والسياسيون من جميع أنحاء العالم ، عدم إهتمامهم ، وبحجج مختلفة، بما فى ذلك هؤلاء الذين عبروا عن إلتزامهم بالسلام فى الماضى ، فمنهم من قال أنه لابديل عن القيادة الأمريكية لعملية السلام، ومنهم من قال أننا سنحاول التأثير فى محتويات خطة ترامب من خلف المشهد، ومن قال، أننا لن نحكم على الخطة قبل أن يعلن عنها، أو بأننا وبمجرد أن يكشف عنها ، سوف نرى نصف الكأس ونحاول ملء النصف الباقى، كما جادلوا، بأنه ليس هناك داع لإثارة نزاع مع ترامب حول المشكلة الفلسطينية الإسرائيلية، حيث أن ذلك غير منطقى ، أو ربما لإن الخطة قد لاتنشر أصلاً. وهكذا وصلنا إلى تلك النقطة التى إجتمع فيها حوالى أربعين رئيس دولة فى المنتدى العالمى للهولوكوست فى إسرائيل ، متجاهلين الخطاب الإسرائيلى التصعيدى ، حول ضم أجزاء من الضفة الغربية، الذى حدث فى نفس وقت إجتماعهم. ومع ذلك فإن الكشف عن خطة ترامب لابد أن يحدث تغييراً ، فلم يعد فى إستطاعة رعاة السلام الدوليون الإختفاء خلف سحب الدخان التى أثارتها الخطة قبل الإعلان عنها ، حيث أصبح لزاماً عليهم التعبيرعن مواقفهم إزاء الخطة الأحادية، وتقديم أطر بديلة يمكن أن تدفع بعملية السلام الفلسطينى الإسرائيلى فعلاً، فيجب أن تتعاون الدول والجهات الملتزمة بالسلام والمستعدة للإستثمار فى دفعه، كما يجب عليها الإنضمام إالى هؤلاء الرافضين للخضوع لإملاءات ترامب فى إسرائيل والسلطة الفلسطينية. إن الرئيس القادم للولايات المتحدة، والذى يحتمل أن يكون رئيساً جديداً غير ترامب ، سوف يؤدى اليمين فى خلال سنة من اليوم، وحتى ذلك التاريخ ، فإنه لزاماً علينا أن نضمن أن أفكار الضم المتضمنة فى خطة ترامب، لن تحدث( نظر المقال فى الجيروساليم بوست ).

3-ترامب يحطم الأمر الواقع والتفاهمات السابقة-دكتور ليور ليهرز- مدير برنامج صناعة السلام الإسرائيلى الفلسطينى بمعهد ميتفيم.

فيما يخص القدس ، فقد أنكرت خطة ترامب التفاهمات السابقة بين الإسرائيليين والفلسطينين، وحطمت أطر كلينتون، كنموذج للحل. وتبعاً للخطة، فإن معظم الجوار الفلسطينى فى شرق القدس، سوف يقع تحت السيادة الإسرائيلية، وكذلك كل أجزاء المدينة القديمة، وسوف يقرر الفلسطينيون من سكان هذه المناطق، إذا ماكانوا يرغبون فى أن يكونوا مواطنين إسرائيليين أو فلسطينين، أو يحافظون على وضعهم كمقيمين فى إسرائيل. وفى نفس الوقت، فإن الخطة تقترح تحويل جدار الفصل، من حاجز أمنى مؤقت، كما كان مقرراً له عند إنشائه، إلى حاجز دائم بين إسرائيل والدولة الفلسطينية. ويترتب على ذلك أن مناطق القدس التى ستظل خلف الجدار ، وتلك التى ستصبح مناطق لا تتبع لأحد، سواء لإسرائيل أو للإدارة الفلسطينية، ستكون هى المناطق التى ستؤسس فيها العاصمة الفلسطينية. وكذلك الحال بالنسبة لأبوديس، التى تقع خلف الحدود البلدية، والتى تقول الخطة بأنه سيسمح للفلسطينين بأن يسمونها القدس. إن هذا الإقتراح يرتبط بإقتراحات سابقة لتأسيس عاصمة فى أبوديس. ولايمكن إعتباره توضيحاً لتقرير ترامب بأن القدس لن تقسم، فالواقع أن إقتراحه سوف يقسم المدينة ، ولكن ليس بين الشرق والغرب، وإنما داخل القدس الشرقية فقط . وعلى عكس تقرير ترامب فى الماضى، بأن حدود السيادة بين إسرائيل والفلسطينين فى القدس، سوف تقررها الأطراف المعنية، فإن خطته تقرر الحدود فى الواقع. إن الخطة تناقض نفسها فيما يخص الأماكن المقدسة، بقولها أن كل الناس من كل العقائد سوف يمكنهم الصلاة فى المسجد الأقصى، بدلاً من القول أنه سوف يتم الحفاظ على الأمر الواقع، إن الأمر الواقع الذى صادق عليه نتنياهو سنة 2015، يقول بأن اليهود لايستطيعون الصلاة فى المسجد الأقصى، ومن ثم فإن إقتراح ترامب بهذا الخصوص يمكن أن يكون مأساوياً تفجيرياً (للمشاعر الدينية)، ولذلك فربما لهذا السبب ، لم يشر إليه ترامب ونتنياهو فى خطابهما.

4-ترامب يبالغ فى خطأ ممارسات سابقيه الديبلوماسية بعدم إشراك الفلسطينين- يوناثان توفال، محلل السياسات الخارجية، بمعهد متفيم.
إن أسوء شئ بشأن خطة ترامب، ليس هى الأطر، التى تقدمها لتسوية مستقبلية، ورغم أن هذه الأطر هى غير قابلة للتحقق فى كل الأحوال، ولكن تجاهلها التام للمواقف الفلسطينية، تفرغ تماماً المبادئ الأساسية للديبلوماسية، بمعنى أن أى تسوية دائمة، يمكن فقط الوصول إليها من خلال إتفاقية يتم التوصل اليها بالمفاوضات بين الأطراف المعنية. ومع ذلك، فإن سلوك ترامب الديبلوماسى، ليس بدون سابقة، بالمقاربة مع المجهودات الأمريكية السابقة، لصياغة إتفاقية تسوية إسرائيلية فلسطينية نهائية. الواقع أن خطة ترامب تتشابه ببساطة مع مجهودات الوساطة لسابقيه المباشرين على مدى العشرين عاماً الماضية ، بيل كلينتون، جورج دبليو بوش، وباراك أوباما، لكن بشكل متطرف، فقد عانت مجهودات الوساطة الى قام بها الرئيس كلينون، وخاصة أثناء قمة كامب ديفيد التى دعى للإجتماع إليها فى يوليو سنة 2000، من الإعتقاد الخاطئ بأنه إذا ماأستطاع إنتزاع تنازلات هامة من إسرائيل، فإن الفلسطينين سوف يوافقون على التسوية. ولقد كان مدخل الرئيس بوش متشابهاً إلى حد كبير، فقد تفاوض بوش مع رئيس الوزراء الإسرائيلى آريل شارون على المبادئ التى سوف تحدد رؤية إدارته لإتفاقية تسوية نهائية بين إسرائيل والفلسطينين، والتى تمت صياغتها رسميا فى الخطابات المتبادلة المعلن عنها بين الزعيمين سنة 2002، وبنفس الشكل ففى سنة 2005 أيد بوش الإنسحاب الإسرائيلى الأحادى من قطاع غزة، متجاهلاً المطالب الفلسطينية بلعب دور الشريك. وفى عهد أوباما، كرس وزير الخارجية جون كيرى معظم وقته وطاقته خلال التسعة أشهر من مجهودات الوساطة سنة 2013-2014 لإختبار بعض الأفكار مع إسرائيل، بدون التعرف على إمكانية قبولها لدى الفلسطينيين. ومرة أخرى ، كان الإفتراض الخاطئ، هو أن الفلسطينيين سوف يكافئون الولايات المتحدة على أى تنازلات إسرائيلية واضحة، بالموافقة على تلك المبادئ ، التى حتى لم يستشيروا فيها.

5-خطة ترامب ليست حتى فرصة للسلام- بروفيسور إيلى بوديه، عضو مجلس إدارة معهد ميتفيم.
إن خطة ترامب محكوم عليها بالفشل ، أولاً ، لإن الولايات المتحدة تفاوضت مع إسرائيل ، وبعض الدول العربية فقط ، بينما تجاهلت السلطة الفلسطينية، وثانياً لإن الخطة تبنت مواقف اليمين الإسرائيلى والمستوطين من جانب واحد. إن الإعلان عن الخطة لن يخدم المصالح الإسرائيلية، حيث من المرجح أن يضعف المعتدلين الفلسطينين، الذين يؤمنون بحل النزاع، وبحل الموقف ، سوف يزداد إحتمال التصعيد مع حماس فى غزة، و قيام المظاهرات الضخمة فى الضفة الغربية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن مصر والأردن، الموقعين على معاهدة سلام مع إسرائيل، ربما تواجهان ضغطاً داخلياً، فإذا ماأرادت إسرائيل أن تنفذ بعض من خطة ترامب ، وتتحرك لضم بعض الأراضى، فإن مصر والأردن ، قد تستدعيان سفيريهما من إسرائيل ، وتبطئء من العلاقات الثنائية، إن مثل تلك الخطوات قد حدثت فى الماضى فعلاً ، ويمكن أن تحدث بسهولة مرة أخرى. وأخيرا فان، التطبيع البطئ بين إسرائيل ودول الخليج من المحتمل أن يتراجع، إن ردود الفعل الغاضبة فى العالم العربى تضامناً مع الشعب الفلسطينى، قد تقود دول الخليج إلى التقليل من مظاهر علاقتها مع إسرائيل أكثر فأكثر. إن الإعلان عن خطة ترامب ليس حتى فرصة لدفع السلام. إنه مناورة سياسية تهدف إلى المساعدة فى إعادة إنتخاب نتنياهو ليس أكثر.( أنظر المقال فى صحيفة هاأرتز ).

6- خطة ترامب قد تفسد علاقات إسرائيل الجيدة مع البلاد العربية - كيسنيا سيفلتوفا - عضوة الكنيست السابقة - ومديرة برنامج علاقات إسرائيل الشرق أوسطية بمعهد ميتفيم.

إن خطة ترامب قد لا تضر بالإستقرار فى إسرائيل فقط، وفى مناطق السلطة الفلسطينية، ولكنها قد تؤثر أيضاً فى الدول العربية، وتفسد التقدم الذى أحرزته العلاقات الإسرائيلية معها. ويحتمل أن تكون الأردن هى البلد الأكثر عرضة للضرر، حيث عانت علاقاتها مع إسرائيل من كثير من الأزمات الكبرى خلال السنوات القليلة الماضية. إن أى تنفيذ سريع لصفقة القرن، والتى يرفضها الفلسطينيون تماماً، هو أمر خطير بالنسبة للمملكة الهاشمية وقيادتها، حيث أنه من المحتمل أن تقوى خطة ترامب من مطالب المتشددين، وتضعف المعتدلين. وإذا ماأدت الخطة إلى التصعيد فى الضفة الغربية، وخاصة فى القدس، فإن خطوات التطبيع بين إسرائيل ودول الخليج سوف تتعثر وربما تتجمد تماماً. إن القضية الفلسطينية لاتقع اليوم على قمة سياسات العالم العربى، ولكن مثل تلك التطورات الدراماتيكية مع التهديد بضم الأراضى الفلسطينية، يمكن أن تعيدها بسرعة إلى قمة الإهتمام. وفى هذه الحالة، فسوف يكون على القادة العرب التجاوب مع الرأى العام المحلى وردود أفعاله.

7-الإتحاد الأوربى الملتزم بحل الدولتين، قد يجد نفسه مرتبكأً فى التجاوب مع خطة ترامب- الدكتورة مايا سيون زدكياهو- مدير برنامج العلاقات الأوربية الإسرائيلية فى معهد ميتفيم.

فى أعقاب نشر خطة ترامب، أقر الإتحاد الأوربى بإمكانية أن تعيد الخطة، إطلاق عملية السلام الإسرائيلى الفلسطينى، ولكنه أوضح بجلاء أن السلام يجب أن يأخذ فى إعتباره التطلعات المشروعة لكلا الطرفين، وإحترام كل القرارات الدولية المتعلقة بذلك، والأطر الدولية المتفق عليها، وقد عبرت كثيراً من العواصم الأوربية عن تشاؤمها فى إمكانية نجاح الخطة. فمنذ السبعينات، أيدت الدول الأوربية حل الدولتين، لشعبين، بناءً على حدود 1967م، وعلى إتفاق الطرفين. إن خطة ترامب تقصى الفلسطينين عن هذا المضمون، بشكل كبير، وربما تخلق معايير جديدة لحل الصراعات الإقليمية، غير مقبولة للإتحاد الأوربى، وفى نفس الوقت، فليس من الواضح، إذا ماكان الإتحاد الأوربى ودوله الأعضاء، سوف يتنبى موقفاً موحداً من الخطة، حيث كان 37 من رؤساء ووزراء خارجية الدول السابقين، من أوائل من دعوا الإتحاد الأوربى لعدم تأييد الخطة، كما عبروا عن خيبة أملهم من أن الولايات المتحدة قد حادت عن المبادئ التى أرست خطط السلام السابقة. وقد إنضم وزير خارجية إيرلندا إلى هؤلاء. ولايبدو أن الرئيس الأمريكى يعطى الإتحاد الأوربى دوراً سياسياً فى خطته، وبدلاً من ذلك، وكالعادة، فقد قلص دوره إلى مجرد دور الدافع ، الدور الذى يزعج الأوربيين . وقد أعلن جوزيف بورل، وزير خارجية الإتحاد الأوربى الجديد، عن تطلعه فى أن يتحول الإتحاد الأوربى من لاعب إعتبارى، إلى لاعب جيوسياسى، وذلك فى عالم أصبحت القوة فيه مرة أخرى، هى معيار النفوذ، وحيث وجدت القيم الأوربية الليبرالية نفسها، فى عزلة متزايدة. إن الأوربيين ليسوا سعداء ، كما هو ترامب سعيد، بالتدخل فى إسرائيل أثناء الحملة الإنتخابية، وربما يكون هذا أحد أسباب الحرص الزائد فى موقفهم، وفى أن رد فعلهم الأول ، كان هو دراسة الخطة أولاً. أما وزير الخارجية البريطانى، دومينيك راب، والذى على وشك أن تغادر بلاده الإتحاد الأوربى فى 31 يناير، فقد أصدر بياناً أكثر إيجابية، داعياً كلا الطرفين، إلى إعطاء الخطة، فرصة حقيقية منصفة.

8-الخطة فرصة لإعادة المشكلة الفلسطينية إلى صدارة الإهتمام مرة أخرى- ميراف كاهانا داجان - نائبة رئيس معهد ميتفيم.
مرت ثلاث سنوات، منذ أن أُلقى تعبير صفقة القرن الفارغ فى الهواء، ثلاث سنوات إبتعد فيها المجتمع الدولى عن الصراع الإسرائيلى الفلسطينى ودخل فى فترة إنتظار.ثلاث سنوات واصلت فيها منظمات المجتمع المدنى المحبة للسلام، محاولة الحفاظ على فكرة حل الدولتين، بينما بدأت أيضاَ، على هامش هذه الفكرة، التفكير فى حلول أخرى. ثلاث سنوات كان فيها أسباب كثيرة لمعارضة هذه الخطة. ومع ذلك ، وبرغم أن الخطة ليست هى تلك الخطة التى يمكن أن تدفع بالسلام بالفعل، فقد حدثت ثلاثة أمور إيجابية فى أعقاب نشرها ، فأولاً، فقد عادت المشكلة الفلسطينية وعملية السلام إلى دائرة البحث مرة أخرى، فمنذ التسعينيات وبدايات الألفية الثالثة، إختفت كلمة السلام من الحملات السياسية والخطاب العام. إن الخطة سوف تعيد المشكلة الفلسطينية وربما حتى كلمة السلام إلى الخطاب مرة أخرى. وثانياً، فسوف يكون هناك الآن إحتياج لمناقشة المسائل المعقدة ، والتى كان يمكن تجاهلها بسهولة، أو تجنبها فى السنوات الأخيرة. لقد عملت منظمات المجتمع المدنى الإسرائيلى على مدى سنوات مع الشركاء الفلسطينين ، لإيجاد حلول للمسائل الأساسية للصراع، وعلى عكس مايقترح ترامب ، فإن توصياتهم وقنوات حوارهم ، يمكن إستخدامها، من أجل إيجاد طرق جديدة وحقيقية لدفع السلام. وثالثاً، فسوف يصبح من الواضح الآن، أن المشكلة الفلسطينية لم تختفى، وأنها لن تحل من تلقاء نفسها، ولا بدون مشاركة الفلسطينين. إن هناك تفهم متزايد فى إسرائيل بأن الأزمة مع الفلسطينيين، سوف تضر بالعلاقات الإقليمية، التى تسعى إليها إسرائيل.

9-يجب على القادة الإسرائيليين البحث عن النصيحة الديبلوماسية، وليس فقط النصيحة الأمنية- السفير المتقاعد - باروك بينا- المستشار السياسى فى معهد ميتفيم.

حسناً فعل بينى جانتس، زعيم حزب أبيض وأزرق، بدعوته الجنرال المتقاعد، أمير إيشل، للإنضمام إليه فى زيارته إلى واشنطن، للقاء الرئيس ترامب. فقبل كل شئ ، فإن خطة ترامب تشمل تفاصيل دقيقة ذو أهمية عسكرية، لكنها أيضاً تحتوى على كثير من الأمور الديبلوماسية، والتى تتطلب نوعاً إضافياً من الإستشارة . إن الولايات المتحدة هى أهم حليف لإسرائيل، فهى تقف بجانبها فى الصراع، وأيضاً فى صنع السلام، وهى مصدر التفوق النوعى الإسرائيلى، وقدرتها على مواجهة المخاطر، فخلف المضمون الإستخباراتى والتعاون العسكرى، ومشتريات السلاح، والبحث العلمى والتطور، فهناك المظلة الديبلوماسية، التى توفرها الولايات المتحدة لإسرائيل فى المنظمات الدولية. إن التأييد الأمريكى لإسرائيل هوإنعكاس لعمليات سياسية معقدة، سواء على المستوى الفيدرالى أو مستوى الولايات، فهو يعكس مواقف الحزبين الجمهورى والديموقراطى فى مجلسى الشيوخ والنواب، وفى الإدارةالأمريكية، والرأى العام فى الولايات الخمسين، والتى قد يصبح بعض حكامها مرشحين رئاسيين، وأيضا فى مجالس الدولة. وهو أيضاً يعكس التدخل المناصر لإسرائيل، من قبل جالية يهودية ذات نفوذ. إن خطة ترامب قد تعبر عن العلاقة الخاصة بين إسرائيل والولايات المتحدة، وعن حقيقة أن الخطوات المستقبلية نحو السلام سوف تتطلب تدخلاً أمريكياً. إن هذه الخطوات، ومثل أى خطوة كبرى، محكومة بأن تتأثر بالتطورات السياسية فى الولايات المتحدة، ومن ثم ، فإن بينى غانتس، وأى قائد إسرائيلى، سوف يحتاج للمساعدة الهامة للديبلوماسيين الإسرائيليين، من ذوى الخبرة الكبيرة والعلاقات الجيدة، والذين خدموا فى الولايات المتحدة، ويعرفون تضاريسها السياسية، وليس فقط للمستشارين العسكريين.

10-يجب على الإسرائيلين أن يقرروا الآن ، نوع الدولة التى يريدون أن يعيشوا فيها-دكتور روى كيبرك، مدير الأبحاث فى معهد ميتيفيم.

إن الخلاف العام فى إسرائيل، من اليسار إلى اليمين، يركز على كيف إختارت الإدارة الأمريكية، تبنى الموقف الإسرائيلى ، وقطع العلاقة مع القيادة الفلسطينية ، والإضرار بمكانتها، بتقديم خطة منحازة لإسرائيل بشكل غير مسبوق. إن ذلك يتماشى مع رغبات المستوطنيين، تلك الرغبات التى لايشاركهم فيها معظم الإسرائيليين. والواقع أن معظم الإسرائيليين لن يستفيدوا أى شئ من معاناة القيادة الفلسطينية لخسائر ديبلوماسية، فعلى مدى عقود، عارض الإسرائيليون سياسات الضم وخيار الدولة الواحدة ذات القوميتين، سواء كانت ديموقراطية، أو قائمة على الفصل العنصرى، فبدلاً من المزيد من الأراضى فى السامرة ويهودا، فإن إسرائيل فى حاجة لإن تبنى علاقات سلام مع جيرانها، وخاصة الفلسطينين، الذين يجب أن يعيشوا فى دولة مستقلة، جنب إلى جنب مع إسرائيل. إن الخطة الجيدة لإسرائيل هى تلك التى تدفع بمثل تلك الرؤية، وليست تلك التى تشجع أحلام دعاة الضم المتشددين. إنه من الواجب على الإسرائيليين، وعلى مشارف الإنتخابات القادمة، أن يطالبوا الأحزاب بتوضيح موقفها من كيفية تحقيق السلام، وعلى الولايات المتحدة أن تساهم ببساطة فى صنع السلام بدلاً من أن تجعل الإسرائيليين يهربون من خلافهم الداخلى، بخصوص نوع الدولة التى يريدون أن يعيشوا فيها!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير من الحرس الثوري الإيراني في حال هاجمت اسرائيل مراكزها


.. الاعتراف بفلسطين كدولة... ما المزايا، وهل سيرى النور؟




.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟


.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟




.. طهران تواصل حملتها الدعائية والتحريضية ضد عمّان..هل بات الأر