الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسي الكردي وضرورة المراجعة الصادقة..!

إبراهيم اليوسف

2020 / 4 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


السياسي الكردي
وضرورة المراجعة الصادقة..!

مقال د. محمد رشيد في ولاتي مه أنموذجاً

إبراهيم اليوسف

قرأت باهتمام المقال الذي كتبه الأكاديمي الكردي د. محمد رشيد في موقع" ولاتي مه" بعنوان" التحالف مع عبد الحليم خدام وتشكيل جبهة الخلاص الوطني"، حيث أعاد فيه تقويم علاقته بجبهة الخلاص التي انضم إليها الراحل عبدالحليم خدام رئيس الجمهورية"المؤقت" إلى حين- أو نائب رئيس الجمهورية- رحمه الله، أو كان نواتها، لاأدري؟ كاتباً بمسؤولية رأيه في شخص الراحل الذي كتبت بمناسبة الهجوم عليه، من قبل أزلام النظام، وأنا في الوطن، ضد آلة النظام الدكتاتوري- وتعرضت بسبب ذلك للتحقيق، إذ قلت في أحد مقالاتي فيه: إن من يشتمونه في مجلس الشعب ومنهم ممثلو الجبهة الوطنية التقدمية" بأن هؤلاء مجرد ببغاوات وسيمدحونه غداً إن طلب منهم العكس، وأن رأس النظام نفسه فاسد، وهوكلام ما كان يتجرأ كثيرون في الخارج قوله.
المهم في ماقاله د.محمد، وهولم يكن إلا ممثل حزبه" الاتحاد الشعبي"، ذي الحضور اللافت، في مرحلتي الثمانينيات والتسعينيات، كما بين في مقاله/ منشوره- وأنا لست بصدد تقويمه أي الحزب- لكنه كان جريئاً، من جهة استفزاز النظام الدكتاتوري، والاشتراك في المطالبة بالإطاحة به، ولست بصدد تبعات ذلك، فهو متروك للمعنيين من داخل التجربة: قيادة ومثقفين، بل هو أمرخارج نطاق هذه الوقفة، ولعل أكثرمالفت نظري في هذا المقال/ المنشور قول د. محمد مامعناه أن ضغط الشارع. عتاب الأصدقاء، من حوله كان وراء وضعه الحد لموقفه من المرحوم خدام الذي ظل-على الصعيد الشخصي –يتصل به، وإن كان لي رأي مدون، بعد سفري للخارج من اللقاء به، أو برفعت الأسد، ومن قبل أحد عرابي الأخيرممن تحولوا، للاستفادة من الثورة السورية، من خلال لعب دور تهريجي!
لم أكتب يوماً عن جبهة الخلاص، ولم أكن من معاتبي د. محمد، في لقاءاتنا القليلة في عدد من المؤتمرات، إلا أنني كنت أنتظر منه إبداء رأيه في تلك المرحلة، ولاأخفي أن الحراك المعارض الذي تم!َ في الخارج كان جد مهم، بغض النظر، عن تقويم التحالفات، فهي-أي التحالفات- أمرخاص بمن انخرطوا فيها، ولديهم مايقولونه بشأنها، لاسيما إنه بعد الثورة السورية صارت لدى جميعنا أمثلة يمكن الاحتكام إليها، في ما يتعلق بالحكم على هكذا تحالفات. كل من خلال تجربته، واستنتاجاته.

حقيقة ، وكما أكد د. محمد لقد تقبل كثيرون شخصيات من صلب النظام السوري، قفزت إلى مركبة الثورة، وكانت جد مسيئة للسوريين، و للكرد، ولعل الأخوان المسلمين هم من فتحوا لهم المجال في- المجلس الوطني السوري- الذي كنت ود. محمد رشيد من أعضائه وتركته في أكتوبر2012، وكتبت عن حيثيات ذلك في كتاب لي لايزال مخطوطاً، إذ تم تفريغ المجلس من محتواه بسبب تواطؤات كثيرة: محورها الأخوان/ تركيا- إعلان دمشق، وكان ثمة شرط- كمايبدو- بعدم ضم بعض الأسماء ومنها المرحوم خدام، لأسباب معروفة، بالرغم من أن هناك من لما يزل يسيل لعابه على المجلس المذكور، ويثأر، لأجله، إلا أنه أفرغ من محتواه، ولم يعد ذلك الإعلان الكبيرالذي استقطب شخصيات شجاعة، وأخرى مقامرة، نهازة، لايمكن إدراجها تحت حكم واحد، إلا من قبل من يكون مريضاً، متهوراً، ينطلق من روح عدوانية.
وإذا كانت مراجعة د. محمد، وهو الأكاديمي، بخصوص شخص عبدالحليم خدام قد نالت إعجابي، بما لها وعليها، لأنه كتب بصراحة كبرى، فلكم أود لوأن سياسيينا،عامة- وكل من موقعه وحزبه- يكتبون بالصراحة نفسها، من أجل فتح- الصندوق الأسود- لقضايا كثيرة تمت، على امتداد عقود، على أمل أن يتم نقد الذات، وقول كل شيء، بمنتهى الصراحة، لا أن الكتابة- التبريرية- وشيطنة الآخر، وتخوينه، لاسيما إن ذلك يفتح الباب على مثل هذا الأنموذج الذي يقاسم الآخر، في مثل عيوبه، بل فضائحه، التي يسجلها"هو" عليه.


ثمة أمر معياري لدي، وهو أنني تابعت أكثرمن لقاء مع الراحل خدام، ويهمني-كمتابع- أن أعرف موقفه النهائي المعلن من القضية الكردية في سوريا، وهومهم بالنسبة للقارئين: السوري والكردي في آن واحد، وإن كان ماقام به عبدالحليم خدام في الخارج، من تحريك للأجواء يسجل له، لطالما بات يسجل لكل الذين ظهروا كالفطر، بعيد الثورة السورية- على أنهم" تطهروا" في فضائها، وأشار أ. صلاح بدر الدين، في مقال له " بعنوان" إشكاليات" المعارضين السوريين الوافدين...عبدالحليم خدام مثالاً"، نشره موقع" ولاتي مه" نفسه إلى بعض هؤلاء النماذج، المهرجة، المنافقة، وإن كان لايمكننا التعميم، فلربما من كان يعيش في داخله حالة تمزق، وانفصام، إلا أنه لم يستطع فتح فيه قبل ثورة السوريين، إذ إن الموضوع يتطلب دراسات متأنية، في هذا المجال، إلا أن انتماء هؤلاء إلى جسد المعارضة، شوهها، وكان وراء ولادات أقزام، بائسين، سرقوا أخضر الثورة ويابسها، من أجل خلاصهم الفردي، ونحن أحوج إلى فضح هؤلاء اللصوص، وإن كانت لدينا أسماء أبعاضهم ممن يقدمون أنفسهم كأطهار!
أجل، نحن بحاجة إلى مراجعات سياسية صادقة، لاسيما من قبل هؤلاء الذين لايكتبون تحت وطأة ثقافة تخوين المختلف، الوبائية، ووفق بارومتر الولاء والمزاج والمصالح، والاستزلام، لأن ستين سنة ونيف من عمرالحركة الكردية في كردستان سوريا، بحاجة إلى مكتبة من الدراسات، والبحوث، تلتقي في إنجازها جهود: السياسي والأكاديمي والمتابع، في آن واحد، ولقد لمست لدى بعض أكاديميينا، وسياسيينا، ذلك، والأمريحتاج إلى مزيد من الحفر، والعمل، والتعاون، وسأحاول الكتابة-لاحقاً- عن بعض ذلك.
تحية لأخي العزيز د. محمد رشيد وبانتظار جميعنا كي يكتب مالديه
إنها دعوة لجميعنا..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع