الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى روح ايقونة الحرية

محمد عكو

2020 / 4 / 3
مواضيع وابحاث سياسية




القيادة الصالحة هبة ربانية و طفرة تاريخية لا تظهر في كل الازمان، منذ القدم كان الإنسان يملك نزعة القيادة ضمن حدود قوته و فهمه لمجريات الأحداث التي تعطف به ، تارة يسيطر عليه نزعة الأنا و حب السلطة من منظور القوة البدنية و تارة حب و نزعة رجحان كفة العقل و الرحمة لإظهار هذه الصفة من خلال أفعاله و أعماله تجاه رعيته .

و ليس كل من لديه مقومات القيادة الصالحة يستطيع عبور بوابة التاريخ و إثبات ذاته في مرحلة من مراحل التطور التاريخي حيال المفهوم الحقيقي للقيادة .

و نحن الكورد في تاريخنا هناك رموز أصبحت خالدة و خطاهم اصبحت منابر التفوق الحقيقي لمفهوم القيادة الصالحة و منهم الشهيد قاضي محمد.

قاضي محمد كان هبة و نعمة ربانية ، خدم بكل إخلاص و قناعة في سبيل تحقيق حلمنا القومي ، في بناء كيان قومي كوردي من الطراز الحديث بقي صامدا حتى الرمق الاخير من حياته .

كان سليل أسرة وطنية يشهد لها التاريخ بصدقها و امانتها، رضع من منهل الدين والعلم والمعرفة، سخر جل طاقاته في سبيل خدمة شعبه .

و حسب المفهوم الحديث لمصطلح القيادة الصالحة السياسية تمتع بكل الخصال الحميدة ناكرا ذاته و سطوة الأنا، جعل ذاته فداء و قربانا و شعلة في سبيل و خدمة قضية شعبه .

خلال فترة الحرب العالمية الثانية كانت حكومة ايران لها غموض من الموقف الحقيقي حيال أحداث الحرب و مخططات الدول المشاركة في هذا الحرب ، و التغلغل السوفيتي في أطراف إيران و من ضمنها المدن الكوردية في كوردستان إيران ساهمت في كسب الظرف التاريخي ضمن المرحلة السياسية المتوفرة حينذاك في بلورة و تصقيل الفكر القومي الكوردي حسب المفاهيم العصرية و السياسية إلى جانب حنكة و محبة شخصية الشهيد لدى عموم أطياف المجتمع الكوردي في مدينة مهاباد مهد الطريق إلى إعلان اول دولة كوردية في المفهوم العصري . في 1946.1.22.

كانت هناك عوامل داخلية ومنها مشاركة الشهيد في كافة فعاليات الحراك السياسي الكوردي الحديث الولادة و المامه بثقافة واسعة من النواحي السياسية و الدينية و الفلسفية و تمرده على المفهوم التقليدي في تركيبة المجتمع الشرقي و محاربته التقاليد البالية و السعي إلى زرع مفهوم قومي كوردي بحت لدى عموم مجتمعه كارها و متمردا على سطوة العشيرة و تشجيعه إلى العلم و التعلم لكل الأجناس و منها المرأة. الى جانب وجود عوامل خارجية دولية ساهمت في بلورة و صقل شخصيته القومية ، إلى جانب روح القيادة الصالحة لديه خدمة و فداء الوطن، سطع نجم الشهيد عاليا في عموم جغرافية كوردستان ليصبح قدوة و منارة استقطاب لعموم الأمة الكوردية، حيث استطاع ضمن العمر القصير لجمهورية كوردستان ان يؤسس النواة الحديثة للدولة الكوردية الحديثة، خلال فترة حكمه شرع إلى تشجيع العلم و فتح باب الصحافة و حرية المرأة و تشكيل نواة الجيش الحديث و كان يحلم ان تكون هذه التجربة الفتية اللبنة الأولى في بناء جمهورية كوردستان الكبرى..

و لكن لا أعرف هل من سوء حظنا التاريخي بأننا أصحاب أرض خيرة غنية بالسلاح القاتل لأمتنا وهي النفط و الغاز .

سرعان ما تم التلاعب بمصير شعبنا الكوردي و تغيير اتجاه بوصلة السياسية إلى صالح بوصلة الإقتصادية من قبل إيران و الاتحاد السوفيتي و أمريكا و بريطانيا، حيث تم إجهاض اول تجربة كوردية حديثة طمعا بالذهب الأسود...

و في ساحة جارجرا تم دفن وإعدام تاريخ شعب عريق حيث سقطت مهاباد في 1946.12.15

كان الشهيد قاضي محمد يستطيع التفاوض على حياته و حياة أسرته و كذلك الحصول على إمتيازات لصالح شخصه و لكن الهبة الربانية رفضت كل ملذات الحياة و بقي صامدا حتى تاريخ اعتقاله شامخا رافضا الخضوع و الذل من اعداء شعبه و ضحى بروحه قربانا و فداء لعيون كوردستان وتم إعدامه في 1947.3.31 في ساحة جارجرا .

بقي الشهيد قاضي محمد منارة و مدرسة نضالية لعموم الكورد ، له تنحني الرؤوس اكراما و اجلالا على عطاياه و احياء ذكرى مهندس الدولة الكوردية الحديثة واجب علينا دوما ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بات اجتياح رفح وشيكا؟ | الأخبار


.. عائلات غزية تغادر شرق رفح بعد تلقي أوامر إسرائيلية بالإخلاء




.. إخلاء رفح بدأ.. كيف ستكون نتيجة هذا القرار على المدنيين الفل


.. عودة التصعيد.. غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي على مناطق في ج




.. القوات الإسرائيلية تقتحم عددا من المناطق في الخليل وطولكرم|