الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كمنجة غاضبة

احمد ابو ماجن
شاعر وكاتب

(Ahmed Abo Magen)

2020 / 4 / 3
الادب والفن


تغير منطق الكون
حينما رأيتك لأول مرة
كنت تبسطين السماوات بمزاج عال
وترفعين الأرض برمشك الجاحد بالحركة
وترتكزين على غرور
يحيل أفكاري العدمية إلى منطق الوجود
كنت إذا فتحت حقيبتك المتعبة
وهي تسند نفسها على خصرك الرفيع
تتطاير الأحلام من رأسي
وبعد أن تغلقيها
أشتد مثل وتر موسيقي في أحضان كمنجة غاضبة
ماكان ينقطع هذه التيه
إلا إذا تحدثت معك صديقتك
كأنها أعلان بائس يقطع فلما في أوج ذروته
حتَّى تعودي بتلك الطلاسم الموجعة
تدكين رأسي المتحجر بلغزك العسير
أرقبك بنبضي دائماً
حتَّى إذا اعترضك جرح على رصيف ما
تخيطينه بأبرة خطواتك البطيئة
وتطرزين بقية الدروب من وإلى البيت
بمشيتك التي تضاهي غنج الفراشات
باب بيتك الفخم
كان يجهد نفسه هو الآخر كل يوم
فيقطع بحافته سلك جرس المنزل
لتطرقي بيدك الناعمة وجهه الشغوف بك
أحيانا يصلب نفسه حتى لايسمع أهلك طرقة الباب
وأنت تزيدين من الطرق على وجهه
تأففين من شدة الضجر
والباب يثمل كعادته بدفء أنفاسك
يذيبه الخدر من صفعاتك المتتالية
حتَّى ينتهي بصموده المطاف
مفتوح القلب والمصراعين..
أعرفك جيداً
لست ممن يقحمون أنفسهم في بطش الجدالات
لتثبتي نظرية الجمال على رؤوس الأوغاد
ولأنك صامتة كل الوقت
كانت ملامحك تتحدث عن جمالها بلسانها الطويل
وتعلمين أيضاً بأن شبابيك غرفتك
ليست عارية
هي فقط تفضل أن تكون من دون ستائر
كي ينفذ منها إلى كل العالم
ضوء خديك..
تماماً مثل الانفجار الكوني
إلا إنك تضاهين الكون بهذا الإنجاز
كونه انفجر مرة واحدة
وأنت كل صباح تنفجرين..

________________

سيبقى هذا النص الذي كتبه من أجلك
معلقا في حانوت السقم
تتدلى من أقدامه رماح هاوية
تعاني من تهافت سخي بالنسبة المنوية
ببساطة لأنك جالسة
في الجهة المقابلة لشعوري الفضيع
شعوري الذي صب على نفسه زيت الخمر
فثمل كثيرا جدا وهو يحترق
كما في اللاحق من الأوان
احترقتُ....
واحترقتِ....
واحترق كل مكان كنا نتمنا أن تطأه أحلامنا
وهو مستلق بين قوسين من عنادك الرحيم
لكن أيضاً...
سيبقى هذا النص
معلقا مثل الكون
الكون الذي كان مسرعا في وقت ما
وانكسر بيده مقود حركته المنتظمة
ونحن بداخله إلى الآن
مهووسون بالرعب
مخبولون بالقلق
مبهورون بالحيرة
فاغرون ثغورنا بالدهشة المطلقة
نجهل نهايته اللامنطقية
لأننا ببساطة لانعرف توقيت الموت
لكننا مع كل ذلك
نرتقب النهاية الحتمية
بعدما يصطدم الكون بشيء ما...

____________________

قد لانستطيع
ترتيب المشهد
كما فعل أسلافنا من قبل
وهم يلفون بعضهم كما يلفون السجائر
ولم نلق القبض على الحمية
التي هربت من فانوسهم القهري
فكانت بعد ذلك سبباً
في إتعاب المشهد
حتَّى شد نفسه بعصبيتهم الساذجة
فصار أسلاك شائكة
مخبوءة بين نعومة تطلعاتنا العصرية
فما كان للمشهد هذا
إلا أن يكون تحفة موروثة
تساهم في نمو أوجاع الرأس

___________________

لا علاقة لي بذلك
أو لا عقيدة لي بذلك كله
مثل طرقة الباب
نفتحها فنجد صديقا يطلب أحدا منا
فيخرج من جاء لأجله
ونغلق الباب...
هكذا هو الموت
تعبير لذيذ نطلقه على العدم الآتين منه والذاهبين إليه
فكلنا شموع مشتعلة
لا أعلمُ يَقيناً لِمَ الخوف من الموت
في حين أنه مجرد نفخة..
لاعلاقة لي بذلك
ولست معتقدا
بما يدور في الضفة الأخرى من القوقعة
كل ما أعرفه
إنني منغلق على نفسي مثل ظرف عنيد
لم أطأ الأرض كما الآخرين
ولم أنثر تشرذمي بين زواياها
مثل سنبلة حمقاء
جدي كان بطيء الحركة
وهكذا أبي
فورثت منهم هذا البطء المعهود
وأنا أتنقل متثاقلا بين الحلم والباب
اعتدت على قص أجنحة أفكاري
لتنسجم مع أفكار الراكدين هنا
المسبحين بحمد السوء
الطوافين حول مركز الجهالة
التواقين لتلك السلسلة المبهمة من النصائح
بعد أن فقدت جميع عناصرها المنطقية
بحفنة استجواب
يعتري أسئلتهم المستهلكة
قد لايعرفون ماتعني أن تكون فلسفتك حزينة
ووجهك مبتسم جدا
وتلاحق طلوع الصباحات
ولاتفوت متاهات السهر
وقلبك يشتد على بعضه بالحرائق
في حين أن جميع أفعالك باردة
مثلما يحصل معي باستمرار
وأنا أراقب عن كثب
تحركات اللاشيء..
لا علاقة لي بذلك
أنا فقط أتوجس من زهوق الفجوة
التي في حقائبنا المنسية
حقائبنا التي كلما اكتمل القهر
تنضح سماوات من اللعنة
حقائبنا التي كانت تشبه حقيبة الرب
إلا أننا نملأها بالفقد والعوز والحسرات
وحقيبة الرب مليئة بالآجال
كما قال جدي لمن حضروا احتضاره
ونسوا آمالهم مرمية
فخطفتها غربان الطين

__________________

تغنين
تسكتين
تغنين
تسكتين
تغنين فتأحذك نوبة سعال حتى تسكتي من جديد
لم تسترسلي يوما في الغناء
ليس لأنك لاتجدينه بصوتك العتيق
بقدر ما أن حنجرتك مليئة بالأتربة
الأتربة ذاتها التي انتثرت عليك
من تهور أقدام عقولهم الحافية
اشربي دموعنا الدائمة
وتيممي بخلودك المتين
وغني من جديد
فأرواح قلوبنا لا تهوى إلا صوتك يابغداد

______________

لبرهة من القلق
لسنوات من المحبة
لعمر من الاجتهاد المجحف
للخوف المطلق عليهم
نجهد أنفسنا كل الوقت
ونحن بحذر شديد
نرصف لهم المشاعر والكلمات
وعلى حين غفلة منهم
يرموننا بكلمة من دون تفكير
تهدم جميع مابنيناه لهم بالتدريج.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: تكريمي من الرئيس السيسي عن


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: نفسي ألعب دور فتاة




.. كل يوم - دوري في جمال الحريم تعب أعصابي .. والمخرجة قعدتلي ع


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: بنتي اتعرض عليها ب




.. كل يوم-دينا فؤاد لخالد أبو بكر: أنا ست مصرية عندي بنت-ومش تح