الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارض منزوعة الظلال / قصة قصيرة

ابراهيم سبتي

2006 / 6 / 11
الادب والفن


المكان فرن هائل .. هجير الشمس اللافحة يدوَخ الرؤوس ..
من بعيد كان الثلاثة يحاولون الوصول الى مظلة صغيرة نابتة وسط البر الخانق .. تهالكوا في جلوسهم كموتى .. صاحب المظلة الاشيب رمقهم بنظرات الريبة .. قال لهم في صرامة :
ـ المكان لايتسع لنا جميعا !
خيمت لحظة صمت واردف محتدا :
ـ ضيق المكان ليس الا !
خالجه الشك في مقدمهم في هذا الوقت ، قال مازحا :
ـ للناس مآرب وللدهر تقلبات ..
آثر احدهم ان يرد عليه فقال متخابثا :
ـ الارض لخالقها ومانحن الا مسافرون لا نبغي شيئا منك الا هذا الفيئ والشمس لا ترحم في بر قاحل ..
لم يرد الاشيب بل اكتفى بزجرهم واخراجهم عنوة .. هرعوا في الخروج الى الفرن الهائل وهم يدوسون التراب الساخن الموجع .. واطلق طائر صغير صفيره قرب الرؤوس المتمايلة ..
كان الاول يحمل ثعبانا ضخما مخيفا يلفه على رقبته وبطنه ويمسك بطرف ذيله .. الثاني يحمل رمحا طويلا مدبب الرأس فيما كان الثالث يحمل عصا رفيعة يلوح بها لجماعته وكانه يوجه قطيعا امامه ..
تجمعوا حول جذع شجرة غريبة نابتة وسط يباب الارض ..
قال صاحب الثعبان :
ـ يريد الاشيب تدميرنا !
رد حامل الرمح :
ـ لا يمكنه ذلك ، نحن اقوى منه ، لدينا كل شئ وهو لا يمتلك شيئا !
لم يرد حامل العصا واكتفى بتحريكها كسيف في مبارزة ..
رد الاول :
ـ لنهرب قبل ان ينال منا !
اطرق حامل الرمح راسه وصمت فيما صاح صاحب العصا :
ـ الاشيب يخرج من مظلته !
ركض الثلاثة تحت اسواط الهجير اللافح الى البر المفتوح .. وقفوا عن بعد ينظرون خائفين الى الرجل الذي خرج من مظلته وانتصب واقفا يمسك بطائرة ورقية سوداء واطلقها تحت دهشة وذعر الثلاثة ، فراحت تترنح في الهواء مرتفعة الى كبد السماء وصارت نقطة صغيرة في الافق ..
تكلموا فيما بينهم فصار ان تطلق الافعى !
تلوت زاحفة على التراب ثم دارت حول نفسها وتوقفت فيما ثبت صاحب الرمح رمحه قربها وطرح الثالث عصاه ارضا ..
انتصبت الافعى واقفة على ذيلها موازية للرمح ووضعوا العصا بينهما فصار سلما بدرجة واحدة ..
تقدم صاحب الافعى متبخترا ، فصعد السلم ووقف على درجته الوحيدة ولحقه صاحب الرمح سائرا كانه ملكا متوجا وصعد واقفا على ذات الدرجة وتلاه صاحب العصا راقصا كمهرج وصعد معهم ..
وقف الثلاثة على العصا الموضوعة بين الافعى والرمح ينظرون الى الاشيب المنشغل بطائرته الورقية الشاهقة .. صاحوا به هازئين :
ـ امسك بنا ان استطعت !
هرول الرجل باتجاههم .. وصل اليهم .. ظلوا ممسكين بالسلَم .. ربط خيط طائرته بالرمح وصعد معهم .. كلهم يقفون على درجة واحدة ، تحركت العصا .. اهتز السلم بهم .. توتر الخيط .. ارتجت الارض من تحتهم .. ازداد توتر الخيط بشدة مالبث ان اقتلع السلم فسحبته الطائرة الورقية وسط صراخهم عاليا ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الموزع الموسيقى أسامة الهندى: فخور بتعاونى مع الهضبة في 60 أ


.. الفنان محمد التاجى يتعرض لأزمة صحية ما القصة؟




.. موريتانيا.. جدل حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البلا


.. جدل في موريتانيا حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البل




.. أون سيت - لقاء مع أبطال فيلم -عالماشي- في العرض الخاص بالفيل