الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كورونا في زمن الجاهلية

عطا درغام

2020 / 4 / 4
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


من منا لم يسمع أو يقرأ عن العالم الكبير إسحق نيوتن.. ففي عام 1665 ضرب الطاعون مدينة لندن ؛فتوقفت الدراسة في الجامعة لمدة سنتين، وكان العالم الكبيرضمن طلاب الجامعة في تلك الفترة، فبقي أسيرا لمنزله في فترة توقف الدراسة. واستطاع في تلك الفترة أن يخرج علينا بقوانين ونظريات أفادت البشرية كلها في الجاذبية والضوء والتفاضل والتكامل.
والسؤال الذي نطرحه هنا..لماذا لا نستغل هذه الأزمة ونحولها من طاقة سلبية إلي طاقة إيجابية...؟
لا أعتقد أن مثل هذا سيحث ؛ لأننا دائما نعيش أسري للماضي وبدلًا من أن نستفيد ونتعلم منه ونطوره..نستسلم للخرافات والأوهام...
العالم من حولنا يتقدم ويتطور، ونحن أسري للخرافات والأباطيل التي تعوقنا عن التفكير والإبداع، وعندما تظهر نظرية واكتشاف نهرع لتأويلها وتفسيرها بأنها موجودة عندنا في القرآن من أربعة عشر قرنًا، دونما أن نحاول الاستفاد من هذه النظرية ونحاول نحن إثباتها....وإذا ظهر اختراع فقد سبقه ابن فلان عندنا في القرن الفلاني...ونقول:هذه بضاعتنا وردت إلينا فهم سرقوا منا حضارتنا.
وفي نهاية العام الماضي تعرض العالم لموجة كاسحة من وباء جديد يحمل اسم كورونا، فانتشر سريعا ،وغزا اكثر من ثلث دول العالم ، فانغلقت الدول علي نفسها ورصدت الميزانيات وفتحت معامل البحث العلمي لمناقشة أسباب وظهور وانتشار وصفات هذا المرض ؛ وذلك للوصول إلي اكتشاف أو مصل يمنع هذا المرض.
وفي ليلة وضحاها، ينغلق علينا عباقرة وعلماء البحث العلمي عندنا للتفسير والتأويل والبحث عن نظرية أو مصل نذهل به العالم..حتي تفتقت العبقريات عن وجود اكتشافات ونظريات عظيمة أذهلت كورونا نفسه و، وستجعله يتواري خجلًا من الدقة والسرعة المتناهية في اكتشافاتنا.
فجأة نجد علي على مواقع التواصل خرافة تزعم أن كتابا اسمه آخر الزمان لكاتب اسمه إبراهيم بن سالوقيه كتب هذا الكتاب عام 463 مكتوب فيه: "حتى إذا تساوى الرقمان (20=20)، وتفشى مرض الزمان، منع الحجيج، واختفى الضجيج، واجتاح الجراد، وتعب العباد، ومات ملك الروم، من مرضه الزؤوم، وخاف الأخ من أخيه، وكسدت الأسواق، وارتفعت الأثمان، فارتقبوا شهر مارس، زلزال يهد الأساس، يموت ثلث الناس، ويشيب الطفل منه الرأس، وفى آخر الكلام اختتمت بجملة وهي "كتاب أخبار الزمان صفحة 365".
وللرد علي هذا الزعم والفرية التي ألصقت بالكتاب، نكتفي برد واحد وهو أن المؤرخين العرب والمصريين لم يؤرخوا بالتاريخ الميلادي أبدا ..ولم يستخدم إلا حديثا.
وكذا ظهر علينا كتاب }عظائم الدهور لأبي علي الدبيزي{، هو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي وسيطر علي عقول العرب في هذه الأيام، لما يتردد من أقاويل أنه تنبأ بفيروس كورونا، وانتشاره من الصين لإيطاليا، وتدافع رواد مواقع التواصل الاجتماعي للبخث عن هذا الكنز المدفون الذي سيقضي علي كورونا .. كتاب عظائم الدهور pdf أو مقتطفات من كتاب عظائم الدهور، أو تحميل كتاب عظائم الدهور أبو علي الدبيزي.
ما نشر عن كتاب عظائم الدهور يشير إلى أن أبو علي الدبيزي، تنبأ بفيروس كورونا حينما كتب:
"عندما تحين العشرون قرونً وقرون وقرون.. يجتاح الدنيا كورون من فعل البشرالضالون فيميت كبارهم ويستحيي صغارهم يخشاه الأقوياء. ولا يتعافى منه الضعفاء يفتك بساكني القصور ولا يسلم منه ولات الأمور يتطاير بينهم كالكرات ويلتهم الحلقوم والرئات لا تنفع معه حجامه ويفترس من أماط لثامَه يصيب السفن ومن فيها وتخلو السحب من راكبيها تتوقف فيه المصانع ولايجدون له من رادع مبدؤه من خفاش الصين وتستقبله الروم بالأنين وتخلو الأماكن من روادها وتستعين الاقوام بأجنادها يضج منه روم الطليان ولا يشعر من جاورهم بأمان يستهينون بأول اجتياحه وييأس طبهم من كفاحه يتناقلون بينهم أخباره ويكتشفون بلا نفعٍ أسراره يخشاه الاخيار والفساق ويدفنون ضحاياه في الاعماق تتعطل فيه الصلوات وتكثر فيه الدعوات وتصدق الناس مايشاع وتشتري كل مايباع ممالك الأرض منه في خسارة تعجزعن محاربته وانحساره في زمانٍ قل الصدق في التعامل وشح الأحسان في المقابل ثمَ تنكشف الغمة عن الأمة بالرجوع إلى الله تأتي التتمة. وتستنير الضمائر المستهمة بالتضرع الى الله والصلاه على الأنبياء والأئمة.
حينما تقرأ هذا الكلام تصدق مليون بالمائة أن كتاب عظائم الدهور تنبأ بفيروس كورونا، ولكن للحقيقة بالبحث عن المؤلف أبو علي الدبيزي فلا يوجد معلومات عنه كثيرة، وذكر أنه توفي في العام 565 من الهجرة، وله مجموعة محدودة من المؤلفات التي انتشرت في هذه الفترة، ولكن هذه المعلومات غير موثقة، حتى كتاب عظائم الدهور غير موجود علي الإنترنت والروابط وهمية.
وهناك خرافة ثالثة ظهرت تعبر عما نحن فيه وتقول: من يفتح المصحف علي سورة البقرة ويجد شعرة؛ فليضعها في كوب ماء ويشربها، فهي علاج من فيروس كورونا.
وقد ردت دار الإفتاء المصرية علي كل هذه الترهات والخرافات قائلة: "ننبه على أن هذا الأمر من الخرافات، وعلى كل مواطن أن يتبع التعليمات الصحية الموضحة من وزارة الصحة، المصرية ، وألا يلتفت إلى مثل هذه الخرافات".
وعلي الجانب الأخر فقد كانت دار الإفتاء المصرية أكدت أن حفظ النفس الإنسانية في الوقت الحالي مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية حيثُ قالت : "‫النظافة من الإيمان، و‫يجب التغلب على العادات الخاطئة لكي نحمي أنفسنا .
وكي نحمي أنفسنا ، فلا يجب أن نخطع لأوهام وأسري لكل ما ينشر علي شبكة الإنترنت ؛ فتعوقنا عن التقدم والإبداع ..العالم يتقدم من حولنا ويرفع من شان العلم والعلماء.
ولن نذهب بعيدا ففي هذه الأزمة علا نجم الأطباء الذين واجهوا هذا الوباء بشجاعة واستشهد بعضهم..وتواري الحنجوريون خجلا لإفلاسهم فلم يعد لديهم ما يقدمونه لهذا الشعب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات