الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تسممات فترة الحمل وتاثيرها على الجنين
عزيزو عبد الرحمان
2020 / 4 / 4الطب , والعلوم
تنقل الأم لجنينها في أثناء الحمل كثيرًا من الجزيئات والميكروبات والخلايا، ما يؤثر بدرجة كبيرة على نمو مخ الجنين وقلبه وجهازه المناعي، فضلًا عن أن أي خلل في عملية انتقال هذه الجزيئات والميكروبات والخلايا قد يزيد مخاطر الإصابة بالتشوهات والأمراض عند الولادة، بدايةً من إصابة الطفل بحساسية الطعام وانتهاءً بإصابته بمرض انفصام الشخصية (الشيزوفرنيا).
وتربط الكثير من الدراسات بين إصابة الأمهات الحوامل المصابات بالسكري وإصابة أطفالهن بالتوحد.وتشدد الدراسة على ضرورة إجراء فحص للأمهات في الفترة ما بين 24 إلى 28 أسبوعًا من الحمل لمعرفة مدى إصابتهن بالسكري، مشيرةً إلى تزايُد احتمالات إصابة الأطفال بالتوحد في حالة إصابة أمهاتهن بالسكري.وأشارت النتائج إلى أن "الأمهات اللاتي تعرضن للإصابة بالسكري في الفترة ما بين 24 إلى 26 أسبوعًا من الحمل زادت نسبة احتمالات إصابة أطفالهن بالتوحد بنسبة 42% مقارنة بغيرهن
يحدث تسمم الحمل عادة بداية من منتصف أو أواخر الحمل، وحتى 6 أسابيع بعد الولادة، وقد تظهر أعراضه أحياناً في فترة مبكرة بداية من الأسبوع الـ 20 من الحمل.
يمكن أن يؤثر تسمم الحمل على نمو دماغ الجنين بعدة طرق، منها وصول كمية أقل من الأكسجين والمغذيات الأخرى بسبب الإجهاد التأكسدي.
أسباب تسمم الام اثناء فترة الحمل :
لا يعرف الأطباء على وجه اليقين أسباب تسمم الحمل، ولكن يُعتقد أنه ناتج عن تكوين غير طبيعي لوظيفة المشيمة، والذي قد يحدث للأسباب التالية:
- العمر قد يكون من عوامل الخطورة، فمن هن أكبر من 35 عامًا أو أقل من 20 عامًا، أكثر عرضة لتسمم الحمل.
- - مرض السكري أو الكلى أو حالة أخرى تؤثر على الأوعية الدموية.
- زيادة نسبة البروتين في البول
- سوء التغذية، والضعف الشديد للأم.
- تشير وجود كمية كبيرة من الكرياتينين في الدم و الكرياتينين (Creatinine) عبارة عن منتج كيميائي ثانوي، يتم انتاجه عن طريق عملية الأيض في العضلات، كما أن كمية قليلة منه يتم إنتاجها بسبب تناول اللحوم.
التسممات الغذائية للمرأة الحامل :
عندما تتناول الحامل طعاماً ملوثاً، قد يحتوي هذا الطعام على ميكروبات تسبب التسمم الغذائي، ومن هذه الميكروبات:
• الليستيريا : (Listeria) : هي جرثومة تسبب الشعور باضطراب مـَعِديّ ناجم عن تناول أطعمة ملوثة بجرثومة الليستيرية المستوحِدة (Listeria monocytogenes). عند النساء الحوامل هي المسبب الأكثر شيوعاً للتسمم الغذائي، وهي موجودة في الأطعمة الجاهزة التي تحتوي على اللحوم الباردة والنقانق، كما قد تكون موجودة في لحوم الدواجن والمأكولات البحرية ومشتقات الحليب غير المبسترة. والليستيريا خطيرة وقد تسبب أعراضاً شديدة إن وصلت للجنين،
في حالة انتشار التلوث وانتقاله إلى الجهاز العصبي، قد تظهر أعراض مثل: الصداع، التصلب في القفا (مؤخرة الرقبة)، الشعور بالارتباك، فقدان التوازن، أو ظهور نوبات اختلاج (Convulsion)، فضلا عن الاضطراب المعدي الحاد. النساء الحوامل تعانين، عادة، من أعراض خفيفة مماثلة لتلك الأعراض التي تظهر لدى الإصابة بمرض الأنفلونزا.
• السالمونيلا : (Salmonella) السالمونيلا هي عدوى بكتيرية شائعة قد تصيب الأمعاء والجهاز الهضمي بشكل خاص. وعادة ما تعيش السالمونيلا داخل الأمعاء ويتخلص منها الجسم عبر إخراج الفضلات.ومن الممكن أن تدخل هذه إلى الجسم عند اتصال الجسم بشكل من الأشكال مع مواد ملوثة بها، مثل لمس فضلات ملوثة أو تناول طعام أو شراب ملوث.
• الإشريكية القولونية : (Escherichia) : تعيش البكتيريا الإشريكية القولونية (E. coli) بصورة طبيعية في أمعاء الأصحاء من الأشخاص والحيوانات. غالبية أنواع الإشريكية القولونية غير مؤذية أو تسبب إسهالاً وجيزًا نسبيًا
قد تؤثر الإشريكية القولونية على أي شخص معرض للبكتيريا. ولكن بعض الأشخاص تزيد احتمالية إصابتهم بالمشاكل عن غيرهم. وتتضمن عوامل الخطر ما يلي:
• ضعف أجهزة المناعة " الأشخاص الذين لديهم جهاز مناعي ضعيف تزيد احتمالية إصابتهم بالمرض بعد دخول الإشريكية القولونية إلى جسمهم.
• تناول أنواعًا معينة من الطعام. وتتضمن الأطعمة الأكثر خطرًا الهمبورغر غير المطهو، والحليب غير المبستر، وعصير التفاح أو نبيذ التفاح، والجبن الطري المصنوع من الحليب الخام.
• انخفاض مستويات حموضة المعدة. توفر حموضة المعدة بعض الحماية من الإشريكية القولونية. وإذا كنت تتناول أدوية تقلل من مستويات حموضة المعدة، مثل إيزوميبرازول (نيكسيوم) أو بانتوبرازول (بروتونيكس) أو لانزوبرازول (بريفاسيد) أو أوميبرازول (بريلوزيك)، فقد تزيد من خطر إصابتك بعدوى الإشريكية القولونية.
• العطيفة : (Campylobacter) : تنمو في أوساط قليلة الأكسجين Microaerophilic،تصيب العطيفة الانسان والحيوان وتعد أحد الأسباب الأربعة الرئيسية لأمراض الإسهال في العالم. وتعتبر السبب الجرثومي الأكثر شيوعاً لالتهاب المعدة والأمعاء البشري في العالم
• قد ينتج عنها ظهور مضاعفات مثل تجرثم الدم، التهاب الكبد والتهاب البنكرياس (أي إصابة الكبد والبنكرياس بالعدوى على التوالي) والإجهاض بدرجات مختلفة. وقد تشمل المضاعفات التالية للعدوى التهاب المفاصل التفاعلي (التهاب المفاصل المؤلم الذي يمكن أن يدوم عدة أشهر) والاضطرابات العصبية مثل متلازمة غيلان– باريه وهي حالة شلل شبيهة بشلل الأطفال يمكن أن تسبب خللاً في التنفس والأعصاب في عدد صغير من الحالات
الوقاية من التسمم الغذائي أثناء الحمل : النظام الغذائي أثناء الحمل مهم جداً، لذا يجب على الحامل معرفة المفيد من الضار من الأطعمة، والتحدث مع الطبيب بشأن الأطعمة الممنوعة أثناء الحمل. ويوجد بعض الإجراءات البسيطة التي يمكن اتباعها لتجنب المرض أو الإصابة بالتسمم الغذائي أثناء الحمل
3- اضطرابات الحمل والولادة وتأثيرها على التوحد :
تؤثر تغذية الأمهات والالتهابات أثناء الحمل المسبق والحمل على النمو العصبي للجنين. يرتبط تقييد النمو داخل الرحم بالتوحد، عند الرضع الناضجين والخدج. وقد تتلف الأمراض الالتهابية وأمراض المناعة الذاتية أنسجة الجنين أو تزيد من حدة المشكلة الوراثية أو تدمر الجهاز العصبي
وتبدأ كل الماسخات( العوامل التي تسبب تشوهات خلقية) المتعلقة بخطر الإصابة بالتوحد، في النشاط خلال الأسابيع الأولى من الحمل. وعلى الرغم من أن هذا لا يستبعد إمكانية بدء التوحد أو تأثره في وقت لاحق، فهناك دليل قوي على أن مرض التوحد ينشأ في وقت مبكر للغاية من بدء مرحلة النمو
وتشير دراسات التشريح العصبي والروابط بالماسخات، بقوة إلى أن آلية التوحد تشمل تغير نمو الدماغ بعد الحمل بوقت قصير. ويبدو أن هذا الوضع الشاذ يبدأ في تكوين سلسلة من أمراض الدماغ تتأثر بشكل كبير بالعوامل البيئية.
4- علاقة الأمعاء بالتوحد :
هناك دليل على احتمال حدوث تشوهات في محور الأمعاء والدماغ قد اقترح تم التأكد عام 2015 أن خلل الجهاز المناعي، والتهابات الجهاز الهضمي، وخلل الجهاز العصبى الذاتى، والتغيرات في الأمعاء النباتية، واستقلاب الطعام قد يتسبب في حدوث التهاب عصبي في الدماغ. وخلص استعراض عام 2016 إلى أن خلل الجهاز العصبي المعوي قد يلعب دورًا في الاضطرابات العصبية مثل مرض التوحد. إن الروابط العصبية والجهاز المناعي هي طريق قد يسمح للأمراض التي تنشأ في الأمعاء بالانتشار إلى المخ.
إن الأم تمنح جنينها هديةً مجهريةً تتمثل في نقل حشد من الكائنات الصغيرة يُطلق عليها "ميكروبيوم" (الكائنات الدقيقة داخل بيئة محددة)، وتحدث عملية النقل بشكل ملحوظ عند الولادة في أثناء خروج الوليد من القناة المهبلية وفي أثناء احتكاكه بجلد الأم خلال الاحتضان والرضاعة، وهو ما يتطلب نموًّا سليمًا للميكروبيوم
وتزداد العلاقة ترابطًا مع حصول الإسهال والإمساك والانتفاخات وهي أمراض ترافق المصابين باضطراب التوحد، إذ يعاني نحو 85% من المصابين بالتوحد من الإمساك. وتدعم نتائج أوراق بحثية عديدة ما يسمى «محور الدماغ/الأمعاء» في سن الرضاعة المبكرة، إذ تؤثر بكتيريا الأمعاء على «نفاذية» بطانة المعدة بالإضافة لنوعية المواد المنتقلة إلى مجرى الدم، لذلك يتعرض الدماغ لتأثير السموم أو مخلفات الخلايا أو حتى الطعام غير المهضوم.
كيف تؤثر الكائنات الدقيقة على أداء الجهاز الهضمي؟
1- تصبح القناة الهضمية المريضة غير قادرة على أداء وظيفتها باعتبارها خط الدفاع الأول لجهاز المناعة مما يؤدي إلى ظهور العديد من الأمراض الثانوية.
2- لا تستطيع الأمعاء أن تهضم المغذيات بشكل كامل، مما يؤدي إلى الحساسية الغذائية.
3- كما أن القناة الهضمية تكون فى هذه الحالة غير قادرة على امتصاص المواد المغذية بشكل صحيح، مما يؤدي إلى نقص التغذية، ومن ثم الضعف العام.
في الحالة الطبيعية يوجد في الأمعاء البكتيريا النافعة (microflora) التي تؤدي عددا من الوظائف اللازمة في الأمعاء، منها وظائف مناعية، وإنتاج الفيتامينات مثل فيتامين ك، وفيتامين ب المركب. وبعض البكتيريا الضارة قد لا تسبب أي مشاكل طالما لا تزال أعدادها قليلة مقارنة بالنافعة، ولكن يمكن أن تصيبنا بالأمراض إذا تكاثرث بشكل كبير أو انتقلت إلى أجزاء أخرى من الجسم، وهو ما قد يحدث مع مريض التوحد.
تحدث الإصابة بالكانديدا المعوية (Candida albicans) نتيجة لعدة أسباب منها وجود السكريات فى الأمعاء فترات طويلة؛ حيث يجعلها بيئة صالحة لنمو وتكاثر الكائنات المسببة للأمراض مثل الكانديدا التي تتغذى عليها، فوجودها دليل على عدم اكتمال الشفاء.
تسبب الكانديدا المعوية وغيرها من الكائنات المعوية المسببة للأمراض اضطراب الجهاز الهضمي مع تكون المخاط، ويصاحب ذلك زيادة الأعراض السلوكية، والصداع وفرط النشاط فى الأطفال الذين يعانون من طيف التوحد.
تتنوع أعراض الإصابة ما بين الأعراض المعوية مثل سوء الهضم والنزلات المعوية وانتفاخ البطن، والأعراض العامة مثل التعب والصداع وآلام في الصدر والعضلات والمفاصل، وكذلك السمنة، والأعراض السلوكية مثل التشتت وصعوبة التركيز وضعف الانتباه والاكتئاب.
وباستخدام عملية "زراعة البراز" نجح الفريق البحثي في إحداث تنوع في الميكروبات لدى أطفال التوحد، كما أوجدوا في ميكروبيوم أمعاء الأطفال بكتيريا مفيدة، مثل Bifidobacteria و Prevotella، وبعد عامين من العملية كان التنوع أعلى واستمر وجود الميكروبات المفيدة.
Maunoo Lee , Association of Autism Spectrum Disorders and Inflammatory Bowel Disease , Journal of Autism and Developmental Disorders , May 2018, Volume 48, Issue 5, pp 1523–1529
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. عام على حرب غزة : محتوى أربك سياسات الشبكات الاجتماعية
.. تغلبت على السرطان مرتين.. والبحرين نعمة في علاج الأورام
.. سرطان الثدي.. ارتفاع عدد الإصابات بين الشابات وصعوبة الحصول
.. قراءة للحرب على لبنان مع د.وليد صافي، استاذ العلوم السياسية
.. المغرب.. طلاب الطب يلقون بقمصانهم البيضاء، ما القصة؟ • فرانس