الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الليبرالية خيار ام حالة في سورية

انطوني دانيال

2006 / 6 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


اللـيبرالـية
الجزء/1/

في العقود الاخيرة للقرن العشرين والعقد الحالي لهذا القرن الواحد والعشرون انصب اهتمام الساسة ومن يعملون بالشأن العام والخاص على الليبرالية كمبدأ اساسي للتعامل في كافة اوساط المجتمع وباتت الاحزاب الليبرالية تقود الدولة والمجتمعات كالحزب الليبرالي في انكلترا وغيرها .
مقدمة بسيطة استهلها لاوضح اتساع انتشار الفكر الليبرالي في المجتمعات وخاصة في مجتمعنا السوري .
ما هي الليبرالية : لن اشرح الليبرالية فقد سبقني الكثيرون بشرح اوسع واشمل وادق لها ولكن ساكتفي بالقول انها تتسرب الى اركان مجتمعنا تحت اسم الحرية اولا وهو المعنى الادق والاشمل ولكن اذا انطلقت الحريات في كافة جوانب الحياة مع او بدون ضوابط ماذا يحدث وخاصة لان مجتمعنا دائما ياخذ من الغرب كل ما هو جديد ومتطور وبدون ضوابط وبدون النظر ان كان ملائما ام لا في صيغته الظاهرة او الباطنة .
ما اود سرده الان دراسة شاملة مبسطة عن احتلال الليبرالية مجالات الحياة في مجتمعنا السوري مع مقارنة بسيطة مع سبل تطبيقها في الشرق والغرب فنبدأ :
اولا- الجانب السياسي : الحرية السياسية في التعاطي في الشأن العام بين كافة الاطياف والفئات مع حرية الاختيار والانتماء والموالاة والمعارضة مترافقة مع حرية فكرية متمثلة بالطروحات والبرامج السياسية والبيانات مترافقة مع حرية اعلان وتثقيف وانتشار .
هذا ما تنادي به كافة الاحزاب الليبرالية في العالم وفي سورية في المجال السياسي ولكن هل هذا يناسب مجتمعنا والمناخ السوري فالمعروف ان الليبرالية تسمح بتشكيل احزاب دينية وطائفية وقومية وعشائرية واثنية فهذا هو مفهوم الحرية للافراد والمجتمعات مما سمح بتشكيل العديد من هذه الاحزاب في كافة انحاء العالم ونخص اوروبا تحديدا لانها رائدة العمل السياسي الليبرالي . فهذه الاحزاب في دول عديدة باختلاف انماطها لم تشكل تهديدا داخليا او خارجيا على الفرد او المجتمع بل كانت تسير وتتناغم وفق ايدولوجية احترام وحرية الاخرين .
فهل يتحمل مجتمعنا وجود مثل هذه الاحزاب ان تعمل بحرية. فمن خلال الدراسة للبيئة وللمناخ في سوريا والاهم سيكولوجية وتعددية ونمطية الشعب السوري ممكن هكذا ديمقراطية وليبرالية ان تكون مرفوضة .
فالمد الديني الاصولي ما زال طاغيا في مجتمعاتنا مما يشكل عائقا كبيرا امام اطلاق الحريات والعمل بديمقراطية امامنا اكثر من تجربة بذلك تجربة الجزائر وما سببته من ويلات لابنائها والان التجربة المصرية والتجربة الفلسطينية .
فالمعروف عالميا الان الرفض القاطع للحكومات الاصولية ولكل حكومة لا تحترم الافراد والاقليات
مما يضعنا على مفترق هل تسمح الليبرالية في سوريا بتشكيل احزاب دينية او طائفية او عشائرية او اثنية فلكل منها على حدة ارتباطه الوثيق بدول اخرى وجعه من وجعها ويأتمر بأمرها.
من وجهة نظري لهم الحق كل الحق بممارسة حريتهم ولكن ....؟
هل تسمح الليبرالية في سوريا بتشكيل احزاب على اساس قومي . فكما نعلم ان سوريا متعددة القوميات / نذكر عربية – سريانية – كردية – ارمنية .......الخ / فهناك لوحده حوالي خمسة عشر حزب كردي داخل سوريا وخارجها.
كيف تسمح سوريا باطلاق مثل هذه الحريات وتهديد اقتطاع جزء من شمالها وضمه لتحقيق الدولة الكردية فكما نعلم هذا احد مخططات الولايات المتحدة بطرحها للشرق الاوسط الكبير تقسيم سورية على اساس ديني وطائفي وعرقي وقومي .
فهل الليبرالية حلم يتحقق في سوريا ...؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا يحدث عند معبر رفح الآن؟


.. غزة اليوم (7 مايو 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غزة




.. غزة: تركيا في بحث عن دور أكبر خلال وما بعد الحرب؟


.. الانتخابات الرئاسية في تشاد: عهد جديد أم تمديد لحكم عائلة دي




.. كيف ستبدو معركة رفح.. وهل تختلف عن المعارك السابقة؟