الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كورونا الأخرى ..

الشربيني المهندس

2020 / 4 / 4
الادب والفن


استعدت صاحبتنا لأيام العزل التي فرضها انتشار فيروس كورونا .
ذهبت لشراء أواني طهي جديدة قائلة ربما لن تتمكن من النزول إلى الشارع فيما بعد. وقفت مشدوهة أمام الأرفف التي تراصت عليها أشكال وألوان من الأواني الأنيقة ..
في هذا الوعاء العميق يمكنها أن تعجن ما تشاء بمحبة وبقوة.
هي تحب الحياة وتريد أن تحتفي بها، وفي الوقت ذاته عندما تضرب يدها بالعجين تضع فيه كل ما تحوي نفسها من غضب،
تعمل يدها فيه بإيقاع دءوب وصارم وتتلطخ أصابعها ببقايا الدقيق المخلوط بالماء والملح التي علقت بها،
فتنسى قليلا صوت رجال الشرطة وهم ينادون على المواطنين لكي ينفضوا من على المقاهي والبعد عن الشيشة حرصا على سلامتهم ..
ألوان التوابل تبدد الأفكار السوداء وتقشع الغيوم، تجعلها تطوف ببلدان أكثر بهجة لا تغيب عنها الشمس.
من مكانها تسافر أميالا وأميالا، بعيدا عن قرارات الحظر ومنع السفر.
وهنا تريد بالأحرى أن تجرب أصنافا جديدة ، لا تخلو من التفنن، أن تطعم من حولها وتستمع بشكلهم وهم يأكلون بشهية، فقد صار لدينا المزيد من الوقت لكي نمضيه في المطبخ،
بدلا من أن كنا نجري من مكان إلى آخر ونحاول إعداد الوجبات السريعة، حاليا لا مجال للجري فنحن نسابق الوقت دون أن نبرح بيوتنا.
تعود لتتابع حركة البصل داخل الإناء وتشم رائحته، وتراقب المياه وهى تغلي على النار حتى لا تفور، وتنجح في طبختك وترسم الفرح على الوجوه،
بدلا من منظر التوابيت الإيطالية التي تقلها عربات الجيش أو ذاك العــــراقي الشيعي الذي كان يضرب على صدره مرددا أدعية بلكنة أهل الجنوب
لحماية المريدين المتجمهرين حوله من الوباء.
تنتظر بعدها في هدوء حتى يعلو العجين ويختمر.
تبتسم لصغيرتها التي أقبلت في مرح .. ماذا تأكلين يا حلوة ..؟
شوكولاته كورونا يا ماما ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال