الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما أشبه الليلة بالبارحة مابين الكوليرا والكورونا..!!!!

عطا درغام

2020 / 4 / 4
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


كل فترة يطل علينا وباء خطير باسم مختلف في كل مرة ....الطاعون..الكوليرا..الأنفلونزا الأسبانية.. سارس..أنفلونزا الطيور..أنفلونزا الخنازير ..كورونا.

يكتسح هذا الوباء الناس الناس فيرديهم موتى ،ويسود الذعر الشديد أرجاء المعمورة ينتشر الوباء فى كل الأرجاء ويحمل الموتى الى القبور بلا تجمع ولا تشييع جنازات ولم تدمع العيون على الموتى فقد يصبح الباكى ميتا بل ومدفونا , ينزعج الناس لمجرد أن يروا إنسانا يعطس أو يتقيأ أو يصاب بالمغص يفرون منه فرارهم من الوحوش .

وقبل أن يودعنا عام 2019 أطل علينا الوباء في شكل جديدة وصورة مغايرة لأقرانه السابقينن وبعد أن كانت الهند وأمريكا الجنوبية مصادر غنية لهذه الأوبئة جاءنا هذه المرة من الصين.

استهان به العالم في البداية واستهان به الناس بعد أن أقنعهم محمد هنيدي في فيلم( فول الصين العظيم) أنه سينيم الصين من المغرب،و وبسبب انفتاح العالم علي بعضه ، أخذ يغزو ببطء لأن آثاره لا تظهر علي المصابين إلا بعد أربعة عشر يومًا من تمكنه منهم .

فجأة أعلنت وكالات الأنباء الأرقام المخيفة التي تزداد كل يوم في الصين، ثم انتقل إلي الخليج العربي وأوروبا وأمريكا، ووسط كل هذه الأحداث اعتقدنا أننا بمعزل عنها ولن يستطيع الفيروس أن يدخل بسبب طبيعة الجو التي ستتغير مع ارتفاع درجة الحرارة.....

لغط وجدل بين الناس، مابين مصدق ومكذب ومابين مروج للشائعات وما بين من يؤكد انتشارها في مصر..ووسط هذه الشائعات ،انزعج الناس وخشوا علي أولادهم من التجمعات، فمنعوهم من الذهاب إلي المدارس ولم يمنعوهم من الذهاب إلي الدروس ، حتي استيقظنا علي الحقيقة المرة بسب التباطؤ واللامبالاة في التعامل مع القادمين من الخارج .

ومع إعلان أول إصابة بالكورونا في مصر، ثم أول حالة وفاة ثم فرض الحجر الصحي علي عدد من الأسر في مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية .

أصدرت الدولة حزمة من القرارت تمنع فيها التجمعات ، وتوقفت كافة الأنشطة في أنحاء البلاد..

استيقظ المصريون علي الحقيقة المرة وشعروا بأن حياتهم باتت مهددة لعدم توافر مصل حقيقي بفيروس الكورونا.

واستبد القلق بالناس وشعروا باليأس، وجدوا أنه لا ملجأ إلا الله ليكشف عنا هذه الغمة ويرفع البلاء عن الناس..

.ماذا يفعلون بعد منع الصلاة في المساجد..؟

ظهرت بعض الدعوات عبر صفحات ( فيس بوك) تدعو الناس إلي الخروج في شرفات المنازل في وقت واحد في الثانية صباحًا ، أسوة بما فعله شعب المغرب.

وفي الثالث والعشرين من مارس خرج الناس إلي شرفات المنازل في بعض محافظات مصر للدعاء والتكبير، ولم يكتف بعض الناس بالشرفات فقط بل نزلوا الشوارع ضاربين عرض الحائط بتحذيرات الحكومة من التجمعات والاختلاط.

و وما أشبه الليلة بالبارحة ، ونعود بالذاكرة إلي عام 1947 في جديدة المنزلة ؛ لنجد واقعة مشابهة لما حدث هذه الأيام طلبًا للنجاة عندما غزت الكوليرا وتمكنت منها.....تنهش أجساد أهلها..لا ترحم فقرهم....ولا ترحم ضعفهم....فمن لهم..؟..من يخلصهم من هذا العذاب...؟.....من يخفف عنهم هذه الآلام...؟ليس لهذه النفوس المعذبة إلا رب العزة يلتمسون منه العفو والمغفرة، وأن يرفع بلاء الكوليرا.

وظهر من بين هذه الأجساد الضعيفة المرحوم ( بسام عبد الغني) وهو تقريبًا في العشرين من عمره أو ما يزيد ، وكسر حاجز الصمت والخوف اللذين سيطرا علي القرية خلال أيام الكوليرا..انطلق يجري في القرية مرددًا:

يارب الطف بينا

وأنت عالم بينا

يارب إحنا غلابة

وسمع أهالي القرية هذا النداء، وتجاسر شخص وخرج معه، ثم شخصان، ثم تبعهما ثالث ورابع وهكذا حتي تزايدت الأعداد ،و أصبحت مظاهرة كبيرة تطلب المدد والعون من رب العزة أن يرفع البلاء مرددين:

يارب الطف بينا

وأنت عالم بينا

يارب إحنا غلابة

قويت إرادة التمسك بالحياة عند الناس متحديين الكوليرا التي أخذت تتلاشي بعد ذلك شيئًا فشيئًا أمام الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الحكومة، حتي قضت علي المرضي تمامًا وأخذ في التلاشي في نهاية نوفمبر واختفي تمامًا خلال شهر ديسمبر من عام1947.

........................................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م