الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الميت الى الحفرة والحي الى السفرة !
صادق البصري
2020 / 4 / 5كتابات ساخرة
الميت إلى الحفرة
والحي إلى السفرة ..
.
بعد أن استقر المسكين في حفرته عاد مشيعوه أدراجهم حيث سردق التعزية وهو يحتل رصيف الزقاق
قال احدهم وهو يزفر نفسا : ايهن هذا حال الدنيا يعيش الإنسان ما يعيش ثم يقع مالا بد منه
يأتي الشيخ ثم ماذا ؟ الموت حق هذه الحكاية كلها ! سندعو له وبغير دعائنا لن يمر !
ولكن هناك مشكلة هامة ماذا يأكلون ؟
بعد هذا الفاصل الذي كلفهم إرجاء أعمالهم وشؤونهم الخاصة من اجل الحضور لتشييع قريبهم ، وما حاقهم من انخفاض في منسوب الطاقة ونقص في السعرات الحرارية
شيئا من اللحم هو هذا الحل !
هذا لاشك فيه
أما موضوع المناقشة الحادة كان أيهما أفضل ، شراء ذبيحة أم الاكتفاء بالذهاب إلى قصاب يبيع اللحم بالجملة ،
وأخيرا اتفقت الآراء على شراء اللحم للاقتصاد في المصاريف ، وتطوع احدهم بشرائها من السوق على عجل
وما هي إلا ساعة حتى جاءوا بها ملفوفة بأكياس
تطوع احدهم ليطبخها وأستحث النساء لمساعدته ، فكان الفاصل عميق الوصف
في التلاحم بين النساء والرجال لإتمام المهمة، وبعد أن جهزوا كل شيء ، باغتهم الطباخ بالقول : تتعشون لو تصلون ؟
نظر كل واحد منهم صوب الآخر بتعجب !
وكان الرد بصوت موحد طبعا نتعشى
أكلوا جميعا بأيديهم ؛
فكانوا يحشون أفواههم لقمات ضخمة من الرز والخبز واللحم ،
وكان يغطي الدهن شفاههم وهم يستخلصون اللحم من العظم إلى أخر بيسره ، وكانت قناني الماء على الطاولة مضمخة بالزفر، تنتقل من يد إلى يد ، وبينما كانت جرعات الماء تدفع الطعام إلى المعدات ،
كانت الخدود تتورد والعيون تتألق مرحا
هنا تلاشى الوجوم وتبادل الحضور الأسئلة عن الأهل والأقرباء ،
وعن التحديات التي تواجه العشيرة وحال أفراد العشيرة في المحافظات البعيدة ومشاكلهم وإجراءات مواجهتها ، ومن ثم توالت الضحكات ، وبعد أن أعقبوا وجبة الطعام الدسمة بشاي ساخن أعدته النسوة من داخل الدار بتلاحم منقطع النظير يجسد الشعور بالمسؤولية والتفاني من اجل الواجب ، رشفوا الشاي الساخن بحلاوة مضاعفة ، ومن ثم توالت الحكايات والنكات كالمطر
وترددت الضحكات ، وبعد أن أجهزوا على شايهم التاسع والتسعين
وعندما انتهت ضوضاء كل حلقة من حلقات الكلام بصوت مرتفع ، تردد بوضوح وعلى سبيل التحدي عبارة وأذن !؟..
ايهن هذا حال الدنيا يعيش الإنسان مايعيش ثم يقع ما لابد منه ، جاء الرد الساخر طبعا طبعا
قال احدهم : رحم الله من أعاد الفاتحة في إشارة إلى موعد الانصراف
في الخارج كان الليل قد أرخى سدوله ، تفرق المعزون بين الدروب والأزقة المظلمة باسترخاء ، كان كل منهم يتوق إلى المخدة وقد غالبه النعاس .
الكورونا رغم قبحها ولكنها اضافت اشياء جميلة الى حياة الناس وبمدة قياسية غيرت عاداتهم كان من العسير تغيرها في قرون ، لم تعد تلك المناسبات الباذخة والاختلاط الفج من وجود ، دفعت الناس للاهتمام بالنظافة ، كسرت الفوارق الطبقية ،الجمت الاصوات النشاز، وعرت احابيل تجارة النفاق
الكورونا حاكم حداثوي متسلل مميت تقهره الوقاية والنظافة !
صادق البصري / بغداد
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم
.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب
.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي
.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت
.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري