الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فقم واعتلف تبنا

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2020 / 4 / 5
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


بما يكون ولعنا بالغرب محل تفكير فى هذا الوقت العصيب ، ليس للشماته فيه كما قد يفكر المهوسين من اعداء الغرب ، ولكن الامر ربما يكون من منطلق التفكير بجدية فى طريقة تعامل الغرب وامريكا مع وباء الكورونا

لقد كنا نتصور ابتداء ان الغرب وامريكا وصلا الى القمة فى الرعاية الصحية وانهما على استعداد تام لمواجهة وباء الكورونا وهذا لم يحدث على الاطلاق

وما اثار انتباهى حقيقة هو الوقت القصير الذى استطاع فيه الفيروس
ضر ب الدول الغربية ، وانه لم تستطيع اجهزة ومراكز البحث المستقبلية تصور او توقع السيناريو الذى حدث ، وايجاد طريقة للتعامل معه

بل ان اجهزة الاستخبارات التى طالما تتشدق بانها تعرف دبة النملة كما يقولون يبدوا انهم لم يستطيعوا على الاطلاق التنبؤء بخطورة المرض وسرعة العدوى والخطورة الكامنه فيه، رغم وجودها داخل الاراضى الصينية وجواسيسهم المنشرين فى كل مكان

ان ماحدث واقعا وحقيقة مازال يثبت اهمية العنصر البشرى الموجود على الارض والذى يستطيع التوصل للتقييم الحقيقى لما يحدث ، بما يعطى صانع القرار الفرصة لاعداد خططه
ربما ما حدث يذكرنا بما فعله السادات ثعلب مصر عندما شن هجومه المباغت على اسرائيل فى حرب 1973 ، ولم تستطيع اسرائيل بكل امكانياته التكنولوجيا التنبوء بالحرب واخذ الاستعدادات المناسبة مما ادى الى هزيمتها

الواقع الفعلى ان الاهتمام بالانسان فى الواقع تريبة وتدريبا ذهنيا وجسديا فى اطار منظومة ادارية هو الطريق الوحيد لاحداث نهضة حضارية حقيقية تحترم حقوق الانسان وتكون قادرة على مواجهة الازمات

ربما المانيا بنظامها الصارم وجديتها والبناء الصلب للانسان الالمانى يظهر لنا الفارق الواضح بين الوضع فى ايطاليا وفرنسا واسبانيا والوضع الصحى فى المانيا فى زمن الكورونا

الولايات المتحدة الامريكية ربما تشكل الاستثناء الوحيد فى زمن جائحة كرونا ، فهى على لسان رئيسها التاجر ترامب كانت تعلم تماما الاثار المترتبة على السياسة التى تتبعها اذاء التعامل مع جائحة كورونا

ولكن الرأسمالية الفجة التى تهذبت نسبيا فى اوربا مازالت على فجاجتها المرعبة فى امريكا ، يموت الاف الناس ولا يتاثر الاقتصاد هكذا يرى صانع القرار الامريكى
لااعتقد ان راعى البقر الامريكى على استعداد لخسارة دولار واحد لمواجهة وباء كورونا بصدق ، بل هو يعلم بطريق خفى وواعى ان هؤلاء الالاف الذين قد تحصدهم كورنا هم فى معظمهم كبار السن

فليتخفف الاقتصاد من عبئهم ، منطق التاجر الجشع هو ما يحكم السياسية الامريكية ، ويبدوا انها تترنح قليلا تحت وطاة المعارضين

اننا نحتاج الى التفكير بشدة فى ما يحدث فى العالم ، ماهى نقاط القوة والضعف لدى عالمنا العربى، هل نكتفى بالشماته فى الغرب ونستكين الى انه لوفاتتنا الدنيا فلن تفوتنا الاخرة

اسئلة كثيرة تتبادر الى الذهن ،على مراكز الابحاث لدينا ان كانت موجودة ، وعلى مراكز صنع القرار ، ان تتعلم مما حدث ويحدث ، انها فرصة حقيقية ، لهدم كل موروثاتنا القديمة ومحاولة المشاركة فى ركب الحضارة

سيخرج الغرب من هذه الجائحة منتصرا لانه يتعلم ولا يخفى شيئا ، سينجح الغرب وينتج دواء او لقاحا لمواجهة فيروس كورنا اللعين ، وسوف نستعمله ولم نشارك فيه رغم الملايين التى اهدرناها ونهدرها على دور العبادة الفاخرة ، التى اصبحت خاوية الان
اننا ان لم نتعلم وندرىالدروس المستفادة من هذا الوباء الفتاك فلاقيمة على الاطلاق لاى جعجعة فارغة اخرى تنطلق من افواه المثقفين والسياسين وغيرهم

وينطبق علينا قول الشاعر
اذ انت لم تعشق ولم تدرى ما الهوى
فقم واعتلف تبنا فانت حمار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أثار مخاوف في إسرائيل.. حماس تعيد لملمة صفوفها العسكرية في م


.. ساعة الصفر اقتربت.. حرب لبنان الثالثة بين عقيدة الضاحية و سي




.. هل انتهى نتنياهو؟ | #التاسعة


.. مدرب منتخب البرتغال ينتقد اقتحام الجماهير لأرض الملعب لالتقا




.. قصف روسي يخلف قتلى ودمارا كبيرا بالبنية التحتية شمال شرقي أو