الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هدى علي...طفلة تشهد...

إعتراف الريماوي

2006 / 6 / 11
القضية الفلسطينية


كانت تصرخ ولا تسمعها إلا ذرات الرمال، وأباها قد غاب بعيدا في رحلة لا يرجع منها، ووجهه يحدق بالسماء وقد يسمع هدى تصرخ وتنادي، لكن بفعل الحقيقة فهو لا يقدر الإجابة... أمها كذلك، أخذتها الغيبوبة الأبدية في موت ساقته لهم قذائف ورصاص العدو...أسرة يغتالها نفس العدو...لتبقى هدى تنوح وتصرخ وتنادي... ولا أحد يسمع سوى فلسطين والبحر الأسير الحزين...
في فلسطين كل شيء متوقع وممكن، لا فرق بين الزقاق ولا الحي ولا الشاطئ، فهذا الشاطئ الذي سرقوه منا، لا يجعلونا نستجم حتى بما تبقى منه في غزة، فإذا لم يُسرق كشواطئ حيفا ويافا وعكا وطول الساحل الحزين، فهم سيحولونه إلى شاهد على مجازرهم وجرائمهم....ربما الفرق في حجم القتل أو المعاناة الذي سيكون من نصيب الفلسطيني هناك...
في يوم عطلة وإستجمام كما فكرت تلك الأسرة الحزينة، أسرة هدى علي، التي إنتكبت يوم الجمعة الموافق 9/6/2006، بالممكنات البسيطة والمتواضعة كانت النية للعب والفرح وطرد قليل من الروتين والإعياء الملازمان للفلسطينيين المسجونين هنالك في قطاع غزة، أسرة تحمل أطفالها لتفرح، ماذا قد يحصل؟!
في فلسطين، ليس لأن فلسطين هكذا، بل لأنه الإحتلال الذي يتنافى مع أي مظهر إنساني، بل يُمعن في إحتراف الجريمة وسلب الإنسان للحظاته...إذن على الشاطئ ذاك، في مدينة غزة، في ذلك التاريخ، لم يرق للعدو الصهيوني أن يرى أسرة فلسطينية تلهو، أطفال يخرجون عن المألوف ويكسرون حدود السجن في مخيلاتهم وهم ينظرون للبحر الكبير،...ترى هل الإحتلال قد خاف منهم أن يتصوروا بحر فلسطين كله...فأقدم على إغتيالهم؟! لا نستبعد أن يتم إتهامهم بذا أو بغيره وبدون أي إتهام أيضا... القتل عادة ملازمة له دوما...
البحر الغزي، ورمال الشاطئ وقليل من الألعاب الطفولية البسيطة، وزاد من الأكل المتواضع للأسرة المتواضعة، صورة تحولت إلى مأتم ومقبرة...تحولت لحظات الفرح إلى دموع، وتحولت مياه البحر التي يلهو ويسبح بها الأطفال إلى دم وموت وحزن ومرارة... مثلما سلبوا البحر دائما فقد سلبوه أهله أيضا...وإغتالوا الفرح الطفولي... ليس اليوم فقط...فمنذ متى لم يكونوا هكذا...ماذا حصل بالشعب الفلسطيني عام 1948...ماذا فعلو بدير ياسين وقبيا وصبرا وشاتيلا ومجزرة الأقصى والحرم الإبراهيمي وعيون قارة و وغيرهم الكثير، ألم يقدموا على تكسير أيادي المناضلين وإغتيالهم بالسجون وأقبية التحقيق؟! ماذا يفعلون غير القتل الذي تحمله طائراتهم وجرافاتهم وعقولهم وراعيهم الأمريكي والساكت والصامت العربي والعالمي عن تلك الأحداث المؤلمة وغير الإنسانية بل الفاشية والنازية...
في فلسطين، الأطفال والشيوخ والشبان والحجر والنبات والسماء والهواء يدفعون الثمن....لأنهم أهل البلد الحقيقيين... لأنهم يرفضوا الإحتلال الإستيطاني ويسعون للعيش بأمن وأمان وكرامة وحرية...فلا يروق ذلك للمستوطن فيمعن قتلا وتنكيلا ولكن لن يتغير الفلسطيني إلا بتحقيق الحلم....فهدى وأسرتها تشهد كما الطفل فارس عودة وحجو والدرة من قبلها...والآخرون الذين لم يروا الحياة كونهم وُلدوا على حواجز الإحتلال ليدلوا بشهادة أقوى...وآخرون من هم بالسجون وفي المستشفيات ولا يقدرون على الحركة التي سلبتها أيضا نفس الرصاصات من نفس الطفولة الفلسطينية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د