الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاعل شيعي أم إيراني؟

طلال الحريري
سياسي عراقي

(Tallal Alhariri)

2020 / 4 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


قبل أن نتحدث عن فكرة العنوان وتوضيح الفاعل الحقيقي لابد من الإشارة الى منظومة الإسلام السياسي بوصفها فاعِلاً إيرانيا مسيطراً يتحمل مسؤولية توسيع وتراكم مخرجات الأزمة السياسية والفراغ الحكومي. وهنا لا نتحدث عن المسؤولية، إدارة الدولة، الفشل، الوصاية،... فهذه القضايا كتبنا عنها رؤى متعددة والرأي العام لا يجهلها وما نريد الوصول إليه هو الدور الذي يلعبه كل فاعل على حِده في قضية التشكيل والإنتقالية وبصورة ادق بما يفكر وكيف انعكست تلك الأفكار على سلوكهم السياسي.
منظومة الفاعل الإيراني: اليمين المتشدد متمسك باللاحل عندما يرى رؤية مخالفة لما يعتقدهُ حلّاً، ويلوح بالخيار العسكري في ظل تعبئة اميركية ورفض شعبي لسياساتهِ!. اليمين الوسط يريد ان يلعب دورا يمكنهُ من السيطرة والتحكُم بِقرار المنظومة بالحِكمة!. أما الفاعل الأكثر سيرا بإتجاه الفوضى واللاإستقرار بالمواقف فقد تخلى عن موقع اليسار داخل المنظومة واصبح اكثر ميلاً لليمين وهذا ما جعل قيادته تعتقد بأن ابطالها سائرون نحو قيادة المنظومة!
المشكلة أن اليمين المتشدد ضمن عودة القيادة والسيطرة الإيرانية بعد زيارة قأاني وأصبح الأخرين ملزمين بتشديد المواقف بإتجاه اللاحل وتحولت رغبات السيطرة والقيادة إلى تكملة عدد في لعبة فيلق القدس الأخيرة!
اما مشكلة المشكلة وهي ما نمثلها بالمخرجات الداعمة للرؤية العراقية فهي أن هذه المنظومة والفاعل الإيراني الأساس المحرك لها وقيادة الفاعل المحرك لا تتعامل برؤية واقعية مع الواقع الجديد بل تتعامل مع العراق بنفس الأساليب والمواقف والأفكار التي تتبعها منذ عقد من الزمن بينما الواقع مختلف تماما والمتغيرات الجيوسياسية المتتالية حولت النفوذ الإيراني السياسي من عملاق الى قزم، وجعلت الوجود العسكري سريع الذوبان في ظل تصاعد حِدة الرؤية العراقية شديدة الرفض للجود الإيراني بالكامل على الصُعد السياسية والعسكرية والثقافية كافة.
والآن يجب علينا نُدرك بالدليل العقلي والرؤية الوطنية بأن مصطلح الفاعل الشيعي خاطئ وغير دقيق إذا كانت الغاية منه وصف المنظومة الإسلامية الشيعية المسيطرة على السلطة والمصطلح الصحيح في وصف هذه المنظومة أو الإشارة إليها هو( الفاعل الإيراني).
لماذا؟ لأن الفاعل الشيعي الحقيقي هو الذي اسس الرؤية العراقية الجديدة التي نتحدث بها وهي( التغيير والدولة الليبرالية) وهذه الرؤية تمثلت بإرادة الحراك الثوري المدني الذي انتج ثورة اكتوبر وجعلها مُتغير إستراتيجي غير كل موازين القوى في النظام السياسي وضمن المشاركة الوطنية الواسعة في خطاب التغيير والمعارضة على المستويين الإجتماعي والثقافي. وعندما نقول الفاعل الشيعي فهذا لا يعني الإنطلاق من مقياس ديني طائفي وإنما من مقياس الوجود الجغرافي والأصل، والدليل الأعظم على ذلك رؤية الثورة العلمانية وخطابها الليبرالي الذي نجح بتأسيس قيم وطنية جديدة أعادة الهوية الحضارية والإنسانية للعراق وتحولت بمدة قصيرة إلى قيم اجتماعية خلقت مناخاً فكريا وثقافيا لترسيخ رؤية العراق الجديد وبمشاركة واسعة جدا وظّفت الوجود والتاريخ والإنسانية في اهدافها وتطلعاتها سريعة النمو والإندفاع.
#طلال_الحريري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإمارات وروسيا.. تجارة في غفلة من الغرب؟ | المسائية


.. جندي إسرائيلي سابق: نتعمد قتل الأطفال وجيشنا يستهتر بحياة ال




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام توثق إطلاق صواريخ من جنوب لبنان


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. أزمة دبلوماسية متصاعدة بين برلين وموسكو بسبب مجموعة هاكرز رو