الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر ما بعد الكورونا

أيمن زهري
كاتب وأكاديمي مصري، خبير السكان ودراسات الهجرة

2020 / 4 / 7
كتابات ساخرة


في البداية أحذّر الإخوة الإسلاميين والليبراليين وفتيات المعادي وحلوان من قراءة هذا المقال (رحم االله أديب الشباب محمود عبد الرازق عفيفي. كان يحب أن يكتب مثل تلك العبارات المجنونة على مسار خط مترو حلوان، من حلوان لباب اللوق للترويج لكتبه الصفراء)
مع أزمة كورونا الحالية والحظر المفروض على الحركة والقيود الخاصة بالعمل والاضطرار للعمل من المنزل لملايين البشر في مصر اتضح حجم البطالة المقنّعة لغالبية العاملين، خصوصا فئة موظفي الحكومة وقطاع الأعمال العام. أيضا أظهرت تلك الأزمة بجلاء عدم أهمية العديد من الهيئات والمؤسسات، حيث لم يشعر أحد بغيابها.
حيث ان الدولة في كل الأحوال تتكفل بدفع رواتب هؤلاء المواطنين المفترض بهم أنهم يعملون من المنازل، على الرغم من أن غالبيتهم لا يجيدون سوى التعامل مع الفيسبوك والواتساب لزوم تمضية الوقت وأن غالبيتهم قد استعانوا بأحد فنيي الهواتف المحمولة، مقابل جنيهات قليلة، لتشغيل خدمات الفيسبوك والواتساب على هواتفهم وأن غالبيتهم ليس لديهم عناوين بريد الكتروني وأن نسبة كبيرة منهم عندما تسألك على عنوان بريدك الإلكتروني تطلب منك "رقم بريدك الالكتروني" وكأنه رقم هاتف، وأن فئة كبيرة منهم كانت تعتمد، في دخولها على الانترنت على الوايف اي المجاني المتاح في المقاهي والأماكن العامة، ناهيك عن سوء خدمة الإنترنت بعد انضواء الطلبة في مظلة التعليم الإلكتروني، وتمضية نسبة كبيرة من الموظفين لوقتهم في تبادل الرسائل الدعوية المكررة حصدا لثواب الآخرة على حساب التكنولوجيا التي اخترعها الغرب الكافر (من وجهة نظرهم)، بعد هذا الاسترسال الطويل، أول أنه طالما أن الدولة تدفع رواتب هؤلاء المواطنين في كل الأحوال فإنني أقترح أن تستمر الدولة في دفع رواتب هؤلاء المواطنين كل شهر مع بقائهم في منازلهم تحت أي مسمى، إعانة بطالة، معاش/تقاعد مبكر، منحة شهرية، أي شيء. هذا سيوفر على الدولة الكثير من الهدر الذي يسببه هؤلاء في ذهابهم وإيابهم ووجودهم في الدواوين.
فرصة أخرى سانحة للدولة يجب أن تستغلها وهو العمل على ترشيد المؤسسات. حيث أن هناك مؤسسات عديدة ثبت أن وجودها مثل عدم وجودها في فترة الحظر، فإنه من الأجدى والأولى أن يتم إلغاء تلك المؤسسات، وهو ما يعني الاقتصاد في النفقات وترشيد الانفاق الحكومي وترشيق (من رشاقة) النظام الحكومي بالتخلص من تخمة المؤسسات. المؤسسات والمجالس والمراكز والهيئات واللجان التي يمكن زن تلغى عديدة ولا داعي لذكر أسماء محدده تجنبا للحرج.
نقطة مهمة أيضا بالنسبة للخدمات والتحول نحو الحكومة الرقمية. حيث أن المواطنين تمكنوا بسهولة من آداء الخدمات الحكومية عن طريق الإنترنت ومن خلال هواتفهم المحمولة وأجهزة الحاسب، إذن لا داع أيضا حتى للوجود الفعلي/المكاني لتلك المؤسسات ويمكن إنجاز العديد من الأعمال عن طريق الخدمات الالكترونية، وكفى الله المؤمنين شر طوابير السجل المدني والذهاب لمدام عفاف في الدور الرابع ويمكننا في هذه الحالة أن نتركها تقوم بتجهيز المحشي في أوقات العمل الرسمية بدون إزعاج.
بالنسبة للتعليم عن بعد، وحيث أن الملايين من الطلاب يتلقون تعليما عن بعد هذه الأيام، أعتقد أن أمامنا فرصة سانحة للتحول نحو التعليم عن بعد المرور بتلك التجربة. معظم التخصصات الدراسية تخصصات نظرية يمكن استيعابها من خلال التعليم عن بعد ولو على الأقل في المرحلة الجامعية. هناك جامعات كبرى على مستوى العالم تضع مناهجها كاملة على الشبكة الدولية للمعلومات وبعضها متاح للعامة، لماذا لا نتبع التعليم عن بعد ونوفر على الطالب مشقة الانتقال؟ إن طبقنا ذلك لاسترحنا وأرحنا، استراح الطلاب من عُقد وكلاكيع أعضاء هيئة التدريس واستراح أعضاء هيئة التدريس من هذا الكم الرهيب من الطلبة وتكدس قاعات الدرس.
نقطة أخيرة مهمة. طالما أن الناس قد استطاعت أن تعيش بدون مقاهي خلال فترة الحظر، لماذا لا نلغي الشيشة؟ لا أقول نلغي المقاهي ولكن فقط نلغي الشيشة. ليتنا أيضا بعد أن نعود للحياة الطبيعية مرة أخرى، إن عدنا> ليتنا نقوم بعمل لافتات مثل التي رأيتها في نيودلهي ... لوحات "ممنوع البصق" ونغلّظ عقوبة البصق ... وبلاش قرف!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط


.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش




.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان


.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي




.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح